سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحص ل "الحياة" : الأسد لا يعترض مبدئياً على المحكمة بل على بعض النصوص . لبنان : تراجع التفاؤل بعد التلويح بالعصيان والحريري لا يريد "الثأر" وجنبلاط ينتقد نصرالله
تراجعت موجة التفاؤل التي كان زوار رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري نقلوها عنه طوال الأسبوع الماضي، وسط الخشية من أن يكون ذلك انعكاساً لفشل الاتصالات الإقليمية المتسارعة من الرياض الى طهرانودمشق وغيرها من العواصم، في الاتفاق على مخرج للأزمة اللبنانية. ونقل رئيس الحكومة اللبنانية السابق الدكتور سليم الحص عن الرئيس بشار الأسد الذي التقاه أمس في العاصمة السورية، ان لا اعتراض لديه على قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه من"حيث المبدأ وان الاعتراضات تتعلق ببعض النصوص الواردة في مشروع إنشائها"كما قال الحص ل"الحياة". ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يزور سكرتير مجلس الأمن القومي في إيران علي لاريجاني دمشق، بعد زيارة يرجح ان يقوم بها الى الرياض، إثر المحادثات التي أجراها الأسد في طهران قبل يومين، في إطار المساعي الإيرانية - السعودية لدعم مخرج من الأزمة الحالية في لبنان. وانعكس تراجع موجة التفاؤل بمخرج من الأزمة بسبب مواقف أولها إعلان بري في تصريحات نسبت اليه ان لقاءه مع زعيم"تيار المستقبل"النائب سعد الحريري ليس قريباً، وان المعارضة تفكر بإعلان العصيان المدني إذا لم يأتِ الحل قريباً، مشترطاً حصول المعارضة على الثلث المعطل في الحكومة، في وقت كانت الاتصالات الجارية بين موفد من بري وآخر من الحريري تبحث في صيغة المخرج تمهيداً للقائهما. أما ثاني تلك المواقف فكان اتهام رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة""حزب الله" النائب محمد رعد البعض بتخريب المساعي الإيرانية والسعودية والروسية عبر تلقي الإشارات من الأميركيين راجع ص 7. في المقابل، اعتبر رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لمجلة حزبه"الأنباء"ان التحالف السوري - الإيراني"نال جرعة منشطة جديدة". وأشار الى"بعض القوى في الداخل التي تجاهلت في خطابها الإشارة الى المحكمة ذات الطابع الدولي يقصد الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله انتظاراً لقمة طهران"، قائلاً انه"بات في إمكانها اليوم إعلان موقفها بعدما حددت لها القمة مسار الأمور، ولنعرف ماذا سيجري في بيروت علينا ان نقرأ ماذا حصل في طهران". وكانت مصادر مطلعة في دمشق قالت ل"الحياة"ان الموقف الإيراني اقترب اكثر من موقف دمشق في الموضوع اللبناني"، وان طهران لن تذهب بعيداً من المصالح السورية في بحثها مع الرياض في حل للأزمة اللبنانية. وأكد الرئيس الحص الذي يجول اليوم على الرؤساء الثلاثة اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة، لوضعهم في أجواء محادثاته في دمشقوالرياض التي اجتمع فيها أول من أمس الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، انه أجرى"حواراً صريحاً مع خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأسد، تناول آخر التطورات في المنطقة والوضع في لبنان". وأكد الحص ل"الحياة"انه سأل الرئيس الأسد بصراحة عن صحة ما يقال عن انه ضد إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، فأجابه قائلاً:"أبدا، نحن مع إنشاء المحكمة ومع أي شيء يتفق عليه اللبنانيون، وان هناك اعتراضات في لبنان على بعض النصوص". وقال الحص عن موقفه من المحكمة:"أنا لم أكن ضد المحكمة لكن هناك ملاحظات أساسية على بعض النصوص، وأنا أسال الحكومة لماذا رفضت إعطاء الفرصة للوزراء لمناقشة مشروع المحكمة وسارعت الى تحديد جلسة بعد 48 ساعة على تسلمها مسودة المحكمة من الأممالمتحدة، بينما تبدي اليوم استعدادها لمناقشة هذه الملاحظات ولا تعترض على المطالبين بها؟". وتابع الحص:"الجميع في الحكومة وخارجها متفقون على مناقشة النصوص، فلماذا كانت العجلة في إقرار مشروع المحكمة؟". وعن الوضع الحكومي قال:"لا أتوقف عند الكلام الذي يقال عن لا شرعية الحكومة ولا دستوريتها، إنما أسأل هل الوضع الحكومي صحي وسليم، وإذا كان الجواب بالإيجاب فلماذا هذه المشكلة إذاً؟". الحريري وفي لندن حيث أحيا"تيار المستقبل"الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الحريري شدد النائب سعد الحريري في رسالة هاتفية الى الاحتفال الذي أقيم للمناسبة، على أهمية قيام المحكمة ذات الطابع الدولي"لمحاسبة كل المتورطين بعيداً من أي ثأر او انتقام". وقال ان"رسالة تيار المستقبل هي رسالة الحوار والتصدي والحرية والديموقراطية والعدالة التي طالما ننشدها من أجل لبنان، ومن أجل توقيف مسلسل الاغتيالات التي طاولت شخصيات لبنانية رفيعة في الفترة الأخيرة". من جهة ثانية استغربت مصادر في الأكثرية تهديد الرئيس بري بالعصيان المدني ولو كان من باب الاشارة الى ان المعارضة تدرس هذا الخيار وانه لا يعرف الى متى يمكنه لجم هذا التوجه، ازاء رفض الاكثرية صيغة للحكومة على قاعدة 19 - 11 وذكرت المصادر ان موقف بري كرئيس للمجلس النيابي يدعو الى التساؤل. كما سألت هذه المصادر:"كيف يقول الرئيس بري انه لم يقرأ مشروع المحكمة بتمعن ثم يقول ان لديه ملاحظات عليه؟". وفي باريس الحياة، اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان"الخلافات، لسوء الحظ، تهدد لبنان مجددا، وتصاعد التوترات في المنطقة يعزز الانقسامات الداخلية ويوقظ التدخلات الخارجية، ومع انه لا احد يريد العودة الى هذا الكابوس، فان كل العوامل متوافرة للانزلاق من جديد الى الهاوية اذا لم يتيقظ اللبنانيون". ودعا شيراك في كلمة في"معهد العالم العربي"احياء لذكرى سنتين على اغتيال الحريري، جميع اللبنانيين الى التوحد حول مصالح بلدهم العليا، مؤكدا ان"لبنان ليس وحده، وفرنسا تربطها به علاقة استثنائية ستستمر في كل الظروف".