بعد ترقب وانتظار وتعديلات، انطلق البث التجريبي لأحدث فضائية مصرية قناة "الحياة" التي سبق وأعلن عنها منتصف العام الماضي كقناة إخبارية يرأسها الإعلامي حافظ الميرازي. ولكن توقف المشروع ليعود فجأة بقناة عامة وإدارة جديدة للإعلامي محمد عبد المتعال. وما بين الفكرة الأولى والثانية شهور شهدت ترقب الوسط الإعلامي للقناة التي سبقتها دعاية كبيرة وسخاء مادي على البرامج والمذيعين الذين سعت الى ضمهم الى شاشتها مثل محمود سعد وأحمد شوبير وخالد الجندي. "الحياة"التقت مدير القناة الجديدة محمد عبد المتعال الذي يعتبر من الإعلاميين المصريين المؤسسين للقنوات الفضائية، إذ شارك في تأسيس سلسلة القنوات المتخصصة المصرية وقناة"النيل"الدولية، وقناة"النهرين"العراقية الأرضية، وهي سابقة في الإعلام المصري أن تؤسس قناة تلفزيونية خارج مصر، وكان ذلك من طريق رجل الأعمال نجيب ساويرس. ورداً على سؤال عن سبب الابتعاد من فكرة القناة الإخبارية إلى قناة عامة يقول:"عندما عينت كان الاتفاق معي على تأسيس قناة عامة علماً أنني كنت سمعت بفكرة القناة الإخبارية، ولا أعرف لماذا ألغيت الفكرة، ربما وجدوا أن قناة الأخبار مكلفة". وعن الشريحة التي تستهدفها القناة، يجيب عبد المتعال:"هدفنا 75 مليون مشاهد مصري في الدرجة الأولى. ولو نجحنا في جذب معظمهم وأصبحنا رقم واحد في مصر، سنكون بالتالي رقم واحد في العالم العربي لأنه لا توجد محطة لديها 30 أو 40 مليون مشاهد.. كما أن المشاهد العربي سيقبل علينا لأن شاشتنا جديدة ومختلفة عن الموجود، وهو ما سعينا إليه خلال الفترة الماضية التي حضّرنا فيها كثيراً من البرامج الجديدة التي ستكون مفاجأة للمشاهد. أضف الى هذا تعاقدنا مع مجموعة من الإعلاميين البارزين على الفضائيات. وأعتقد بأننا قادرون على المنافسة بقوة لأننا مختلفون". ويشير عبد المتعال الى أن انتقال المذيعين من قناة الى قناة مشروع صحي، ويوضح أن غالبية المحطات الكبيرة عند تأسيسها استعانت بوجوه إعلامية ناجحة وصاحبة خبرة. ويضيف:"المهم أن يظهروا في شكل مختلف". ومن أبرز برامج"الحياة"برنامج لريهام عبد الغفور يتناول قضايا اجتماعية تناقشها المذيعة مع النجوم، وبرنامج للمغنية اللبنانية رولا سعد، وآخر للمذيعة سالي شاهين صُوّر في يخت في البحر الأحمر. كما يعود الإعلامي ومذيع قناة"الجزيرة"السابق حافظ الميرازي ببرنامجه"من واشنطن"ليغطي الانتخابات الرئاسية الأميركية على قناة"الحياة". فهل يكفي القناة الوليدة هذه الأسماء لمنافسة الفضائيات العربية؟ يجيب محمد عبد المتعال:"أولاً يجب أن نعرف أن ترتيب الفضائيات العربية المسؤولة عن شركات الإعلان الكبرى، وهي خليجية أو لبنانية غالباً، لا تضع القنوات المصرية في هذا الترتيب لمصالحها الإعلانية! كما أن المحطات المصرية لا تذيع مواد خليجية لذلك هي خارج حسابات اللوبي الإعلاني المسيطر في المنطقة". وعما تردد عن حجم الإنفاق الكبير لقناة"الحياة"التي يرأس مجلس إدارتها رجل الأعمال السيد البدوي شحاتة، وتحديد بعضهم للرقم بنحو 50 مليون جنيه، يقول عبدالمتعال:"كل الأرقام التي ذكرت غير دقيقة، من دون ان ننكر إننا أنفقنا مبالغ كبيرة. فإذا أردت أن تصنع إعلاماً جيداً لا شك في أنه مكلف، علماً أننا حاولنا أن نوازن مع فريق العمل بين برامج جيدة وتكاليف غير باهظة". وينفي عبدالمتعال ما تردد عن صعوبات قيل إن المحطة واجهتها في الحصول على ترخيص بسبب برنامج يومي يتطرق الى قضايا سياسية في الشأن الداخلي، مؤكداً أن الترخيص منح للقناة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي والتعطيل كان بسبب تنسيق موعد البث. وعن رأيه في وثيقة الإعلام العربي يقول:"يجب ألا يرفض هذه الوثيقة أي شخص يعمل في مجال الإعلام، فهي بمثابة ميثاق شرف صحافي... ولكن علينا أن ننتظر الآليات المقترحة لتنفيذها لكي تكتمل الرؤية".