تدين البرازيل الهجوم الكولومبي على أراضي الأكوادور إدانة حازمة. فالهجوم هذا انتهك السيادة الاقليمية الأكوادورية، وتدعو كولومبيا الى الاعتذار. وفي الوقت نفسه، البرازيل حاضرة للتوسط بين البلدين، والعمل على خفض التوتر، في المنطقة، وهو بلغ مستوى مقلقاً، ويستقبل الرئيس لولا نظيره الأكوادوري، رافاييل كورّيا. وطلبنا تأليف لجنة تحقيق في اجتماع منظمة الدول الأميركية. ونحن لا نشك في غزو الجيش الكولومبي الأراضي الاكوادورية، ولكن رئيس البلدين يتناولان الحادثة على نحوين مختلفين. فيزعم ألفارو أوريبي أن العملية العسكرية الكولومبية دفاعية. ويذهب رافاييل كورّيا الى ان عناصر"فارك"القوات المسلحة الثورية بكولومبيا قتلوا وهم نيام في مخيمهم، وأن مسرح العملية يقع كله في الأكوادور. وعلى اللجنة الحسم في الواقعة. وحشد الاكوادور وفينيزويلا قوات على حدودهما مع كولومبيا مسألة ثانوية، ويحسن إلا يُبالغ في أهميتها. وهو بادرة سياسية في المرتبة الأولى. وهذا إجراء منطقي يترتب على اعتبار الحادثة انتهاكاً كولومبياً للسيادة الإقليمية. والنزاع العسكري جائز ولكنه ليس الاحتمال الأقوى. وما لا شك فيه هو أن عزل كولومبيا في أميركا الجنوبية لا يعود بالفائدة على أحد. والبرازيل لم تدن وحدها العمل العسكري الكولومبي. فمعظم حكومات المنطقة دانته، وإدامة عزلة كولومبيا تضعف جنوب القارة بينما نحاول كلنا انشاء اتحاد أميركا الجنوبية "أونا سور". ويتوقع أن يجتمع رؤساء الدول، في أواخر آذار مارس الجاري، بكارتاجينا الكولومبية. ويبدو هذا مستحيلاً في الحال الراهنة. ولا يخفى أن مقتل راوول رّييس قائد"فارك"الثاني رتبة بعث، للوهلة الأولى، القلق على استكمال اطلاق الرهائن. ولكن"القوات الثورية"أسرعت الى القول انها لا تتراجع عن عقد اتفاق انساني. وقد تنجم مشكلات تقنية عن الأمر، وأنا كنت، في أواخر كانون الأول ديسمبر 2007، أتولى مهمة ميدانية حين أعلنت"القوات الثورية"تأخير اطلاق الرهائن الأول وعزت التأخير الى عمليات الجيش الكولومبي العسكرية، والبرازيل على الحياد في شأن"القوات"هذه، فنحن لا نصفهم بالجماعة الإرهابية ولا بالخصم، وتهمتهم بالإرهاب لا جدوى منها لمن يسعى في المفاوضة. وكولومبيا أعلنت رغبتها في ألا يدوَّل نزاعها مع"فارك"، ولكن أصداء النزاع الدولية لا تنكر، وسبق للرئيس هوغو تشافيز أن توسط في إطلاق الرهائن، وانخرطت فرنسا في الوساطة، وقبل الرئيس أوريبي، آخر السنة المنصرمة اضطلاع عدد من البلدان الصديقة، البرازيل منها، بدور الوسيط. وتذرع كولومبيا، اليوم، بروابط بين"فارك"وبين الأكوادور وفينيزويلا يدعو الى السؤال عن السبب في إفشائها. فإذا كانت كولومبيا تملك البينة على هذه الروابط، فلا شك في أنها لم تعثر عليها كلها في حاسوب راوول رييس! والجهتان تصليان الواحدة الأخرى حرب معلومات، وغرض سعينا الأول هو تقليص التوتر، والواقعة الأولى والبارزة هي انتهاك كولومبيا سيادة الاكوادور الإقليمية. وهذا نهج لا نقره، وإلا فتح الباب على مصراعيه بوجه النزاعات المسلحة. عن ماركو أوريليوغارثيا مستشار الرئيس البرازيلي لويز انياسيو لولا دا سيلفا الخاص في الشؤون الدولية، "لوفيغارو" الفرنسية، 5/3/2008