أفادت مصادر عسكرية بريطانية بأن قوات بريطانية بدأت أمس إلى جانب قوات من حلف "ناتو" والجيش الأفغاني عملية لتوسيع نطاق سيطرة الحكومة الأفغانية في ولاية هلمند الجنوبية، بعد يوم من مقتل عدد من قوات التحالف في سقوط مروحية"تشينوك"أميركية تبنت المسؤولية عنها حركة"طالبان". وقال مسؤولون بريطانيون إن الهجوم الجديد أُطلق عليه اسم"لاستاي غولانغ"كلمة بلغة البشتو تعني"يد الفرّاعة" ويهدف إلى تخفيف سطوة حركة"طالبان"على سكان قرى وادي سانغين الأعلى شمال هلمند. وهو يُكمل عملية أخرى بدأها البريطانيون أخيراً -"عملية كعب أخيل"- لطرد مقاتلي الحركة الإسلامية من وادي سانغين. وقال اللفتاننت كولونيل تشارلي مايو، الناطق باسم القوات البريطانية في هلمند، في بيان أُرسل إلى"الحياة"في لندن، إن مقتل الجنود في تحطم الطائرة الأميركية في هلمند ومقتل جندي بريطاني آخر في الولاية ذاتها الاثنين"لن يثنينا عن مهمتنا. كلنا في"آيساف"ملتزمون رؤية امتداد أكبر للحكم عبر أفغانستان وجعل البلد آمناً ومستقراً للجميع". وبدأت العملية الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي عندما تقدمت القوات البريطانية مع قوات أخرى من"آيساف"والحكومة الأفغانية في اتجاه قرية كاجاكي سوفلي التي تبعد 10 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة كاجاكي، بهدف طرد مقاتلي"طالبان"من معقلهم في وادي سانغين السفلي. وفي حين كان البريطانيون يتقدمون، أنزلت القوات الأميركية قوات من الفرقة 82 المحمولة جواً لمهاجمة مواقع"طالبان"في جنوب كاجاكي. ويشارك في الهجوم الجديد 2000 جندي من"آيساف"بينهم 1000 من القوات البريطانية. وكانت حركة"طالبان"أعلنت، مسؤوليتها عن إسقاط المروحية من طراز"شينوك"التابعة للحلف الأطلسي ناتو في منطقة كاجاكي في ولاية هلمند جنوب أول من أمس، مشيرة إلى مقتل 35 جندياً تواجدوا على متنها، ما يزيد بكثير على الجنود السبعة الذين أعلن باسم الحلف مقتلهم وبينهم خمسة أميركيين. وقال الناطق باسم"طالبان"قاري يوسف محمد إن مصادر سرية في الولاية حددت عدد القتلى، موضحاً أن المروحية أسقطت لدى تحليقها على مستوى منخفض فوق قافلة عسكرية. وأضاف:"خطط مقاتلونا في الأصل لنصب مكمن للقافلة، لكن المروحية ظهرت قبلها، ما جعلهم يطلقون النار عليها بكل ما حملوه من سلاح". وكان الحلف الأطلسي رأى أن الوقت ما زال مبكراً للتعليق على كيفية سقوط المروحية، ولم يذكر إذا كانت شاركت بشكل مباشر في معركة مع مقاتلي"طالبان"، علماً أن هلمند شهدت سلسلة الاشتباكات الأكثر دموية بين"طالبان"والقوات الأجنبية في الأشهر الأخيرة، فيما تسعى قوات الحلف الأطلسي إلى ضمان أمن منطقة كاجاكي من أجل تنفيذ مشروع إعادة بناء سد فيها لتوليد الكهرباء من مصادر المياه. وقال الناطق باسم"الناتو"في كابول الملازم جون توماس:"تواجد مقاتلون للعدو في المنطقة، لكن يستحيل أن تسقط نيران أسلحة صغيرة مروحية". ويعتبر تحطم المروحيات نادراً في أفغانستان، وآخرها في ولاية زابول جنوب في شباط فبراير الماضي، ما أسفر عن مقتل ثمانية جنود أميركيين. وتحطمت مروحية أميركية أخرى في ولاية كونار شرق عام 2005، ما أسفر عن مقتل 16جندياً أميركياً. وأكد مسؤولون أنها أسقطت بصاروخ أطلق عليها. هجوم على "طالبان" وبعد ساعات من سقوط المروحية، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن غارة نفذها سلاح الجو التابع للحلف الأطلسي أسفرت عن مقتل 10 من"طالبان"وجرح 16 آخرين في ولاية فرح غرب. وقتلت"طالبان"16 من رجال الشرطة في مكمن نفذته لقافلة أقلتهم في منطقة شهر سابا بولاية زابول جنوب، قبل أن يفر مقاتلوها. كما أعلنت الحركة مقتل خمسة جنود أميركيين وخمسة أفغان في ولاية كونار، لكن الحكومة الأفغانية وقوات"ناتو"لم تورد شيئاً عن عملية"طالبان"في كونار. وتزامنت العمليات مع وصول وفد أفغاني رفيع إلى إسلام آباد برئاسة سيد أحمد الجيلاني لحضور اجتماعات التنسيق بين البلدين لعقد اجتماع موسع لممثلين قبليين في كابول في آب أغسطس المقبل. وستضم جيركا المزمع تشكيلها 700 شخص يتوزعون مناصفة بين البلدين.