رأى الأمين العام لملتقى الإعلام العربي ماضي الخميس أن الصحافة مهنة "الأشرار" وليست مهنة للطيبين الأخيار، خصوصاً أن الأحداث التاريخية تؤكد أن"الغلبان"لا يصلح أن يكون صحافياً. وقال في حوار مع"الحياة"أنه يجب أن تكون للصحافي أنياب وأظافر. وأضاف:"على الصحافي أن يكون مهموماً بشؤون الناس ومشاكلهم، ويجب أن يكون شرساً في المواجهة وقوياً في الطرح وشديداً في الخصومة، يجب ألا يكون من أولئك الأشخاص الطيبين الذين يسهل التفاهم معهم وإقناعهم". ولفت الخميس إلى أن صفات الصحافي الناجح هي صفات"الأشرار"، وليس الملائكة. ونفى اتهام البعض له بإن مشاكسته في الإعلام ليس المقصود منها تطوير الصحافة العربية، بل ايجاد هاله إعلامية تؤهله لدخول المعترك السياسي في الكويت. وقال:"من قال إنني أشاكس لرغبتي في خوض العمل السياسي فهو خاطئ جداً، خصوصاً أن الفرص أتيحت لي لدخول الحكومة والبرلمان الكويتيين في وقت مبكر، ولكني لم أجد نفسي فيهما". وتطرق الحوار مع الخميس إلى"الحريات"ومفاهيمها في الإعلام العربي، فقال:"لا بد لنا من أن نستوعب أن الحرية ليست في مصلحتنا، هناك إعلاميون عرب وصحافيون يتشدقون بالدفاع عن الحريات والمطالبة بها في كل مناسبة، ولكنهم لا يتحملون أن تقال كلمة في حقهم أو أن يوجه نقد لتوجههم، حالهم حال السياسيين، يرفعون الحرية شعاراً لا يقوون على تطبيقه". ولفت إلى أن بعض الإعلاميين يعتبر"الحرية"إطلاق قذائف باتجاه واحد، ولا يقبلون أن ترتد عليهم. وأشار الخميس الى أن الإعلام لا بد من أن يكون حراً ولا يخضع لأي سلطة، وأن يحافظ على استقلاليته، خصوصاً أن المشاهد العربي بات يعيش في حال من الحيرة والشكوك لعدم ثقته الفطرية بوسائل إعلامه الحكومية. وعن ملتقى الإعلام العربي وخططه المستقبلية، أوضح الخميس:"بدأت الفكرة في عام 2003، بعد الحرب الأميركية على العراق، شعرت وقتها بأننا - الإعلاميين العرب - في حاجة ماسة إلى أن نلتقي، ونتحاور، ونتناقش بكل شفافية ووضوح لحل مشاكلنا بدلاً من أن نتصارع على الهواء عبر الفضائيات". وأضاف:"اتصلت بمجموعة من زملائي من مختلف الدول العربية، واتفقنا على أن نعقد لقاء تشاورياً يضم قرابة 30 إعلامياً، والتقينا في الكويت في شهر نيسان أبريل 2003، ودعونا 300 إعلامي عربي بدلاً من 30، وكان الملتقى الإعلامي العربي الأول تظاهرة إعلامية لما شملته من تنوع في الشخصيات في مختلف انتماءاتها، ولم تعترض حكومة الكويت على أي اسم من أسماء الإعلاميين العرب حتى الذين كانوا ينتقدونها في بعض مواقفها". ويهدف الملتقى الى تحقيق التواصل والتعارف من خلال لقاءات عدد من الشخصيات الإعلامية العربية والأجنبية سنوياً، وتبادل وجهات النظر عبر الندوات وورش العمل واللقاءات الجانبية التي تتم خلال فترة انعقاد الملتقى، ومناقشة قضايا إعلامية مهمة مع أكاديميين ومتخصصين، والوصول إلى نتائج وحلول ومقترحات، والسعي نحو تقريب وجهات نظر الإعلاميين في القضايا الجادة المتعلقة بالعمل الإعلامي، ومحاولة وضع أسس وقواعد للعلاقات الإعلامية والمعنية بين العاملين في مجال الإعلام. وعن الخطط التطويرية للإعلام العربي والتي يسعى الملتقى الى تحقيقها يقول الخميس:"الخطط كثيرة، وقد أطلقنا العديد من المبادرات الإعلامية المهمة مثل موسوعة الإعلاميين العرب، وهي أول وأشمل واكبر موسوعة تضم معلومات عن كل من اشتغل بالصحافة والإعلام في الوطن العربي منذ نشأة الصحافة قبل نحو مئتي سنة، كما حضرنا الملتقى الإعلامي العربي الأول للشبان، الذي شارك فيه أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة من مختلف أقسام وكليات الإعلام في الوطن العربي، وأقمنا ملتقى الحوار الإعلامي العربي - الأوروبي في بروكسيل السنة الماضية.