لك أن تتصفّح تعليقات القراء على الأخبار الأمنية في مواقع الصحف السعودية المحلية لتعلم حجم الهاجس الأمني لدى كثيرين من المواطنين والمقيمين. وسواء كان الخبر عن سرقات منازل أم سيارات أم خبراً عن قبض الشرطة على عصابة ولصوص، يمكنك من خلال متابعة التعليقات الخروج بصورة عن قلق الناس من الواقع الأمني. رسالة من الدكتور بدر البسام ألحقها بثانية طالب فيها بنقل هذه المعاناة للمسؤولين. يذكر الأخ بدر أنه في هذا الشهر سرقت ثلاثة منازل لبعض معارفه، وسرق هاتفه الجوال وهو ذاهب يصلي العشاء، استرده بعد شهر بمحاولات وعلاقات مع الشركة ومتابعة لرقمه التسلسلي ليجده في أحد محلات بيع الجوالات! يبرز سؤال لماذا لا يكون لكل جوال ورقة ثبوتية لا يباع ولا يشترى إلا بها، خصوصاً أن رقمه التسلسلي متوافر لدى الشركة؟ من رسالة مطوّلة قال الدكتور:"أصبحنا لا نشعر بتاتاً بالأمان لا في بيوتنا ولا حتى في الشوارع من كثرة السرقات التي بلغت مرحلة حرجة جداً وأصبحت تهدد حياتنا". ربما يقول البعض إنه يبالغ، لكن الحقيقة أن الأمن حالة شعور داخلية تستمد قوتها من الهيبة الأمنية أولاً، ومن سرعة إنفاذ العقوبات بما فيها الحدود والتشهير بالجناة. كتبت غير مرة مطالباً بالبحث في حلقات المنظومة الأمنية والقضائية لتلافي القصور، وأشرت غير مرة إلى ضرورة التعجيل بسدّ النقص في الأفراد والمعدات لدى رجال الشرطة، بل إني طالبتهم بأن يخبرونا - نحن الكتاب - عمّا ينقصهم، ربما نساعد بالطرح والعرض. الهاجس الأمني ليس وليد اللحظة، وهو ما يستلزم إعادة النظر فيه واستنباط الحلول، لعل أقلها التشهير بأفراد العصابات، من الملاحظ مثلاً أنه على رغم وجود مطلوبين جنائياً للأمن لا تنشر صور لهم تحثّ الناس على التبليغ عنهم، من أبسط الأمور نشر صورهم في الصحف أو على الإنترنت، هذا سيساعد رجال الأمن للتضييق عليهم. هل أبالغ عندما أقول إن هناك هاجساً أمنياً لدى الناس في بلادنا، بعد تكاثر حالات السرقة والسطو المسلّح على المنازل والمشاة وعند أجهزة الصرف حتى في وضح النهار؟ يعلم الله تعالى أني لا أبالغ وعلى الذين يخففون من القضية عندما يعرضونها على المسؤولين، أن يتقوا الله تعالى في مجتمعهم وأهليهم. في خبر نشرته"الرياض"اكتشفت الجمارك السعودية محاولة تهريب مجوهرات وألماس من منفذ البطحاء، التهريب إلى الداخل، أول ما وقعت عيني على العنوان توقّعت أنه تهريب إلى الخارج! وللإخوة رجال الأمن ملاحظة وهي أن كثيراً من العمالة تقوم بخزن مقتنياتها في حاويات على مراحل لدى شركات أو وسطاء الشحن البحري، فلدى بعض هذه العمالة قناعة أن هذه الوسيلة لا تراقب أمنياً! الناس مع رجال الأمن ومع وزارة الداخلية قلباً وقالباً، يفرحون بإنجازاتها، وشكاواهم تصبّ في ضرورة التبليغ... والأمن الوقائي، وهي لا تقلل من الجهود لكن الواقع يشير إلى حاجة ماسّة لمواجهة أكبر وأشمل. www.asuwayed.com