استنكرت حركة "الوفاق" برئاسة اياد علاوي الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء نوري المالكي الى زعيمها لأنه اتصل بالبعثيين. فيما كشفت مصادر مقربة من المالكي ان التعديل الوزاري المرتقب سيشمل منح حقائب وزارية الى حزب"الفضيلة"و"الكتلة العربية"المستقلة واختيار ثلاثة مرشحين سنة من ثلاث محافظات بدلاً من وزراء"التوافق"المنسحبين. وجاء في بيان صدر عن حركة"الوفاق"امس ان"اتهامات المالكي الى علاوي ادعاء يفتقر الى الدقة ولا يستند الى أدلة واقعية". واضاف:"آن الوقت لنبين الحقائق ونوضح الادعاءات"، ولفت الى ان"علاوي أجرى لقاءات مع البعثيين وأطراف أخرى في المقاومة بطلب من الاميركيين لإنقاذ حكومة السيد المالكي ووقف نزيف الدم العراقي". واضاف ان"علاوي لم يجر لقاءات لا مع عزت الدوري ولا مع محمد يونس الاحمد"، مشيراً الى ان"الحكومة ذاتها تتصل بالبعثيين، كما عبر عن ذلك صراحة بعض الوزراء والمسؤولين في الحكومة". ولفت البيان الى ان الاتصالات لا تزال جارية"بين الحكومة والبعثيين وليس بين اياد علاوي والبعثيين ورئيس الوزراء المالكي على علم بذلك". وكان المالكي وجه اول من امس تحذيراً شديد اللهجة الى علاوي من استمرار اتصالاته مع حزب البعث، واصفاً اللقاء مع الحزب بأنه عملية"ارهابية"، وانه في اتصالاته هذه"يغامر بمستقبله السياسي". وحركة"الوفاق"هي احدى مكونات القائمة"العراقية"ذات التوجهات العلمانية، ويرأسها ايضاً اياد علاوي، وهي الكتلة الخامسة في البرلمان وتحتل 24 مقعداً ولها ستة وزراء طلبت القائمة منهم الشهر الماضي الانسحاب من الحكومة ولم يستجب منهم سوى ثلاثة. وكان النائبان في"العراقية"حاجم الحسني وصفية السهيل أعلنا اول من امس انسحابهما منها، وسبقهما مهدي الحافظ احتجاجاً على سياسات علاوي في ادارة الكتلة. وقلل الناطق باسم"العراقية"عزت الشابندر في تصريح الى"الحياة"من تأثير الانسحابات على ثقل القائمة السياسي، مشيراً الى ان"انتقاد رئيس القائمة والخروج من أجل هذا السبب غير مبرر لأن جميع الاعضاء في العراقية يعلمون ان القيادة في داخلها هي قيادة أفقية وليست قيادة عمودية، ولا يوجد عضو متسلط على عضو آخر". واعترف الشابندر بأن"القائمة تعاني من مشاكل وخلافات على معالجة الامور ووضع الحلول لها". الى ذلك، قال مستشار رئيس الوزراء سامي العسكري ان التعديل الوزاري الجديد يتضمن منح حقائب وزارية الى حزب"الفضيلة"و الكتلة"العربية"، واختيار ثلاثة مرشحين سنة من ثلاث محافظات بدلاً من وزراء"التوافق"المنسحبين. واضاف العسكري في تصريح الى"الحياة"ان المالكي في صدد اجراء اتصالات جدية لمنح ممثل عن حزب"الفضيلة"الذي انسحب من"الائتلاف"الشيعي احتجاجاً على تهميشه، حقيبة وزارية، بالاضافة الى ممثل عن الكتلة"العربية"المستقلة بزعامة عبد مطلك الجبوري المنشقة عن جبهة"التوافق". واشار الى ان المالكي"يراهن على منح"التوافق"مزيداً من الوقت لحسم امر عودتها الى الحكومة، لا سيما بعد الصراعات داخل الجبهة بين الشخصيات المعتدلة التي ترغب في العودة وأخرى ترفض ذلك بشدة".