احتفلت "الجمعية المصرية لجراحة العظام" أخيراً بالعيد الستين لإنشائها، بحضور مجموعة من رواد هذه الجراحة، على رأسهم الجراح والأديب محمد كامل حسين مؤلف رواية"قرية ظالمة"، ممن تولوا انشاء الجمعية عام 1948. والمعلوم أنها أول جمعية عربية وأفريقية في هذا المجال. وتضم الآن أكثر من ثلاثة آلاف عضو، بينهم أطباء من تخصصات غير جراحة العظام، لكنهم ينتسبون إليها بسبب عملهم ضمن مجموعة تخصصية مثل مجموعة علاج هشاشة العظام التي تضم اختصاصيين في أمراض النساء وعلم الأشعة والعناية بالمسنين ورعاية الصحة العامة وعلاج الروماتيزم، إضافة إلى جرّاحي العظام. كما تضم الجمعية في عضويتها أطباء من خارج مصر، مثل المملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج وبلاد العرب. وتزامن الاحتفال بالذكرى الستين مع عقد"المؤتمر السنوي الدولي"للجمعية الذي شارك فيه أكثر من 2500 طبيب، بينهم 55 خبيراً أجنبياً. ونوقشت فيه مجموعة كبيرة من البحوث ضمن جلسات علمية زاد عددها على السبعين، إضافة إلى عدد من ورش العمل خُصّصت لتدريب جراحي العظام الشباب. قفزات علمية وفي لقاء مع"الحياة"، أوضح الدكتور عادل عدوي السكرتير العام للجمعية والمقرر العام للمؤتمر، أن المؤتمر شهد مشاركة عدد كبير من الخبراء في جراحة العظام منهم مجموعة جراحين من مؤسسة"كلايفلاند"التي تعتبر أكبر مؤسسة لجراحة العظام في أميركا والعالم. وأضاف عدوي أن"جراحة العظام شهدت تطوراً كبيراً يصل إلى حد الطفرات. فمنذ نهاية الخمسينات خرج علينا جراحو العظام السويسريون بأسلوب جديد في علاج الكسور، وبعد أن اقتصر العلاج على التجبير والجبس، استخدم السويسريون طريقة التثبيت الداخلي للكسور من طريق المسامير والشرائح. ولاحقاً، نُقل هذا الأسلوب عنهم وشاع عالمياً". وأضاف:"إن تثبيت الكسور أصبح يعتمد على نوعية المسامير والشرائح وطريقة تصميمها، حتى باتت تصلح للتعامل مع أضعف أنواع العظام بما فيها المصابة بالهشاشة". وفي هذا الصدد، أوضح عدوي أن مشكلة العظام الضعيفة"تكمن في أنها لا تحتفظ بوسائل التثبيت لفترة طويلة عند علاجها من الكسور، ما يُعرّضها للتفتت. ومع ظهور التكنولوجيا الحيوية، جرى التغلب على هذه المشكلة من خلال تصنيع مواد مأخوذة من محار البحر تستخدم في تعويض الأجزاء المفقودة وترقيع العظام لتحفيزها على الالتئام. وكذلك ساعدت البحوث الطبية الجديدة على تحسين كفاءة ما يسمى"بنوك العظام"، التي تجمع عظاماً مأخوذة من متوفين بعد علاجها بطريقة كيماوية للتأكد من خلوها من الفيروسات. وتستخدم لتعويض العظام التي تستأصل خلال علاج مرضى السرطان". جراحة عظام الرياضيين أضاف عدوي أن جراحة العظام قدمت الكثير في مجال علاج الرياضيين. وقال:"حدوث قطع في الرباط الصليبي أو وتر"أكليس"كان يؤدي مثلاً، لا محالة، إلى توقف مسار الرياضي، وخصوصاً لاعب كرة القدم عن ممارسة اللعبة. ففي الماضي، تمثّل العلاج في العمليات الجراحية الكبرى التي تليها فترة التأهيل طويلة. ويؤدي ذلك الى ضعف في العضلات وعدم قدرة على العودة إلى الملاعب. أما الآن ومع استخدام المنظار الجراحي فإن العلاج يكون أسهل وأقصر، ويستطيع اللاعب العودة الى الملاعب خلال ثلاثة أشهر". وأخيراً، أكّد عدوي أن البحوث تتواصل على صُعُد متنوعة، مثل بحوث خلايا المنشأ تُسمى أحياناً الجذعية التي تحمل أملاً للمرضى الذين يعانون فقداً كبيراً في العظام جراء الحوادث أو الكسور الشديدة. وثمة أمل بأن حقن هذه الخلايا في فراغات الكسور ثم تحفيزها على النمو، ما يؤدي إلى التئام العظام. وهناك أيضاً العلاج الجيني، الذي يُتوقّع منه حل مشكلة هشاشة العظام".