مصر بآثارها الخالدة ونيلها الذي ينساب في هدوء ودعة عبر أراضيها منذ آلاف السنين وعاصمتها القاهرة التي أصبحت أكثر عواصم العالم ازدحاماً ونبضاً بالحياة، وشرم الشيخ عروس البحر الأحمر وثغره الجميل... كانت كلها محور اهتمام مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب خلال رحلة ثقافية نظمتها لهم فنادق"فورسيزونز"التي نظمت أيضاً رحلة أخرى مماثلة الى الأردن لزيارة عاصمتها الأنيقة والهادئة التي تتميز بمنازلها البيضاء اللون، وكذلك لتفقد بعض المعالم الأثرية والسياحية المهمة في عدد من مدن المملكة. وتنظم مجموعة"فورسيزونز"في الشرق الأوسط هذه الرحلات في اطار تقليدي سنوياً منذ أعوام. كان عنوان الرحلة الأولى"كنوز ومباهج مصر"بينما كان عنوان الرحلة الثانية"ملامح ومعالم وتجارب باهرة مميزة للأردن". وأقام الوفد الصحافي خلال زيارته الى القاهرة في فندق"فورسيزونز فيرست ريزدنس" الذي استضافهم. وقد تأكد خلال الزيارة ان العاصمة المصرية لا تزال من أهم المناطق الجاذبة للسائح العربي والأجنبي، فهي تضم أكبر مجموعة من الآثار في العالم وكانت مهداً للحضارات وبها ملامح القاهرة القبطية والقاهرة الاسلامية وآثار حصن بابليون، وكذلك جامعة الأزهر القديمة والجامع الأزرق. وترضي"المحروسة"كما يطلق المصريون هذا الاسم على عاصمتهم كل الأذواق ويقولون"مصر"بينما هم يقصدون"القاهرة"بالذات. وقد اندمجت معالم القاهرة القديمة منذ آلاف السنين وجنباً الى جنب مع طابع الحضارات اليونانية والرومانية والعربية بعد ذلك. وعلى رغم زحامها واختناقاتها المرورية التي يطلق عليها البعض الآن اسم"الفوضى الخلاقة"فإن الأمور تمضي بطريقة خاصة قد لا تكون المثالية ولكنها في النهاية تعتبر من الملامح المميزة للعاصمة العريقة. وتضم المدينة احدى عجائب الدنيا السبع: الأهرامات. وشملت الجولة بطبيعة الحال زيارة لهذه الاهرامات الشامخة في الجيزة، وكذلك أبو الهول المجاور الصامت منذ آلاف السنين، وعلاوة على ذلك المتحف المصري الذي أصبح يضيق بالآثار الفريدة والمقتنيات التاريخية الكثيرة لدرجة أن بعضها يقبع في سراديبه انتظاراً لاستكمال بناء المتحف الجديد الضخم في إحدى ضواحي القاهرة. وزار الوفد ايضاً بعض معالم القاهرة القديمة مثل خان الخليلي في المدينة التي يطلق عليها اسم مدينة الألف مئذنة وتضم ايضاً قلعة صلاح الدين الشهيرة. ويتميز فندق"فورسيزونز فيرست ريزدنس"بأنه الفندق الوحيد في القاهرة الذي يطل على مناظر النيل والأهرامات. ويقع في منطقة الدقي الراقية بالغرب من حدائق الحيوان وجامعة القاهرة. ويتوفر في الفندق منتجع صحي كبير علاوة على حمام سباحة. ويقع على مسافة دقائق قليلة من قلب المدينة إذا ما كان المرور منساباً عبر شوارع العاصمة التي تشهد حالياً نهضة عمرانية كبيرة. وهناك عمليات تحديث واسعة وزيادة ملحوظة في أعداد السياح العرب مع الأوضاع غير المستقرة في لبنان. ومع اضطراد الحركة السياحية وتوافر الخدمات الفندقية