اكدت سورية وايران دعمهما لحكومة العراق ووحدته الوطنية واستقلاله ودعتا الى "انسحاب قوات الاحتلال" من هذا البلد "والحفاظ على الهوية العربية والاسلامية للعراق"، وشددتا على "ضرورة تعزيز الوحدة والوفاق الوطني اللبنانيين بناء على ما يتوافق عليه كل اللبنانيين بما يضمن امن واستقرار ووحدة هذا البلد" وعلى"حق الشعب اللبناني في مقاومة الاعتداءات الصهيونية واستعادة كل اراضيه المحتلة"، كما رحبتا باتفاق مكةالمكرمة بين الاطراف الفلسطينيين معلنتين"دعمهما لوحدة الشعب الفلسطيني وحق العودة لكل اللاجئين واقامة حكومة فلسطينية مستقلة". واشار بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى طهران التي استغرقت يومين، الى"اهمية تعزيز وتعميق علاقات الصداقة والاخوة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين". واكد"حق ايران الكامل في امتلاك دورة الوقود النووي ووجوب تولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهمة التعاطي مع الملف النووي الايراني"، وقال ان"حل هذا الملف يجب ان يجري بالطرق الديبلوماسية والتفاوضية من دون اي شروط مسبقة". ودعا البيان الى"شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشامل"مناشدا المجتمع الدولي التنبه الى التهديد الذي يشكله السلاح النووي"للكيان الصهيوني على السلام والامن الاقليميين والدوليين". واكد حق سورية في استعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران 1967. خامنئي والاسد وكان الاسد التقى في اليوم الثاني من زيارته مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي قال ان كلا من طهرانودمشق"تشكل عمقا استراتيجيا للاخرى"، واصفا العلاقة بين البلدين بأنها"من اقدم وافضل العلاقات بين دولتين في المنطقة"، وداعيا الى تعزيز وتوسيع هذه العلاقات"بشكل مطرد". واعتبر خامنئي ان"تبادل الزيارات والمشاورات بين مسؤولي البلدين تساهم في تقوية اسس العلاقات الايرانية السورية". ووصف اوضاع المنطقة بأنها"معقدة"معتبرا ان"الحقائق الاقليمية تشير الى ان الخاسر الاول فيها ستكون جبهة الظلم والاستكبار بقيادة اميركا واتباعها". وفي تقويمه لأوضاع العراق اعتبر خامنئي ان"الاهداف الاميركية في العراق لم تتحقق، وما من اشارات الى امكان تحققها ايضا"، مضيفا"يجب على ايران وسورية الى جانب دعمهما لحكومة المالكي والارادة الحقيقية للشعب اللبناني، بذل كل جهودهما لمواجهة مؤامرة اشعال الحرب المذهبية في العراقولبنان". وثمّن الدور السوري"في التقريب بين الفصائل الفلسطينية ومنع استمرار الاشتباك بينها"، مشددا في الوقت نفسه على"ضرورة استمرار التنسيق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وسورية لحل مشاكل المنطقة". وانتقد المرشد الايراني الهجوم الذي يشنه المسؤولون الاميركيون ووسائل الاعلام الغربية على ايران معتبرا ان"هذا الضجيج حرب نفسية، وهم يسعون لإضعاف روحية الشعب الايراني الذي رد عليها بالمشاركة الواسعة في تظاهرات ذكرى انتصار الثورة". من جهته، وصف الرئيس الاسد خلال لقائه خامنئي، زيارته الى طهران والمباحثات التي اجراها والاتفاقات التي وقعت بأنها"جيدة جدا وتشكل ارضية للمزيد من توسيع العلاقات بين البلدين". وفي اشارة الى اوضاع المنطقة وضرورة التعاون والتنسيق المستمر بين طهرانودمشق اتهم الاسد الولاياتالمتحدة ب"السعي الى اضعاف روحية الصمود لدى الشعوب والدول التي تقف في الجبهة المقابلة لها"، مشددا على"التنسيق الكامل"بين الدولتين اللتين قال انهما"صامدتان بقوة واقتدار على مبادئهما الاساسية"ومعتبرا ان اميركا"فشلت في الوصول الى اهدافها". واكد الرئيس السوري"دعم دمشق إرادة الشعب اللبناني في المسائل التي تخص لبنان"، مشددا على"ضرورة مواجهة مؤامرة الاعداء لاشعال حرب مذهبية في المنطقة خصوصا في لبنانوالعراق"، ورأى ان الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى دمشق ستساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين التي تأتي استكمالا للزيارة"الناجحة"التي قام بها الرئيس جلال طالباني الى سورية. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده الاسد مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، دعا دول المنطقة الى"الوعي بمشاريع الاعداء الساعين الى زرع الخلافات في العالمين العربي والاسلامي"، وقال ان زيارته اثمرت"وضع نقاط تنفيذية لما ورد في البيان"المشترك. واتهم الاسد قوى خارجية ب"العمل على تقسيم المنطقة وتحويل دولها وشعوبها الى دويلات طائفية متناحرة تؤدي الى انقسام العالم الاسلامي وبالتالي نجاح المشاريع التي خطط لها سابقا والتي فشلت في محاولاتهم السابقة". واعتبر نجاد من جهته ان"ايران وسورية بلدان قويان ومؤثران في كل المعادلات الاقليمية"، مضيفا ان"التنسيق والعمل المشترك على الساحة الاقليمية يشكلان ضمانة للحفاظ على مصالح المنطقة ومواجهة مؤامرات الاعداء"، ووصف العلاقات الثنائية بأنها"عميقة كثيرا وواسعة وأخوية وفي تقدم"، مشيرا الى ان"ايران وسورية تتحركان في جبهة مشتركة وتتشاوران في اهم مسائل المنطقة والعالم، ونحن ندعم سورية". واكد ان الاوضاع الحالية في فلسطينولبنانوالعراق"تستدعي التشاور اكثر من الماضي والتنسيق لمواجهة مشاريع الاعداء". واشار الى"تطابق"موقفي البلدين في التأكيد على وحدة الشعب العراقي ووحدة أراضيه واستقلاله وقيام حكومة عراقية، لان ذلك هو الطريق لخروج العراق من مشاكله وتعزيز ودعم الحكومة القانونية فيه". وشدد على ان الطرفين توافقا على"دعم جهود الفصائل الفلسطينية والحكومة الفلسطينية لتعزيز الوحدة الوطنية ودعمها للاستمرار على المبادئ والاسس التي قامت عليها". وفي الموضوع اللبناني، اكد الرئيس الايراني دعم الطرفين الكامل"لقيام الحكومة التي يستحقها الشعب اللبناني والمقاومة ومواجهة مؤامرة الاعداء في لبنان". ووصف التعاون الايراني السوري بأنه يصب"في صالح السلام والامن الاقليمي وحماية مصالح دول المنطقة"معتبرا ان بإمكانه"إزالة الكثير من المشاكل التي تواجهها الدول الاقليمية والاسلامية".