أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال محادثاته مع نظيره اليوناني كارلوس بابولياس في دمشق أمس أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط «يتطلب شريكاً من الطرف الإسرائيلي والتزاماً منه بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام»، مشيراً الى أن هذا «الشريك الإسرائيلي غير موجود حالياً». من جهته، أكد الرئيس بابولياس وجوب حل الخلافات ب «الحوار وليس فرض الأمر الواقع»، مشيراً الى أن «السلام الحقيقي» لن يتحقق في الشرق الاوسط «ما لم تحترم كل الأطراف قرارات مجلس الأمن ويتم ارجاع الجولان» إلى سورية. وكان الرئيسان الاسد وبابولياس أجريا أمس محادثات في حضور كبار المسؤولين السوريين بينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، ذلك بعد اجراء مراسم استقبال رسمية للرئيس اليوناني في اول زيارة له الى دمشق منذ أربع سنوات. وتستمر الزيارة ثلاثة أيام، اذ من المقرر أن يعقد منتدى اقتصادي مشترك اليوم قبل توجه بابولياس الى حلب في شمال البلاد. وقال الأسد في بيان صحافي إن المحادثات كانت «ايجابية وبناءة تعكس عمق التفاهم الذي يجمع بين البلدين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، واتفقتا على تعزيز التشاور على مختلف المستويات بين المسؤولين في البلدين بخاصة في ظل تسارع الأحداث في المنطقة والعالم». وزاد: «قدمت خلال اللقاء شرحاً عن رؤية سورية لتطورات الأوضاع في المنطقة، وأكدنا ضرورة تضافر الجهود الدولية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ودعم عملية المصالحة الوطنية في العراق». وعن عملية السلام، قال الرئيس الاسد إن المحادثات أظهرت «تطابقاً في وجهات النظر حول ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل المبني على قرارات الشرعية الدولية، والتي تؤكد عدم جواز استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وفي مقدمها الجولان السوري المحتل». وأشار الى «التأكيد على أن تحقيق السلام يتطلب شريكاً من الطرف الإسرائيلي والتزاماً منه بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام وهذا الشريك الإسرائيلي غير موجود حالياً». واذ تطرقت المحادثات السورية - اليونانية الى القضية القبرصية، تضمنت الإعراب عن «الاهتمام البالغ بإيجاد حل لهذه المشكلة»، ذلك أن دمشق تحظى بعلاقات جيدة مع تركيا. وأوضح الاسد أن المحادثات تناولت أيضاً «أهمية الارتقاء بالعلاقات العربية - الأوروبية وضرورة تعزيز التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا على كل المستويات والبناء على عمق الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية التي تجمع المنطقتين لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجههما وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بما ينعكس على أمن المنطقتين والعالم». من جهته، تحدث بابولياس عن «الصداقة» القائمة بين سورية واليونان التي تمتد الى «جذور عميقة في التاريخ»، مشيراً الى أن قمة أمس تضمنت «التأكيد على المستوى العالي الممتاز لعلاقتنا السياسية. كما بحثنا في امكان تعميقها أكثر فأكثر» بما في ذلك تنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والسياحية والثقافية «كي تصل الى المستوى العالي في العلاقات السياسية»، وخصوصاً في ضوء «الاصلاحات والتقدم المدهش الحاصلين بتوجيهات من الرئيس الاسد» والموقع الجغرافي لسورية. وزاد الرئيس اليوناني أن «المبدأ الأساسي الذي لا مفر منه هو أن يتم حل كل الخلافات بواسطة الحوار على اساس قرارات الاممالمتحدة وليس عن طريق فرض القوة الفجة أو العنف الفج، والاعتراف بالأمر الواقع»، لافتاً الى أن ذلك «ينطبق على المشكلة الفلسطينية وعلى المشكلة القبرصية». ورأى أن «السلام الحقيقي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إذا لم تحترم كل الاطراف وتوافق على قرارات مجلس الامن مع إرجاع مرتفعات الجولان الى سورية التي تتبع لها».