المرموقة في القاهرة، فإن عشرات الفنادق الجديدة الفاخرة قد أصبحت من رموز القاهرة السياحية مثل مجموعة"كونراد"أو"انتركونتننتال"و"هيلتون"و"حياة ريجنسي"و"أوبري". ويضم فندق"فورسيزونز فيريست ريزدنس"269 غرفة وعدداً كبيراً من الأجنحة الخاصة. ويتحدث مديره العام راندي شيما بوكو الذي يملك خبرة واسعة في آسيا واليابان وأميركا عن الطابع الخاص الذي يميز الفندق وهو الخدمة الراقية والتركيز على تقديم أفضل المأكولات التي ترضي الأذواق كافة في مطاعم الفندق العديدة. فهناك ما يرضي الأذواق الشرق أوسطية أو الأوروبية خصوصاً الايطالية أو الآسيوية على مستوى يضاهي ما هو متوافر في أرقى المطاعم في أوروبا. ولا تزال القاهرة تتميز بمزيج من القديم والحديث، فهناك ناطحات السحاب وآثار قديمة تضم أيضاً مجموعة من الكنائس الشهيرة والمساجد التي شيدها المماليك والعثمانيون. وبعد ذلك توجه الوفد الصحافي الى مدينة شرم الشيخ حيث استضافه"منتجع فورسيزونز"الفاخر هناك. ويعتبر الفندق بمثابة قرية متكاملة تطل على شاطئ البحر في أكثر مناطقه هدوءاً وجمالاً. والمنتجع واحهة وارفة تضم الآلاف من أشجار النخيل والحدائق الجميلة التي تحيط بمبانيه ذات الطابع المعماري الشرقي المميز. ومن أبرز المعالم الثقافية والسياحية التي زارها الوفد خلال وجوده في شرم الشيخ ديرسانت كاثرين التاريخي الذي تم بناؤه في القرن السادس والذي يحتضن جبال سيناء التي تلقّى فيها النبي موسى عليه السلام الوصايا العشر. ويقع الدير على مسافة ساعتين ونصف الساعة تقريباً من شرم الشيخ مروراً بمدينة ذهب التي تشتهر بأجوائها ومياهها التي تجذب الشبان، خصوصاً من هواة الغوص ومشاهدة الأحياء المائية النادرة بالقرب من شاطئ البحر الأحمر. ويضم دير سانت كاثرين الأيقونات اليونانية والروسية ويتميز ايضاً بتوافر الفسيفساء العربية واللوحات الفنية الرائعة. ويضم في مكتبته الواسعة بعض أهم المخطوطات التاريخية النادرة. ويقيم في الدير حوالي 25 راهباً معظمهم من اليونان. ورافقت الوفد خلال زيارة شرم الشيخ سارة ابراهيم مديرة العلاقات العامة بالمنتجع والتي ستصبح الآن مديرة العلاقات المسؤولة عن فندق"فورسيزونز"الاسكندرية الذي سيتم افتتاحه رسمياً خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وشملت زيارة شرم الشيخ أيضاً جولة على متن زورق بحري في السواحل الغربية من المدينة، وكذلك لممارسة رياضة الغوص. ويضم منتجع"فورسيزونز شرم الشيخ"109 غرف و91 جناحاً من بينها جناحان احدهما ملكي والآخر رئاسي. وقد تم أخيراً افتتاح مطار مدينة شرم الشيخ الجديد لكي يتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة من السياح العرب والأجانب الذين يتدفقون على المدينة. وبدأ بعض شركات الطيران العربية والعالمية التفكير في تنظيم رحلات منتظمة يومية الى شرم الشيخ لمواجهة هذه الزيادة الكبيرة. أما خلال جولة الأردن الثقافية فقد استضاف فندق"فورسيزونز عمان"الوفد الصحافي العربي