سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحركات أوروبية لافتة وساركوزي يبدأ اليوم بلقاء مبارك جولة في المنطقة . مصر تطرح على الأوروبيين خطة للتهدئة : وقف فوري للنار ونشر مراقبين دوليين وفتح المعابر
تشهد مصر تحركات لافتة خلال الساعات ال24 المقبلة، إذ تستضيف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفد الترويكا الأوروبية لمناقشة سبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وأفيد أن المصريين الذين سيناقشون خطة من أربع نقاط لوقف النار في غزة، يريدون ضمان إقامة"ممرات آمنة"داخل القطاع لإيصال الغذاء والدواء إلى السكان إلى حين توقف العمليات العسكرية. وأبدى الأوروبيون، على ما يبدو، استعدادهم لتوفير مراقبين لضمان وقف النار في غزة. ويستقبل الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووفداً من الترويكا الأوروبية يرأسه خافيير سولانا ويضم من بين أعضائه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. وصرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن زيارة ساركوزي لمصر تكتسب أهمية خاصة في ضوء ترؤس فرنسا لمجلس الأمن خلال كانون الثاني يناير الجاري، موضحاً أن مصر ستطالب رئاسة المجلس بالعمل من دون إبطاء لوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. واستدعت وزارة الخارجية المصرية سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير حسام زكي بأن أبو الغيط حمّلهم رسائل تتضمن اقتراحاً بإقامة"ممرات آمنة"داخل قطاع غزة لإيصال الغذاء والدواء إلى السكان إلى حين توقف العمليات العسكرية. وجاء في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية أمس أن مصر سبق وحذّرت"من عواقب العدوان الاسرائيلي الغاشم وحمّلت إسرائيل مسؤولية ما أوقعه من الشهداء والضحايا من المدنيين الأبرياء، كما حذرت اسرائيل من توسيع نطاق عدوانها ومن توغل قواتها في أراضي القطاع". -وأضاف البيان أن"مصر إذ تعاود مطالبة اسرائيل بوقف عدوانها على الفور من دون قيد أو شرط فإنها تدعو مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية الدولية لسرعة الاضطلاع بمسؤوليتهما من دون ابطاء لوقف العدوان الاسرائيلي وتحميل إسرائيل مسؤوليتها كقوة احتلال ومواجهة تداعياته الانسانية على الشعب الفلسطيني في غزة". وتابع:"إذ يضع العدوان الاسرائيلي القوى الفلسطينية كافة في خندق واحد فإن مصر تعاود توجيه ندائها للسلطة الوطنية ومختلف الفصائل لنبذ خلافاتهم وتوحيد صفوفهم فى مواجهة هذا العدوان". وأكد البيان أن مصر"ستواصل جهودها واتصالاتها - من دون كلل - لوقف اعتداءات إسرائيل، واستعادة التهدئة وإنهاء الحصار، وتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني، دعماً لشعب فلسطين وقضيته العادلة". ودان أبو الغيط بأشد العبارات توسيع العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وقال إن ذلك يأتي في تحد صارخ للإرادة الدولية وعلى رغم التحذيرات الواضحة والمتعددة التي أطلقتها مصر ضد توسيع العمليات. وأضاف أبو الغيط"أنه، وكما هو متوقع، فإن صمت مجلس الأمن الدولي وفشله في اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلي منذ بدايته اعتبرته إسرائيل ضوءاً أخضر لتوسيع عدوانها". وطالب أعضاء مجلس الأمن وفي مقدّمهم الأعضاء الدائمون"بتحمل المسؤولية ازاء عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها اسرائيل ضد سكان القطاع". واعتبر ما يحدث من جانب بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن من التلكؤ في التوصل إلى القرار المطلوب"إنما