تخلى الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي أمس عن رئاسة حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"اليمين الحاكم، وصرح للمناسبة بأنه أصبح رئيساً لجميع الفرنسيين وانه يودع الحزب الذي ساهم في انتصار أفكار أسرته السياسية. وقال انه بذلك يطوي صفحة من حياته، ويعمل الآن على جمع الفرنسيين، وانه لن يخون يوماً لا حزبه ولا أسرته السياسية. ويتوقع ان يتسلم ساركوزي الرئاسة من الرئيس جاك شيراك غداً الأربعاء خلال حفلة تسليم وتسلم في قصر الإليزيه الذي يودعه شيراك وزوجته برناديت بعدما أقاما فيه 12 سنة. وينتقل الرئيس الجديد وزوجته سيسيليا وابنهما لوي للإقامة في القصر، فيما يودع شيراك الشعب الفرنسي في خطاب يبثه التلفزيون مساء اليوم الثلثاء. إلى ذلك، واصل ساركوزي العمل على تشكيل الفريق الذي سيعاونه في الرئاسة وأيضاً الحكومة الجديدة. وأصبح شبه مؤكد ان مدير حملته الانتخابية كلود غييان سيتولى الأمانة العامة للقصر الرئاسي، وهو المنصب الذي تولاه رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان خلال السنوات الخمس الأولى من عهد شيراك. وفي بادرة انفتاح على المعارضة أجرى ساركوزي اتصالات مع شخصيات اشتراكية منها وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين ووزير الصحة السابق برنار كوشنير ووزير التربية السابق كلود اليغر، بهدف تعيين أحدهم في الحكومة. وتردد انه عرض على فيدرين تولي وزارة الخارجية، لكن فيدرين رد قائلاً انه سيدرس العرض، أما اليغر فرفض تولي منصب حكومي، فيما من المحتمل أن يبدي كوشنير استعداده لتولي وزارة الخارجية في حال رفض فيدرين. واصبح معروفاً أن الوزير السابق فرانسوا فيبون سيرأس الحكومة الجديدة التي ستتكون من 15 وزيراً، أراد ساركوزي أن يكون نصفهم من النساء. دور كبير لجوبيه ومن المحتمل أن يتولى رئيس الحكومة السابق الان جوبيه وزارة دولة تتضمن شؤون البيئة والنقل والإسكان والطاقة بحيث يكون الرجل الثاني في الحكومة. واختار ساركوزي السفير الفرنسي في واشنطن جان دافيد ليفيت، لمنصب كبير مستشاريه في القصر الرئاسي، وهو سبق له أن شغل هذا المنصب قبل انتقاله الى واشنطن. ويعد ليفيت من أقرب المقربين من شيراك الذي أبقاه سفيراً في واشنطن لمدة سبع سنوات، وهو ما يشير الى استمرارية في السياسة الخارجية لفرنسا. ويضم فريق العمل الذي يرأسه ليفيت ديبلوماسي شاب هو بوريس بوالون الذي يتولى ملف الشرق الأوسط، فيما يتولى ملف روسيا وشرق أوروبا داميان لوراس. وعين مستشار ساركوزي في وزارة الداخلية، الديبلوماسي دافيد مارتينون في منصب الناطق باسم الرئاسة الفرنسية. بعدما كان في عداد المسؤولين الأساسيين عن حملته الانتخابية. وبدأ ساركوزي مشاورات مع ممثلي النقابات الفرنسية الذين استقبلهم أمس، للإعداد للمؤتمرات الاجتماعية التي يعتزم عقدها، ويتوجه بعد تسلمه منصبه الى ألمانيا للقاء المستشارة أنغيلا مركل.