على رغم بدء بث قناة"أو تي في"قبل أشهر إلا أنها حتى الآن لم تحقق نسبة مشاهدة عالية كما كان يطمح صاحبها رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس. إذ رصد للقناة موازنة قدرها 17 مليون جنيه حوالى 3.5 مليون دولار وراهن على ان تجذب القناة شريحة الشباب بالتحديد. من هنا عمد القائمون على القناة إلى استخدام اللغة العامية المصرية في كل البرامج، ولم يبخل ساويرس بالدعاية الكبيرة للقناة، ذلك أن إعلاناتها التي ترفع شعار الدائرة البرتقالية تملأ الشوارع. وانتهجت القناة سياسة عرض الأفلام الأجنبية كاملة من دون حذف أو رقابة، ما أدخلها في بعض المشاكل مع المحافظين في المجتمع والكتلة الإخوانية في البرلمان المصري. كل هذا لم يشفع للقناة عند المشاهد ولم يجذب إلا قلة، حتى راح بعضهم يطلق عليها اسم"سمك - لبن - تمر هندي"للتأكيد على أنه لا توجد لها شخصية محددة الملامح. للخروج من هذا المأزق يعكف مسؤولو القناة على إنجاز برنامج جديد يعد استنساخاً لبرامج مثل"القاهرة اليوم"و"العاشرة مساءً"و"البيت بيتك"و"تسعون دقيقة". والبرامج الثلاثة الأخيرة استنسخت في الأساس من"القاهرة اليوم"الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب وحقق من خلاله نجاحاً لافتاً. ويرصد ساويرس موازنة كبيرة للبرنامج الذي سيوقع باسم"بلدنا"وسيقدمه الصحافي خالد صلاح ومدير البرامج في القناة ياسمن عبد الله، وتخرجه رضوى شعبان، ويشرف عليه رئيس تحرير جريدة"المصري اليوم"مجدي الجلاد. ويراهن ساويرس على أن تنتقل حيوية الصحيفة وإيقاعها الى قناته التي غاب عنها الايقاع منذ بدء بثها، ولكن بالطبع مفردات العمل الصحافي تختلف كثيراً عن الإعلام المرئي. ويكفي ان البرنامج المنوط به النهوض بالقناة من عثرتها هو برنامج مستنسخ من برامج ذات رصيد جماهيري في الشارع المصري، ما يجعلنا نسأل عن سبب الشح في الأفكار، خصوصاً ان ظاهرة استنساخ البرامج تتزايد، فنجد مثلاً ان برنامج مثل"كلام نواعم"الذي تعرضه"ام بي سي"اصبح يطلق عليه في قنوات أخرى اسم"قعدة ستات"أو"ست ستات"وبرنامج آدم تحول إلى"كلام رجالة"...