أجمعت الصحف الأميركية أمس، على الإشادة بالخطاب الذي أدلى به الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مراسم تنصيبه أول من أمس، معتبرة انه محا الإرث الشائك للرئيس جورج بوش، وشكّل ما يمكن اعتباره"ربيعاً أميركياً". كتبت صحيفة"نيويورك تايمز"ان أوباما منح في خطابه الحشد أمام مبنى الكابيتول"الوضوح والاحترام اللذين يتوق إليهما كل الأميركيين"، مضيفة انه"أزال في نحو 20 دقيقة مدة الخطاب ثماني سنوات من الخيارات الخاطئة والسياسات الفاشلة التي اعتمدها الرئيس جورج بوش، وتعهد الالتزام مجدداً بالمُثل التي أكثر ما تعتز بها أميركا". واعتبرت الصحيفة ان الخطاب"لم يكن براغماتياً... لكنه أكد نظرة أوباما الى مشاكل البلاد وكيف سيعمد الى إصلاحها"، مشيرة الى انه"وبخلاف بوش، سيطلب من كل الأميركيين تقديم التضحيات اللازمة". وأضافت الصحيفة:"بعد أكثر من سبع سنوات من استخدام بوش الخوف وكراهية الأجانب لتبرير حرب كارثية وغير ضرورية، وتقويض الحقوق الأميركية الأكثر جوهرية، كان من المُبهج سماع أوباما يرفض"زيف الخيار بين أمننا ومُثُلنا". وتحدثت افتتاحية صحيفة"واشنطن بوست"عن"لحظة أمل، لأن أوباما سعى الى مزج إدراك رصين بالمخاطر التي تواجهها البلاد، وهي الحروب والانكماش والدَين المتصاعد والثقة المنحسرة، بتأكيد هادئ بإمكان التغلب عليها". وأشارت الى ان"استطلاعات الرأي العام أظهرت ان الأميركيين... يدركون عمق ترسّخ المشاكل وبقاءها مدة طويلة، لكنهم يؤمنون أيضاً بأن أوباما مؤهل تماماً لحلها. وقد تكون هذه الثقة مصدر القوة الأكثر متانة بحوزة الرئيس الجديد". أما صحيفة"لوس أنجليس تايمز"، فاعتبرت ان إصرار أوباما في خطابه على ان"أميركا بإمكانها ان تؤدي دورها في ولوج مرحلة جديدة من السلام، يوحي بأن الرئيس الجديد لم تُرهبه الانتقادات خلال الحملة الانتخابية، حول رغبته في التواصل مع دول تشكك في نيات الولاياتالمتحدة". وأسبغت الصحيفة"أهمية خاصة على عبارة: الى العالم الإسلامي، نريد طريقاً جديداً الى الأمام، بالاستناد إلى المصالح المشتركة والاحترام المتبادل". من جهتها، رأت صحيفة"كريستشن ساينس مونيتور"في افتتاحيتها ان"الوجوه المتنوعة لملايين الأشخاص الذين شَهِدوا مراسم تنصيب أول رئيس أفريقي ? أميركي، تشهد على ما يُوحِّد. ليس العرق او العقائد الدينية، التي تُعرِّف دولاً كثيرة، بل المُثل المؤسِّسة للولايات المتحدة، وهي الحرية والعدالة وإتاحة الفرصة أمام الجميع". وأشارت صحيفة"يو أس أي توداي"الى ان"دعوة أوباما الى المسؤولية تشكّل الرسالة الصحيحة. ان إقناع الجمهور والكونغرس، وربما إقناع نفسه أيضاً، بقبول الحقيقة التي تحتجب خلف البلاغة، ستكون أصعب بكثير". أما صحيفة"بوسطن غلوب"، فتحدثت في افتتاحيتها عن"ربيع أميركي"، مبدية الأمل في ان يدفع أوباما باتجاه"مرحلة جديدة من المسؤولية"في العالم أجمع. نشر في العدد: 16729 ت.م: 22-01-2009 ص: 13 ط: الرياض