يعتبر من قبيل المناورة المكشوفة التي تهدف إلى إتاحة المزيد من الوقت لإسرائيل لمواصلة عدوانها، وأنه من المؤسف ان ينتهج بعض أعضاء مجلس الأمن مثل هذا السلوك". وطالب أبو الغيط مجلس الأمن مجدداً بالتعامل الفوري مع هذا العدوان وإصدار قرار ملزم بوقفه"حقناً للدم الفلسطيني". وأكد أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية"لن يحقق الهدف المعلن عنه وهو تدمير الفصائل الفلسطينية المقاتلة في غزة بل سيحقق فقط المزيد من القتل والدمار من دون جدوى". كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاجتياح البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة. واستنكر في مؤتمر صحافي في مقر الجامعة فشل مجلس الأمن في استصدار قرار بوقف سريع للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة، منبّهاً إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى فشل مجلس الأمن في التعامل مع هذه الأزمة والقيام بدوره. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن ديبلوماسي مصري قوله:"سنعرض على الأوروبيين خطة من اربع نقاط وننتظر باهتمام خطة فرنسا التي سيطرحها الرئيس الفرنسي على الرئيس حسني مبارك". ويقود الترويكا الاوروبية وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارزنبرغ الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي منذ مطلع كانون الثاني الجاري. ويشارك في وفد الترويكا الأوروبية وزيرا خارجية السويد كارل بيلدت وفرنسا برنار كوشنير. ودعت المفوضية الاوروبية اسرائيل الاحد الى تأمين"ممرّ انساني"لتوزيع المساعدات في قطاع غزة. ولكن الاتحاد الاوروبي، الذي يعتزم لعب دور رئيسي في الازمة الحالية فيما تمرّ الولاياتالمتحدة بمرحلة انتقال للسلطة تجعل دورها مجمداً، ليست لديه تصورات محددة في المرحلة الراهنة. وقالت الناطقة باسم وزير الخارجية التشيكي سوزانا اوبلتلوفا لوكالة"فرانس برس":"اننا نذهب لمناقشة الوضع وليست لدينا رسالة محددة بعد". وسيجتمع مبارك مع الترويكا صباح اليوم في شرم الشيخ على البحر الاحمر قبل ان يستقبل ساركوزي. وقال الديبلوماسي المصري الذي طلب عدم ذكر اسمه"ليس هناك بديل للعودة الى الهدنة بين اسرائيل وحماس، ومصر تظل الأفضل كوسيط ولكن ينبغي مراجعة آلية الاتفاق السابق". وتقضي الخطة المصرية بوقف اطلاق نار فوري يليه عودة الى الهدنة وفتح للمعابر بين اسرائيل وقطاع غزة مع آلية دولية، تتمثل في نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى، للتحقق من تطبيق الطرفين لالتزاماتهما خصوصاً وقف اطلاق النار وفتح المعابر. وبخلاف الهدنة السابقة فإن المطروح هو ضمانات دولية تتمثل في نشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي ودول اخرى للتأكد من رفع الحصار عن غزة وانهاء الحصار على القطاع. واوضح الديبلوماسي المصري ان دولاً عدة تؤيد هذه الخطة من بينها قوتان اقليميتان هما السعودية وتركيا. غير انه اضاف"من الواضح ان سورية تعتبر نفسها في وضع يمكنها من الاستفادة من الموقف". واعتبر ان حماس، التي يقيم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في دمشق"تحاول إبعاد مصر وايجاد وسطاء اخرين ولكنها لن تنجح". وأفادت"فرانس برس"من باريس أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيتوجه اليوم الى الشرق الاوسط في مسعى لايجاد"سبل السلام". وقالت إن جدول اعمال هذه الجولة الخاطفة مثقل للغاية، اذ أنه سيتوجه الاثنين والثلثاء الى اربع دول والى الضفة الغربية. ودانت فرنسا"التصعيد الخطير"الذي"يعقّد الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي"لوقف النزاع ومساعدة المدنيين. والاثنين اليوم سيتناول ساركوزي الغداء في شرم الشيخ مصر مع الرئيس حسني مبارك قبل ان يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية ثم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس. والثلثاء سيلتقي الرئيس الفرنسي نظيريه السوري بشار الأسد في دمشق ثم اللبناني ميشال سليمان في بيروت. وكان نيكولا ساركوزي الذي سلّم رئاسة الاتحاد الاوروبي الى براغ في الأول من كانون الثاني اقترح على التشيكيين مرافقته الى الشرق الاوسط. لكن هؤلاء اعتذروا عن تلبية الدعوة وآثروا ايفاد وزير خارجيتهم كاريل شفارزنبرغ الى المنطقة من الأحد الى الثلثاء على رأس وفد يضم نظيريه السويدي والفرنسي كارل بيلت وبرنار كوشنير وكذلك المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بنيتا فيريرو فالدنر. وسينضم الوفد الى ساركوزي في رام الله. وقال أحد المقرّبين من الرئيس الفرنسي السبت لوكالة"فرانس برس"إنه في الوضع الراهن"لا يجوز البقاء من دون فعل أي شيء وفي الوقت نفسه، انه أمر معقد جداً. لا يمكن التحادث مع حركة حماس التي لا يجوز إقامة علاقات معها. وان تم ذلك فإنه سيضعف السلطة الفلسطينية". ويدرج الاتحاد الاوروبي حركة"حماس"على لائحة"المنظمات الارهابية". واضاف المصدر نفسه"ان ايران هي التي تملك مفتاح كل هذا. هناك جناح في طهران يدفع حماس لقصف اسرائيل". وفي براغ أ ف ب، دعا الوفد الأوروبي برئاسة وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارزنبرغ، أمس، إلى وقف اطلاق النار بين الجانبين بعد بداية العملية البرية الاسرائيلية في غزة. وقالت بنيتا فيريرو فالدنر المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية في مؤتمر صحافي في مطار براغ قبل توجه وفد الترويكا إلى الشرق الأوسط:"سنبذل قصارى جهدنا من أجل وقف اطلاق النار". وأضافت أن"هناك ضرورة مطلقة لكي تتوقف أعمال العنف من الجانبين". وشددت فيريرو فالدنر في هذا الصدد على ضرورة تقديم مساعدات إلى قطاع غزة. واستطردت ان"كل الحدود مغلقة، والناس لا يجدون الماء ويعيشون في الظلام، والأجهزة لا تعمل في المستشفيات". أما شوارزنبرغ فقال إن"كل حرب مأساة، وكل حرب تعني سقوط ضحايا"، واصفاً الوضع في غزة بأنه"خطير"، مؤكداً ضرورة وصول المساعدات الإنسانية الى السكان. ويتوجه الوفد الأوروبي خلال جولته في الشرق الأوسط إلى القاهرة أولا ثم إلى القدسورام الله وعمان. ويضم الوفد أيضاً خافيير سولانا المسؤول الأعلى عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ووزيري خارجية السويد كارل بيلدت وفرنسا برنار كوشنير. ويمثل شفارزنبرغ وبيلدت وكوشنير دول الترويكا التي شكلتها الرئاسة الأوروبية في الفترة من تموز يوليو 2008 إلى كانون الأول ديسمبر 2009. ودعا خافيير سولانا أمس الفلسطينيين والاسرائيليين الى وقف لاطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً ان الاتحاد الاوروبي مستعد للاسهام في مهمة مراقبين دوليين لحفظ السلام. وقال سولانا رداً على سؤال لمحطة"بي بي سي نيوز"التلفزيونية"إن وقف اطلاق النار يجب ان يكون محترماً من الجميع كما يجب ان يكون دائماً". واضاف"لذلك نحن مستعدون للتعاون مع الاعضاء الآخرين في المجتمع الدولي من اجل رؤية كيف يمكننا مراقبة وقف اطلاق النار". واوضح"إن كان ذلك ضرورياً"فإن بامكان الاتحاد الاوروبي المشاركة في نشر بعثة مراقبين دوليين لكن"هذا لا يمكن ان يتم في اربع وعشرين ساعة"ويفترض وقفاً مسبقاً لاطلاق النار. نشر في العدد: 16712 ت.م: 05-01-2009 ص: 13 ط: الرياض