صعّدت الجزائر لهجتها تجاه باريس على خلفية اعتقال الأخيرة ديبلوماسياً جزائرياً منذ 14 آب أغسطس الماضي للاشتباه في تورطه في عملية اغتيال معارض جزائري في ثمانينات القرن الماضي في العاصمة الفرنسية. وقال مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية ل"الحياة"إن بلاده قدّمت إلى الفرنسيين"مذكرة تعدد الانتهاكات"التي صاحبت اعتقال الديبلوماسي محمد زيان حسني. واغتنمت الجزائر فرصة إحياء ذكرى"الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، لتعلن اعتراضها على استمرار اعتقال مدير التشريفات في وزارة الخارجية الديبلوماسي محمد حسني. وقال رئيس اللجنة الجزائرية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني إن الإبقاء على زيان حسني رهن الرقابة القضائية في فرنسا"انتهاك خطير"لحقوق الإنسان. وأعرب قسنطيني الذي يرأس هيئة تتبع مباشرة للرئاسة الجزائرية، عن"تخوّف"اللجنة من عدم استفادة الديبلوماسي من"محاكمة عادلة"، معتبراً أن بقاءه رهن الرقابة القضائية"غير مبرر من وجهة نظر القانون ويشكّل انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان". وتخوض السلطات الجزائرية حالياً معركة أمام القضاء الفرنسي لإثبات براءة زيان حسني الذي أصدرت باريس في حقه مذكرة توقيف ساعة اعتقاله تتهمه فيها ب"التواطؤ في اغتيال المعارض الجزائري علي مسيلي عام 1987". وقال مصدر في الخارجية الجزائرية ل"الحياة"، أمس، إن بلاده قدّمت بدورها"مذكرة تعدد الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبها القضاء الفرنسي طيلة الأشهر الأربعة الماضية". وزيان حسني هو مدير التشريفات البروتوكول في الخارجية الجزائرية وأوقف في مرسيليا جنوب شرقي فرنسا على خلفية مذكرة توقيف دولية بحقه من القضاء الفرنسي في كانون الأول ديسمبر 2007. وتجتهد خلية أزمة أنشأتها وزارة الخارجية الجزائرية فور اعتقال زيان، في محاولة إثبات براءته على أساس أن هناك"خلطاً جرى بين اسمه واسم شخص ثان يُعتقد أنه المطلوب الحقيقي". وقال المصدر إن وزرير الخارجية مراد مدلسي ينقل دورياً وجهة نظر الجزائر في شأن القضية إلى الخارجية الفرنسية. وتابع:"تعتقد الجزائر جازمة أن هناك تدخلاً في القضية أملته ضغوط سياسية، وفرنسا تعلم ذلك جيداً قبل أن تُبلّغ به رسمياً". وبلغت لهجة الغضب الجزائرية إلى درجة وصف حال زيان ب"الرهينة"، إذ قال الوزير مدلسي إن"فرنسا، وهي بلد صديق وشريك، تحتجز أحد أفضل الديبلوماسيين الجزائريين بحجة أنه شخص آخر خلافاً لمن هو... يعني أن هناك التباساً بين الأشخاص". وأضاف أن"سلوك فرنسا يخرق المبادئ العالمية لحقوق الإنسان وافتراض البراءة". ويأتي عمل الديبلوماسية الجزائرية لتأمين إفراج وشيك عن زيان حسني قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إلى باريس مطلع السنة المقبلة، وهي محطة لم تُحدد دواعيها لكن تم فقط الإعلان عنها. وتبني الجزائروفرنسا علاقات متينة على رغم حساسية ملفات عدة مطروحة بينهما. وبدا أن وجود نيكولا ساركوزي على رأس"الإليزيه"أعطى هذه العلاقات صبغة"براغماتية"لا تتصل بخلافات البلدين تاريخياً. نشر في العدد: 16681 ت.م: 05-12-2008 ص: 13 ط: الرياض