سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جثث 6 قتلى سعوديين لا تزال في المشرحة لعدم تقدم ذويهم لتسلمها . السعودية : الجابري تجاهل مصير شقيقه المشلول فقاده التطرف ... الى الموت في مخيم نهر البارد
الأشخاص الذين يغرر بهم أفراد "الفئة الضالة" لم يعد أمامهم بعد "التجنيد" سوى خيارين : إما انتدابهم لمهمة قتالية أو انتحارية في العراق، أو للتدريب في شمال لبنان. ولم يكن مصير السعودي بدر بن عوض الجابري 23 عاماً مختلفاً، إذ ذهب إلى لبنان حيث لقي مصرعه في اشتباكات مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وتنظيم"فتح الإسلام". واختار القتيل أن يخضع لمن غرروا به على رغم معاناة أسرته إثر سجن شقيقه في غوانتانامو، وإعادته من هناك مصاباً بالشلل. ولا تزال جثث ستة قتلى سعوديين ترقد في مشرحة مستشفى لبناني لأن ذوي القتلى لم يتقدموا لتسلّمها. لم يدرك بدر الجابري أن تجربة شقيقه مشعل الذي ذهب إلى أفغانستان، كانت نهايتها معتقل غوانتانامو، في خليج كوبا. بل أصر على"الخروج"نتيجة للتأثير الفكري لمن غرروا به. ومن المفارقات أنه كان ضمن مستقبلي شقيقه مشعل عندما تسلّمته المملكة في دفعة ضمت ثلاثة معتقلين، وأطلق لاحقا بعد الحكم عليه من القضاء الشرعي في السعودية. لم تكن تجربة مشعل عبرة لبدر، خصوصاً الظروف التي عاشتها الأسرة خلال اعتقال مشعل، والإصابة التي لحقت به في غوانتانامو وأدت إلى إصابته بالشلل. فقد كان بدر يتغذى بالفكر المتطرف، ويدرس سبل الفرار من دون علم شقيقه الأكبر فهد الذي يعول الأسرة. اختفى بدر سبعة شهور من مقر سكن عائلته في المدينةالمنورة، أثناء غياب شقيقه الأكبر فهد في الرياض، حيث كان يراجع الجهات الحكومية لإدخال مشعل الى المستشفى وعلاجه من الإصابة التي لحقت به. وأبلغت الأسرة السلطات الأمنية السعودية باختفائه في ظروف غامضة. بدأت الاتصالات تنهال على أسرة الجابري من أشخاص من خارج المملكة، غير معروفين لديهم، لتفيدهم أن بدراً توجّه إلى العراق. وقبل نحو شهر تلقت الأسرة اتصالاً من مجهول يبلغها بأنه ما زال على قيد الحياة، وأنه في لبنان، وتم إبلاغ الجهات الأمنية السعودية بذلك. وذكر مصدر في السفارة السعودية في بيروت ل"الحياة"أن قسم الرعايا السعوديين يطلب من ذوي المفقود إرسال صورة حديثة له، حتى تمكن مطابقتها مع جثمانه بعد تسلّم جثته. وقال:"تطلب عينة من الحمض النووي الريبي DNA من ذوي القتيل في حال تشوه معالم الوجه من جراء الاشتباكات". إلى ذلك، ذكر مصدر قضائي لبناني أن جثث السعوديين الذين قتلوا في اشتباكات حي أبي سمرا في طرابلس، وبلدة القلمون، وعددهم ستة، لا تزال في مشرحة المستشفى الحكومي في طرابلس، وأنها لن تسلّم إلى ذوي القتلى قبل إجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هوية القتيل. ولم يتقدم أحد من ذوي القتلى السعوديين الستة لاستعادة جثامينهم. وقالت مصادر أمنية لبنانية إن جميع القتلى من كل الجنسيات قام عناصر تنظيم"فتح الإسلام"بدفنهم في مقابر جماعية داخل مخيم نهر البارد.