والأجنبي. ويضم الفندق أكبر الغرف والأجنحة الخاصة في عمان ويتمتع بتصميمات لها طابع عربي متميز. وهو يطل على التلال المحيطة بالعاصمة الأردنية وتتوافر فيه أحدث الوسائل التكنولوجية. وهو يطل على الدوار الخامس وسط أشهر أحياء التسوق والمراكز المالية، ويقع علىبعد 20 دقيقة من مطار الملكة علياء الدولي. ويضم مطاعم حديثة ترضي الأذواق الشرقية والغربية والآسيوية كافة، علاوة على مركز صحي تتوافر فيه وسائل اللياقة البدنية وملعب للاسكواش. ويضم الفندق 192 غرفة ويتضمن 29 جناحاً خاصاً ويقيم فيه بعض الزعماء وكبار الزوار الى العاصمة الأردنية. وشملت الرحلة الى الأردن زيارة لمدينة جرش الرومانية التي تتميز بطابع معماري خاص بها ولا يزال بعض آثارها صامداً على رغم مرور مئات السنين على تشييدها. كما زار الوفد بعد ذلك مدينة مأدبا التي تتميز بفنونها البيزنطية وتوافر نقوش الفسيفساء التي تعود الى العصر الأموي، وكذلك زيارة جبل نيبو الذي يحظى بأهمية دينية وتاريخية قديمة، وعلاوة على هذا زيارة لأقدم كنيسة ارثوذكسية في المنطقة وبعض المباني الأثرية المحيطة بها التي تم الكشف عنها بعد 60 عاماً من أعمال الحفر والتنقيب. وكانت مدينة"البتراء"أهم المعالم الثقافية والسياحية التي زارها الوفد، وهي المدينة التي ظلت مفقودة لمدة 300 عام ولذلك يطلق عليها بعضهم اسم"المدينة الضائعة". وتعتبر آثارها التاريخية المشهورة بطابعها المعماري المميز وألوانها الحمراء دليلاً شامخاً على عظمة وحضارة الانباط من العرب القدامى الذين شيدوا هذا الصرح التاريخي والأثري الخالد. وتقع المدينة داخل حصن جبلي وتعتبر درة الأردن وكنزها التاريخي الذي يجذب اليها الملايين من السياح سنوياً. وقد أصبحت تراثاً عالمياً ترعاه منظمة"يونيسكو". ويتحمس الأردنيون حالياً لإمكانية أن تصبح المدينة - كما هو مرجح - إحدى عجائب الدنيا الحديثة. ويمر الزائر الى مدينة البتراء بالطريق الطويل الذي تحتضنه سلسلة جبلية تمتد الى داخل المدينة المفقودة. وطول هذا الطريق حوالي كيلومترين. وكلمة"بتراء"معناها باللغة اليونانية"الصخرة"حيث شيدت المدينة وما حولها من داخل الصخر. وكان الانباط القدامى هاجروا في القرن السادس قبل الميلاد من غرب الجزيرة العربية واستقروا حول جبال الشراة الأردنية. وفي القرن الأول الميلادي انشأت مدينة البتراء التي كانت تعتبر إحدى أهم عواصم العالم القديم. وتجذب المدينة اليها أكبر عدد من السياح حالياً من بريطانيا. وفي الميدنة أيضاً الدير التاريخي الذي يحتاج الزائر اليه الى الصعود لنحو 800 خطوة متدرجة عبر هذا الطريق التاريخي الذي يستغرق ساعتين تقريباً للصعود والهبوط. ويمكن من قمة الدير الأثري مشاهدة المقابر الملكية الشهيرة التي يقال ان بعض الفراعنة المصريين دفنوا فيها. ويحتاج المرء الى أيام عدة لتفقد آثار البتراء الساحرة. وقد شيدت داخل المنطقة الجبلية بعض المقابر على شكل مسلات وهناك ايضاً المحراب الشهير ومجاري المياه القديمة.