افتتح وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، ممثلاً رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، المؤتمر الثاني عشر لرجال الأعمال والمستثمرين العرب الذي ينظمه الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في البلاد العربية، وجامعة الدول العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار، بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان ومجموعة"الاقتصاد والأعمال"، في"مبنى عدنان القصار"للاقتصاد العربي، في بيروت ويبحث في مناخات الاستثمار في الدول العربية. وشكا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في كلمته التي ألقتها ميرفت تلاوي، من تدني نصيب الدول العربية من الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي بلغ في احسن حالاته 63 بليون دولار في 2006 ويمثل 16.6 في المئة من مجمل الاستثمارات الواردة إلى الدول النامية، و4.89 في المئة من مجمل الاستثمار العام. لكن تلاوي قالت إن التجارة العربية شهدت تحسناً، بحيث ارتفعت الصادرات البينية من 15 بليون دولار عام 1997 إلى نحو 65 بليوناً عام 2007. ولفتت تلاوي إلى نقص الغذاء في العالم العربي، الذي يمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة تقترب من 200 مليون هكتار، في حين انه يستورد 50 في المئة من الحبوب وثلثي احتياجاته من بقية السلع الغذائية، وبلغت قيمة ما يستورده 30 بليون دولار. وأشارت إلى ارتفاع البطالة في العالم العربي، ومعدلها 14 في المئة، تترجم بوجود 17 مليون عاطل من العمل، علماً أن العمالة الأجنبية في الدول العربية، بلغت 16 مليوناً في وقت يتوقع أن يعود مهاجرون عرب إلى بلدانهم بأعداد تزيد على 5 ملايين. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، الذي ألقى كلمته وزير الاقتصاد سامي حداد، أن لبنان استطاع، على رغم الظروف الصعبة التي اجتازها، تحقيق نمو 4 في المئة عام 2007، وأن تحويلات اللبنانيين من الخارج تقدر ببليوني دولار. وأشار إلى أن لبنان ضيع فرصاً كبيرة للاستفادة من الفورة الاقتصادية العربية. فارتفاع النمو في العالم العربي لم يقتصر على الدول النفطية فقط، بل امتد إلى بلدان أخرى. وحض حداد على الاستثمار في لبنان في مختلف الميادين، لكنه شكا من ان 28 في المئة من اللبنانيين فقط يستعملون الهاتف الخليوي، في إشارة إلى أن تخصيص هذا القطاع سيوفر للدولة بلايين الدولارات. وقال رئيس مجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار، إن الاقتصاد العربي حقق خلال السنوات الماضية معدلات نمو إيجابية تعدت 10 في المئة كمعدل وسطي سنوي، وازدادت حركة التبادل البينية من 23 الى 54 بليون دولار، وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، من 3 بلايين دولار عام 1995 إلى 62 بليوناً في 2007. واعتبر أن أخطر ما يواجه العالم العربي، مشكلة التضخم. وأن أسعار المواد الغذائية ارتفعت 83 في المئة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأشار إلى أن العرب يستوردون ربع الصادرات العالمية من القمح وخمسها من الحبوب، وان التجارة البينية العربية لم تتجاوز 11.3 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية العربية عام 2006. وتساءل القصار عما إذا كانت الحكومات العربية تلتزم بالاتفاقات التي وقعتها، بخاصة اتفاق التجارة الحرة العربية. وأشار حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إلى أن الدين العام اللبناني بلغ 43.5 بليون دولار. وقال المدير العام للمؤسسة العربية لضمان الاستثمار فهد الابراهيم، إن على الدول التي تسعى إلى تحقيق معدلات مرتفعة من الاستثمارات، عدم الاعتماد على الاستثمار المحلي فقط. وان مؤسسته عملت، منذ 30 سنة، على تسخير كامل إمكاناتها لتوسيع نطاق خدماتها الموجهة إلى المستثمرين والمصدرين العرب. وان حجم عملياتها بلغ نحو 3.5 بليون دولار منذ تأسيسها، وان قيمة الطلبات التي ترد إلى المؤسسة بلغت نحو 9 بلايين دولار.