يُعرف الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بأنه مواجهة مفصلية لا يمكن مهادنة الخصوم فيها. ويلفت مراقبون الى أن المباريات المقررة 3 و4 نيسان أبريل هي بامتياز "مواجهات الغالب والمغلوب". من هنا تتسارع التوقعات، فيما تراقب الصحافة تحركات الفرق ونتائجها الأخيرة في البطولات الوطنية، وتطرح أسئلة منها هل سيودع فالنسيا ممثل اسبانيا الوحيد، المنافسات؟ ولا شك أن مدرب تشلسي الانكليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو، الطامح الى مزيد من الانتصارات في انكلترا، يتلهف لكسر شوكة فالنسيا في لندن وتعميق جروحه، كيلا يجد متسعاً من الوقت لتجاوز سقطته، في حال تحققت كما يشتهي في أولى المواجهات بينهما. ولهذه الغاية حضر مورينيو لقاء فالنسيا مع أوساسونا، واختصر ملاحظات كثيرة رسخت في مفكرته، على أن تترجم عملياً في يوم الاستحقاق المنتظر، كما لم يغب عن باله ملعب فالنسيا"ميستالا"، الذي"تحرسه"الطلاسم والتعويذات، معترفاً بأن طريقه الى نصف النهائي قد لا تكون سالكة وآمنة، خصوصاً أن فريق إنترناسيونالي ميلانو المدجج بالنجوم لقي"مصرعه"على أرض هذا الملعب الغامض. وفي اعتقاد مورينيو، ان إطار المباراة في"ستامفورد بريدج"، لن يكون في قياس ملعب"ميستالا"في فالنسيا، الا لمن يعرف اللعب في فناء هذا المكان الذي تُستدرج اليه المنتخبات لمقابلة منتخب اسبانيا والايقاع بها. وعلى رغم هذا الشعور، فإن مورينيو لن يترك مجالاً كي يعشش اليأس والخوف في فكره وعقله. وخلافاً لذلك فإن رغبة جامحة تتملكه ليتابع تفوقه بالعزم ذاته والثقة التي تتجسد في لاعبيه ومناصريه. وهناك أمر آخر أكثر إثارة وفضولاً، ما يسمح برسم صورة مزدوجة للمدرب مورينيو، مغايرة لما أعلنه قبل نحو ثلاثة أسابيع. وسبق أن أعرب عن سعادته لوجوده في تشلسي الذي يسير على خطى الفوز بدوري الأبطال، وانه يرغب في إنهاء مسيرته في"ستامفورد بريدج"، قبل أن يعود الى البرتغال، اذ تحدوه رغبة في تدريب منتخب بلاده. من جهته، يصف المدرب الإسباني كيكي فلوريس الموقعة المرتقبة بأنها"بالغة التعقيد". بدوره، يستعد مانشستر يونايتد لمواجهة صعبة في ايطاليا مع فريق العاصمة روما، وهو يعاني إصابات بين لاعبيه. وحتى الآن لم يستطع"السير"أليكس فيرغوسون طي صفحة مباراتيه الهزيلتي النتيجة مع ليل الفرنسي، اللتين أهّلتاه لربع النهائي ومقابلة روما مُسقط ليون الفرنسي القوي. ويرى متابعون ميدانيون أن المواجهة الجديدة مع روما تحمل في طياتها آفاقاً مجهولة لفيرغوسون الذي اعتاد قلب الامور المعاكسة له رأساً على عقب في لقاءات أوروبية كثيرة. ومن السابق لأوانه الحكم على فريق روما بقيادة مدربه المكافح لوتشيانو سباليتي. لذا يبقى جانب الفريق الايطالي الأكثر التباساً وإثارة للجدال بعد عبوره اللافت الى الدور ربع النهائي، لذا يجهد لجبه فيرغوسون الخبير المجرّب في دوري الأبطال، وهو مطمئن الى تشكيلته التي تغمرها ثقة عالية ويُعتقد أنها ستبقى متماسكة، فيما يركّز سباليتي لتلافي الوقوع في الأخطاء التي سقط فيها الإنتر فخرج خائباً. وسيعمل على منع فيرغوسون من اطلاق العنان للاعبيه ليسرحوا ويسجلوا في مرمى روما، لعلمه أن اللقاء الثاني في"أولدترافورد"يختلف في الشكل والمضمون. ويأمل بي أس في ايندهوفن الهولندي أن يقدم أمام ليفربول اطلالة أوروبية تُعرف دائماً بأنها إزعاج للفرق المقابلة في دوري الأبطال. وعلى رغم ما تعرّض له من انتقادات داخلية، فإنه لن يوفر وسيلة لاشاعة القلق في صفوف ليفربول، ولن يتأخر بقيادة المدرب رونالد كومان من إعداد مفاجأة غير سارة له. ولا يُسقط المراقبون من حساباتهم أن يشكل ايندهوفن عقبة أمام حامل اللقب منذ موسمين. ويطمح كومان الى تعبيد طريق فرعية له تقوده الى إنجازين كبيرين سبق له أن حققهما لاعباً مع برشلونة 1992 وايندهوفن 1988 حين فاز بكأس أوروبا. ويبقى في معركة المواجهة العصية آ. سي ميلان الذي يستقبل في"سان سيرو"العنيد بايرن ميونيخ، وهي مباراة العمر"الغامضة والضبابية"للمدربين كارلو انشيلوتي وأوتمار هيتسفيلد الذي استعاد جزءاً من رونق شبابه في المسابقة الأوروبية، بعدما خذل لاعبوه ريال مدريد ومدربه فابيو كابيللو في دور ال16. ويعتبر انشيلوتي أي انجاز في هذا الدور رصيداً اضافياً له على رأس فريق شاخت غالبية لاعبيه. غير أن العاملين مع هيتسفيلد، غالباً ما رددوا انه لا يتكئ على وسادة من حرير قبل أن تتحقق أحلام اليقظة.