لم تنجح الاجراءات المالية، التي تم تنسيقها بين مختلف المصارف المركزية حول العالم، في تهدئة عمليات البيع المحمومة لاسهم المصارف والمؤسسات المالية والصناعية في مختلف البورصات لليوم الثاني على التوالي، بعد افلاس"بنك ليمان براذرز"الاميركي وصفقة بيع مؤسسة"ميريل لينش"التي كانت مهددة بالافلاس ايضاً، الى"بنك اوف اميركا"، اضافة الى الازمة التي تعيشها شركة"ايه آي جي"اميركان انترناشونال غروب الاكبر في العالم والتي اعطاها حاكم نيويورك ديفيد باترسن امس مهلة 24 ساعة لجمع بين 75 و80 بليون دولار تحتاجها لتجنب الافلاس. راجع ص 11 ومع ان حكام المصارف المركزية في الخليج حاولوا، بعد اجتماعهم في جدة، التخفيف من وطأة الازمة وانعكاساتها على الاسواق العربية الا ان مصدرين مصرفيين عربيين، على صلة بعمليات الاستثمار في الشرق الاوسط، قالا في اتصالين مع"الحياة"انهما يعتقدان بان"البنوك الاسلامية والتجارية والصناديق السيادية في الخليج متضررة في الازمة الحالية وهي مكشوفة ولو اسمياً". وكانت هيئة استثمار ابوظبي اشترت سهم بنك"سيتي كورب"العام الماضي، في صفقة بقيمة 7.5 بليون دولار، بقيمة 30.70 دولار واقفل السهم الاثنين بقيمة 15.24 دولار، بينما تراجع سهم"ميريل لينش"حوالى 65 في المئة منذ عقدت الكويت صفقة انقاذ مع ادارته بقيمة بليوني دولار. كما تحملت الهيئة العامة للاستثمار في الكويت ايضاً خسائر في صفقة انقاذ"سيتي"التي كلفتها ثلاثة بلايين دولار. وقال مصدر ان البنوك الاسلامية توظف ما يصل الى 30 في المئة من ودائعها، المقدرة بحوالى 400 بليون دولار، في الاسواق الغربية وتحديداً في اسهم البنوك والشركات الصناعية والتمويل التأجيري للطائرات اضافة الى العقار واسهم بيوت المال التي تتعهد عدم استثمارها سوى في عمليات حلال. في حين تلجأ المصارف التجارية في الخليج الى استثمار فوائض الودائع الكبيرة في مجالات الربح السريع وهي تستعين بخدمات البنوك الاستثمارية والاميركية تحديداً. ولم تستطع"الحياة"الحصول على تعليق من اي مصرف اسلامي في هذا الشأن. وقال المصدر"ان اسهم المصارف في الدول الصناعية تراجعت في اليومين الماضيين بمتوسط يراوح بين 25 و35 في المئة كما انسحب التراجع على اسهم الشركات الصناعية والخدماتية والشركات العقارية التي تتأثر سلباً بالركود الدولي". ولم يستبعد المصدر الآخر ان يتم الطلب من دول في الخليج ودول آسيوية مثل الصينواليابان وكوريا وسنغافورة تقديم المساعدة، عبر صناديقها السيادية او بنوكها المركزية، لضخ اموال جديدة في النظام المالي الدولي"لان اي تدخل من جانبها يساعد في الحفاظ على استقرار النظام المالي الدولي نظراً الى قدراتها وحفاظاً على مصالحها وحتى لا تتحول خسائرها الورقية الاسمية الى خسائر حقيقية". وفي وقت اعلن مجلس الاحتياط الفيديرالي في نيويورك ا ف ب، الوسيط التقليدي بين"المركزي الاميركي"والاسواق، انه ضخ 70 بليون دولار في القطاع المصرفي، ذُكر ان المركزي الاوروبي أمن للمصارف سيولة يصل حجمها الى 70 بليون يورو نحو 100 بليون دولار كما امن"بنك انكلترا"مبلغ 20 بليون استرليني نحو 36 بليون دولار وخصص بنك اليابان 24 بليون دولار للدعم. واعلن بنك"غولدمان ساكس"، أكبر بنوك الاستثمار الاميركية، أن ارباحه الفصلية انخفضت في الربع الثالث من هذه السنة بنسبة 70 في المئة لتراجع الايرادات في كل الانشطة، مشيراً الى ان صافي الدخل بلغ 845 مليون دولار انخفاضا من 2.85 بليون دولار قبل عام. وعند اغلاق الاسواق المالية في اوروبا مساء امس اغلق مؤشر"فايننشال تايمز - 100"، الذي تراجع الى اقل من مستوى 5 الاف نقطة للمرة الاولى منذ 3 سنوات، عند 5023 بخسارة 3.48 في المئة بينما خسر مؤشر"داكس الالماني"1.57 في المئة مغلقاً عند 5968.90 نقطة واغلق"كاك"الفرنسي منخفضاً 1.96 في المئة عند 4087.40 نقطة. وبقيت مؤشرات البورصات المختلفة في الولاياتالمتحدة حمراء على رغم الاعلان عن نجاح"بنك باركليز"البريطاني باقتناص صفقة العمليات الاستثمارية الاميركية من"ليمان براذرز".