تقدم الجيش اللبناني أمس على غير محور داخل مخيم نهر البارد الذي شهد أمس اشتباكات عنيفة بين جنوده ومقاتلي"فتح الاسلام". وأحكم الجيش سيطرته على عدد من المباني القريبة من موقع"صامد"أحد المعاقل الرئيسة الذي دمره الجيش أول من أمس ورفع العلم اللبناني عليه، وتخطى في تقدمه أمس مسجد القدس، وركز رماياته المدفعية على طول المنطقة الممتدة من موقع صامد باتجاه مبنى التعاونية آخر معاقل المسلحين الرئيسة في المخيم الجديد وصولاً الى مجمع ناجي العلي الطبي الذي تردد عصر أمس أنه أصبح في حكم الساقط عسكرياً. ونعى الجيش أمس 3 عسكريين استشهدوا اثناء المواجهات وهم: العريف روني بطرس النجار مواليد 1986 المعلقة - زحلة، والعريف ايلي مطانس جرجس 1984 قريات - عكار، والعريف محمد فاروق الحلاق 1975 النبي يوشع- طرابلس. وأفادت معلومات أن هؤلاء الشهداء سقطوا في انفجار وقع خلال عمليات ازالة الأفخاخ والألغام في المواقع التي تقدم اليها الجيش، مشيرة الى أن الجيش كبّد"فتح الاسلام"خسائر كبيرة في الارواح وأن كثيراً من جثث قتلاه لا تزال في الشوارع. وأكدت مصادر أمنية أن الجيش مستمر في عمليته حتى حدود المخيم القديم، وأنه غير معني بأي مفاوضات. وكانت العمليات العسكرية بدأت فجراً، قصف خلالها الجيش في شكل مركز وكثيف محاور المخيم كافة، وأعقب ذلك تقدم على محاور الشرق والشمال والجنوب، حيث ضيق الجيش على مواقع المسلحين منفذاً المزيد من الرمايات على مجمع"انروا"، وعلى طول خط مجرى نهر البارد حتى الشاطئ. وتقدم الجيش على المحور الجنوبي لجهة بحنين، واستقدم جرافات عملت على جرف مبانٍ عدة وسيطر على جزء من حي جراكد ونفذ عمليات باتجاه مسجد الحاووز وأحياء حي الصفوري والمغاربة والكويتيين. كما نفذ تحركاً باتجاه حي الجاجولة الواقع مباشرة خلف التعاونية، وعند تلة حكمون والسد. وأنجز الجيش أيضا تقدماً مشابهاً عبر المحور الشرق شمالي فتقدم سلاح الدبابات باتجاه الجنوب ودخلت وحدات الجيش الى حي الصفوري ونفذ انطلاقاً من هذه المواقع رمايات استهدفت محيط مسجد الجليل. واستهدف الجيش تحصينات"فتح الاسلام"على الضفة اليمنى لنهر البارد والمباني الواقعة على طول مجرى النهر بدءاً من مبنى الددح وصولاً الى مصب النهر عند شاطئ المخيم، ورفع العلم اللبناني على بناية العتر وموقع الصاعقة القديم. وأوقف الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، مجموعة أشخاص تسللوا عبر الحدود. وأفيد أن عدد الموقوفين أربعة وهم من الجنسيتين السودانية والبنغالية، بينما تجرى مطاردة مجموعة أخرى ضمنها مشتبه به سوري نقل المجموعتين الى لبنان. ويعتقد أن الموقوفين والملاحقين أتوا الى لبنان للالتحاق بتنظيم"فتح الإسلام". وتسلّم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد أمس، ملف مجموعة بر الياس مع 9 موقوفين بينهم السعودي فهد بن عبدالعزيز المغامس الملقب ب"أبو جعفر الطيار"، والسوريان أحمد محمد عسيلي ومحمد عبدالرحيم عبدالرحيم، وادعى عليهم بجرم تأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة ومحاولة القيام بأعمال ارهابية من خلال حيازتهم ونقلهم متفجرات وأسلحة غير مرخصة، سنداً الى مواد تصل عقوبتها الى الاعدام. وأفادت مصادر قضائية أن التحقيقات الأولية في هذا الملف أظهرت أن لا علاقة لهم ب"فتح الاسلام"بل بتنظيم"القاعدة". وادعى القاضي فهد أمس على عنصرين جديدين من"فتح الاسلام"، فلسطيني وسعودي، تبعاً للادعاء الاساسي، أي تأليف عصابة مسلحة والقيام بإعمال إرهابية، وهي تهم تصل عقوبتها الى الاعدام ليرتفع عدد المدعى عليهم من"فتح الاسلام"الى 40 شخصاً. وأفادت مصادر قضائية أن الموقوف السعودي ع. ق. مواليد عام 1985 هو أول سعودي يدّعى عليه وكان مشاركاً في القتال، موضحة أنه جاء الى لبنان في شباط فبراير الماضي عبر مطار بيروت وذهب الى مخيم نهر البارد. وأوضحت أنه اقتنع بكفرة الجهاد ضد الأميركيين حين كان في السعودية، وعندما تعمقت الفكرة لديه جاء الى لبنان وانضم الى"فتح الاسلام"، مشيرة الى أن ع. ق. ليس السعودي الوحيد الذي شارك في المعارك بل هناك آخرون بينهم 4 معروفون بألقابهم قتلوا في الاشتباكات. مساعدات إنسانياً، وزعت "الحملة الشعبية السعودية لاغاثة الشعبين اللبناني والفلسطيني"، بتوجيه من وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز، المرحلة الثانية وهي حمولة 17 شاحنة تتضمن مواد غذائية وملابس وادوات كهربائية ومنزلية على النازحين من مخيم نهر البارد في أماكن نزوحهم، باشراف مدير التنسيق والمتابعة في الحملة يوسف بخيت الرحمة. وحطت في مطار رفيق الحريري الدولي أمس طائرة عسكرية كويتية تحمل على متنها مواد اغاثية مقدمة من حكومة الكويت الى لبنان لاغاثة المتضررين والنازحين من مخيم نهر البارد. واعلنت السفارة التشيكية في لبنان أن الحكومة التشيكية قررت زيادة موازنة أونروا لعام 2007 بقيمة 93848 دولاراً للمساعدات التطوعية المخصصة لنشاطاتها في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنها لبنان. وأشارت الى أن الجمهورية التشيكية أقرت هبة بقيمة 140772 دولاراً مخصصة للمساعدات الانسانية للاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من جراء ممارسات"فتح الاسلام"في مخيم نهر البارد في مدينة طرابلس. وفي عمان أ ف ب أكدت المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا كارن أبو زيد، عزمها إعادة البناء في مخيم نهر البارد"عندما تصمت البنادق".