لقد أثبت سلوك بعض شرائح المجتمع اللبناني أن التخلّف والجهل من سماتها، وأن الفوضى واللاانضباط والخروج عن القانون باتت أجزاء لا تتجزأ من حضورها الاجتماعي والسياسي والثقافي. إذ لا تمرّ مناسبة، كاحتفال أو مهرجان أو خطاب أو كلمة، إلا ويشعلون الدنيا رصاصاً كثيفاً من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"اللاشرعية"وصولاً إلى إلقاء القنابل الصوتية"الممنوعة"، في المدن والبلدات والقرى والأحياء المكتظة بالسكان كأنهم يتعمدون التعبير بوضوح عن حمايتهم... وقبل كل شيء استفزاز وقهر من يعارضهم. كل مرة يسقط جرحى وأحياناً قتلى جرّاء الرصاص الطائش ناهيك عن الأضرار المادية والهلع الذي يسيطر على المواطنين مخافة تعرضهم للإصابة أو ممتلكاتهم للضرر، فهؤلاء المتخلفون الجهلة لم يرتدعوا حتى الآن على رغم تكرار مناشدة زعمائهم لهم بضرورة الإقلاع عن هذه الممارسات التي لن تجلب لهم ولقيادتهم السياسية سوى الأذى المعنوي ولن تعكس سوى الانحطاط الأخلاقي، لكنهم لا يأبهون لا لاحتجاج المواطنين ولا لاستنكار مرجعياتهم ولا لتمنيات المجتمع المدني ولا لمناشدة زعمائهم السياسيين ولا لتحذيرات المراجع الأمنية والقضائية، لا بل يصرون على التأكيد أنهم زمرة متخلفة بلا ثقافة تجهل التصرف ولو في الحد الأدنى لأبسط معايير التحضر الاجتماعي. على هذا يجب أن يصار إلى ردع هؤلاء الفوضويين الخارجين عن القانون، بالأساليب المناسبة ومن دون خطوط حمر. أيمن شحادة - بريد إلكتروني