قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو، جاك ضيوف، إن أزمة الغذاء العالمية التي تهدد باضطرابات اجتماعية وتدفع بملايين إلى الفقر، ستتفاقم بسبب أزمة الائتمان العالمية وانخفاض أسعار الأغذية. وقال ضيوف في بداية مؤتمر في مدريد تنظمه"فاو"وإسبانيا إن"انخفاض أسعار السلع الزراعية او الأخطار المالية غير المحسوبة، تتسبب في تراجع استثمارات المزارعين وتقود إلى انخفاض كبير في إنتاج الأغذية بين 2009 و 2010". ويشارك ممثلون من 95 بلداً في المؤتمر الذي ينتهي اليوم، يتابعون أعمال قمة أخرى رعتها الأممالمتحدة في حزيران يونيو الماضي في روما لمعالجة أزمة الغذاء التي أدت إلى احتجاجات في نحو 30 بلداً. وفيما ازداد إنتاج الحبوب في 2008، حققت البلدان النامية معظم الزيادة. وخلفت أزمة أسعار الأغذية نحو 40 مليون شخص يعانون الجوع، ما رفع الذين يعانون سوء التغذية في أنحاء العالم إلى نحو بليون، بحسب ضيوف. وتضافرت عوامل من بينها ضعف المحاصيل وتغير أنماط الغذاء في اقتصاداتٍ ناشئة مثل الصين والهند، وازداد الطلب على محاصيل الأغذية لإنتاج الوقود الحيوي خلال السنوات الماضية، لتؤدي كلها إلى زيادة سريعة في أسعار الأغذية الأساسية. إلا أن الأسعار بدأت تهبط منتصف 2008 نتيجةً لزيادة المحاصيل، ما يقود إلى خفض الاستثمار في الزراعة وصعوبة في الحصول على ائتمان بسبب أزمة المال العالمية، كما أكد ضيوف. وأشار البنك الدولي الأحد الماضي، إلى أن ملايين الأشخاص في العالم ما زالوا يعانون ارتفاع أسعار الغذاء، على رغم التدني الأخير فيها. وقالت المديرة العامة للبنك الدولي نغوزي اوكونجو- ايوالا التي تشارك في اجتماع مدريد، في محاولةٍ لتحقيق الالتزامات التي اتخذت في قمة"فاو"في حزيران لمعالجة الأزمة الغذائية،"إن أسعار مواد الغذاء وتأثير الأزمة المالية، لن يؤديا إلا إلى زيادة الصعوبات في البلدان النامية". وأوضح البنك الدولي في الفترة الأخيرة أن المستهلكين لا يستفيدون دائماً من تدني أسعار المواد الأساسية. فالذرة التي تدنى سعرها العالمي 32 في المئة خلال فصل واحد، لم يتدن سعرها الا واحداً في المئة بالنسبة إلى المستهلكين في مومباسا كينيا. نشر في العدد: 16734 ت.م: 27-01-2009 ص: 21 ط: الرياض