أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش حال الطوارئ في ولاية كاليفورنيا غرب أمس، بما يسمح للوكالات الفيديرالية بتنسيق جهود الاغاثة للمناطق التي تواجه حرائق هائلة آخذة في الانتشار بسرعة، في وقت استجاب فيه البنتاغون طلب حاكم الولاية آرنولد شوارزنيغر وأرسل معدات جوية لمكافحة الكارثة. وجاء في بيان صدر عن المكتب الصحافي للبيت الابيض، إن اعلان الرئيس حال الطوارئ سيسمح للوكالة الفيديرالية لإدارة الطوارئ بتنسيق"كل جهود الاغاثة"في المنطقة، لافتاً إلى أن اجراءات الحماية التي تعلن في حال الطوارئ ستطبق بتمويل فيديرالي يصل الى 75 في المئة. جاء ذلك بعدما أعلن شوارزنيغر حال الطوارئ في سبع مقاطعات في كاليفورنيا، بعدما شهدت الولاية أكبر حرائق أحراش على الإطلاق، ما استدعى إجلاء أكثر من ربع مليون من سكان المناطق المتضررة. ويكافح قرابة ستة آلاف من رجال الإطفاء لاحتواء 14 حريقاً مختلفاً تشتعل في 425 ميلاً مربعاً، من شمال لوس أنجلوس إلى جنوب شرقي مدينة سان دييغو، تساهمپالرياح القوية في سرعة انتشارها. وأعلنت وزارة الغابات والوقاية من الحرائق في كاليفورنيا، أن الحرائقپأتت على أكثر من 98 ألف هكتار، ودمرت العشرات من المساكن، واستدعت إجلاء أكثر من 265 ألف شخص من مناطقهم. ووصف شوارزنيغر الوضع قائلاً إنه:"وضع مأسوي وعصيب لكاليفورنيا"، معلناً حال الطوارئ في مقاطعات لوس أنجلوس، وأورانج، وريفرسايد، وسان برنادينو، وسان دييغو، وسانتا باربرا، وفينتورا. وحصل شوارزنيغر من وزارة الدفاع البنتاغون على معدات جوية لمكافحة الحرائق. وفي رسالة بعث بها الى وزير الدفاع روبرت غيتس، طلب شوارزنيغر إرسال"كل الوسائل الجوية المتوافرة لمكافحة الحرائق"، وفق ما جاء في بيان أصدره جهازه الاعلامي. وأوضح شوارزنيغر ان"امتداد الحرائق في جنوب كاليفورنيا، يجعل من الضروري الاستخدام الفوري لكل الوسائل المتوافرة، لمساعدتنا في هذا الوضع الطارئ". وفي بيان اصدره بعد ساعتين، أوضح شوارزنيغر ان ست طائرات في طريقها الى كاليفورنيا. ويجتاح اثنا عشر حريقاً كبيراً جنوب كاليفورنيا حيث تلقى اكثر من 250 الف شخص الأوامر بإخلاء منازلهم، خصوصاً في منطقة سان دييغيو القريبة من المكسيك، فيما أشارت تقارير إلى وفاة شخص وإصابة 18، بينهم خمسة رجال إطفاء. وقضت الحرائق على 27500 هكتار في بلدةپ"بكوويد"شمال لوس أنجليس، كما أجبرت 15 ألفاً من سكان سانتا كلاريتا والمناطق المحاذية على الفرار من وجه النار المتأجج. ويجاهد قرابة 1450 من رجال الإطفاء في مواجهة الحرائق التي تهدد 900 منشأة في ماليبو كانيون، التي تضم مساكن العديد من مشاهير هوليوود. وأشارت وزارة الغابات إلى أنها نجحت في احتواء 10 في المئة فقط من الحرائق هناك.پ تأتي هذه الحرائق بينما وضعت كاليفورنيا في حال تأهب لمواجهة الحرائق بسبب الرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي تشهده منذ آذار مارس الماضي. وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية الاميركية اشتداد سرعة الرياح، ما يهدد آلاف المنازل والممتلكات. وفي شمال شرقي سان دييغو، وفي مدينة رامونا تحديداً، أجلي جميع السكان البالغ عددهم 36 الفاً، بحسب ما اعلن مسؤول شرطة المنطقة فيليب برست.اما بالقرب من ساحل ماليبو، فدمرت النيران آلاف المنازل التي اخلي سكانها. تأتي موجة الحرائق الواسعة بعد اقل من ثلاثة شهور على موجة حر ضربت المنطقة وأدت الى اشتعال آلاف الهكتارات في كاليفورنيا واريزونا ونيفادا ونيومكسيكو واوريغون وغيرها. ويعتقد بأن هذه الموجة من الحرائق نجمت عن ماس كهربائي جراء سقوط أحد خطوط الضغط العالي في الرياح الشديدة.