كثفت قوات الامن انتشارها في الناحية الشرقية من بغداد وسط تأكيد أن لا علاقة لهذا التحرك بالخطة الأمنية المتوقع انطلاقها خلال "أيام قليلة"، في حين حصدت أعمال العنف 47 قتيلاً بينهم 28 في العاصمة وحدها. وعززت قوات الامن انتشارها في عدد من أحياء ناحية الرصافة شرق نهر دجلة، بحسب مراسل"فرانس برس". كما انتشرت قوات تابعة للشرطة وفي شكل كثيف قرب مداخل مدينة الصدر، معقل"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. ولوحظ تمركز دبابات وعربات مدرعة تابعة للجيش العراقي في شوارع متفرقة في الكرادة وسط، إضافة الى مناطق أخرى. وليس مؤكداً ما إذا كانت عملية الانتشار هذه جزءاً من الخطة الأمنية المزمع انطلاقها في بغداد بهدف اعادة السيطرة على العنف. وفي هذا الصدد، أكد مصدر أمني رفيع المستوى أن"انطلاق خطة بغداد الامنية لن يحدث خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة". وأضاف رافضاً ذكر اسمه أن"الخطة ستنطلق عند استكمال التحضيرات الامنية اللازمة لنجاحها ... وستدخل حيز التنفيذ خلال الايام المقبلة". وتأتي عملية الانتشار اثر سلسلة تفجيرات أسفر آخرها عن مقتل حوالي 130 عراقياً واصابة أكثر من 300 آخرين في سوق شعبية في منطقة الصدرية السبت الماضي. واستمر أمس مسلسل العنف والتفجيرات مودياً بحياة 47 عراقياً بينهم 28 في العاصمة وحدها، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين في أعمال عنف متفرقة. وقالت مصادر أمنية إن"شاحنة مفخخة محملة حنطة يقودها انتحاري فجر نفسه بعد حاجز للشرطة قرب طابور سيارات تنتظر تعبئة الوقود في منطقة السيدية جنوب غرب، ما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص واصابة 60 آخرين". من جهته، أكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك غرب أن"المستشفى تسلم جثث ثلاث من ضحايا الانفجار بينهم طفل و55 جريحاً بينهم ثلاثة أطفال و11 امرأة". كما أدى انفجار سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق في شارع الصناعة وسط بغداد قرب مستشفى للأطفال، الى مقتل أربعة اشخاص واصابة 14 آخرين، بحسب المصادر. وقُتل عشرة أشخاص على الاقل وأُصيب 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في منطقة النهضة الصناعية وسط بغداد. كما قُتل عامل تنظيف في منطقة كراج الأمانة وسط بغداد في اطلاق نار، وفقاً لمصدر طبي في مستشفى ابن النفيس القريب من موقع الحادث. وأضاف المصدر ذاته أن"المستشفى تلقى كذلك جثة فتاة 25 عاماً قتلت بالرصاص في حي العامل جنوب غربي بغداد". وكانت المصادر أعلنت"مقتل شخص نتيجة سقوط قذيفة هاون في منطقة باب الشيخ وسط بغداد. كما قُتل شخص آخر وأُصيب ثلاثة في انفجار عبوة قرب الجامعة المستنصرية شرق بغداد". وفي كركوك، أعلن النقيب في شرطة المدينة محمد جاسم"مقتل اثنين من العمال وإصابة آخر في هجوم مسلح استهدف سيارة تقلهم على الطريق الرئيسي". وفي الموصل، أعلن العقيد في الشرطة عبدالكريم الجبوري"إصابة معاون محافظ نينوى ليث العثمان وثلاثة من حراسه بجروح في انفجار عبوة استهدفت موكبه في حي الزراعة شمال". من جهة أخرى، اعلن بيان عسكري أميركي أن الجيش العراقي قتل قيادياً في ميليشيا جيش المهدي خلال عملية عسكرية أول من أمس قرب بعقوبة. وأوضح أن"قوات الجيش العراقي باسناد قوات التحالف، دهمت مبنى لاعتقال قيادي في جيش المهدي مسؤول عن عمليات قتل وخطف في قرية الهويدر شمال بعقوبة". وأكد البيان أن"علي كاظم الحمداني حاول الفرار الى منزل آخر، إلا أن قوات الجيش طاردته فشهر عليها سلاحاً، وحصل تبدل لاطلاق النار ما أدى الى مقتله". وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده في محافظة ديالى وشمال بغداد أول من أمس. وأوضح بيان للجيش أن"جندياً قُتل في إطلاق نار من أسلحة خفيفة خلال شنه عملية في محافظة ديالى وأُصيب آخر بجروح". وأضاف بيان آخر أن"جندياً قُتل في انفجار عبوة قرب عربته العسكرية شمال بغداد امس الاحد". ويرتفع بذلك عدد العسكريين الأميركيين الذين قضوا في العراق منذ بدء الحرب في آذار مارس عام 2003، الى 3095، بحسب حصيلة أعدتها وكالة"فرانس برس"، استناداً الى أرقام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. وفي لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن جندياً بريطانياً قُتل في انفجار عبوة لدى مرور دوريته في البصرة، ليصل بذلك عدد العسكريين البريطانيين الذين سقطوا في عمليات في العراق الى المئة. وأوضح المصدر ذاته أن العبوة انفجرت قرب القنصلية الأميركية في هذه المدينة. وقال ناطق باسم الوزارة:"للأسف، فقدنا جندياً هذا الصباح"، مضيفاً:"كانت هناك عبوة مزروعة على جانب الطريق. وكان الجندي ضمن دورية في البصرة". وأفاد الجيش البريطاني أن مدنيين عراقيين أُصيبوا كذلك في الانفجار الذي وقع في حي العشار جنوب شرقي البصرة. وبمقتل هذا الجندي البريطاني، يرتفع مجموع الجنود البريطانيين الذين سقطوا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في آذار مارس عام 2003، الى 131. وقُتل مئة في عمليات و31 في حوادث او نتيجة مرض أو لاسباب طبيعية. وينتشر حوالي 7100 جندي بريطاني في العراق، تحديداً في جنوب البلاد حيث يتعرضون باستمرار لهجمات من الميليشيات الشيعية.