في نطاق جهود بريطانية - عربية مشتركة ل "تغيير المفهوم الثقافي السائد في أوروبا والغرب عن البلدان العربية، وإقامة علاقات تبادل موسيقي بين العالم العربي والمجموعة الأوروبية"، عقدت مؤسسة "بي إم جي" الخيرية مؤتمراً صحافياً أمس في بيروت لاطلاق مبادرة"كونشيرتو الفارابي"الذي سيقدم للجمهور الغربي، انطلاقاً من لندن في 19 حزيران يونيو المقبل اعمالاً كلاسيكية وحديثة لخمسة وعشرين مؤلفاً من مختلف الدول العربية امثال طارق حسن مصر وليد حوراني لبنان فؤاد فاخوري الأردن وزيد جابري سورية وغيرهم. ومن المقرر ان يتبع الحفل الاول لبرنامج الفارابي وفي قاعة باسترز في لندن، وعلى مدى ستة اشهر في عام 2008، حفلات اخرى تغطي انحاء المملكة المتحدة. وتشرف الاكاديمية الملكية للموسيقى على مشاريع وورش عمل تعليمية مشتركة تركز على الموسيقى العربية ومؤلفاتها وتهدف الى اقامة شراكة وتواصل طويلي المدى مع المعاهد الموسيقية في العالم العربي. وسيعاد عرض برنامج حفلات"كونشرتو الفارابي"في باريس وبرلين وأمستردام وكوبنهاغن وغيرها، ثم في البلدان العربية المعنية. ويعتبر"كونشيرتو الفارابي"ثمرة جهود مؤسسات مصرفية وخيرية ورسمية، خصوصاً المجلس البريطاني للثقافة والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اضافة الى رعاة ماليين ومعنويين، كالأمير تركي الفيصل واللورد بالومبو والسير ديفيد فروست ويمنى عسيلي ووفيق السعيد ومؤسسة القطان ومؤسسة عبداللطيف جميل وغيرهم. ويعتقد القائمون على هذه المبادرة انها ستساهم في تقديم صورة حقيقية عن الدينامية الحضارية في العالم العربي وبالتالي دحض الصورة القاتمة التي يروج لها يسبب سوء الفهم والاضطراب السياسي وتردي ثقافة التسامح. ويقول باسيل الغلاييني المدير التنفيذي لمؤسسة"بي ام جي"ان اختيار الفارابي مصدره الدور الحضاري الواصل بين الشرق والغرب الذي لعبه وكونه أهم عربي وضع كتاباً في الموسيقى. اما البروفسور أوليفر بنروورث المدير الفني في"الفارابي"والذي اشرف على اعداد التظاهرة، فقال ان الكشف عن المواهب العربية في الموسيقى الكلاسيكية استغرق وقتاً طويلاً جرى خلاله عرض الاعمال على كبار المؤلفين وقادة الفرق الموسيقية في بريطانيا وان هذه التظاهرة ستمتد حتى العام 2011 وهي مفتوحة لمزيد من الاسماء والمشاركة وليست موسماً عابراً.