اعتبر أطباء صينيون أن عشبة "ارتيميزيا أنوا" أفضل علاج للملاريا الذي يعتبر واحداً من أكثر الامراض قتلاً في العالم. واستُخدمت هذه العشبة التي تشبه أوراقها نبات السرخس في الطب الصيني، في لوفوشان جنوبالصين قبل أكثر من 1600 سنة، وتتميّز برائحتها القوية المنعشة. ولا أحد يعلم كيف اكتشف الصينيون قدرة هذه العشبة في العلاج، لكنّ الطبيب جي هونغ 283-363 ميلادية كان أول من تحدث عنها في كتابه عن طب الطوارئ، عندما كان راهباً تاوياً في هذه المنطقة الجبلية. وتستخرج من هذه العشبة مادة الارتيميسينين وهي مركب يحارب الملاريا ويستخدم في معالجة المرض المسبب للحمى والقيء والاسهال والانيميا وقلة التركيز والهذيان والتشنجات والغيبوبة. وتوصي منظمة الصحة العالمية الأطباء باستخدام الارتيميسينين مع أدوية أخرى أو أشكال العلاج القائمة على توليفات مركبات الارتيميسينين. كانت مادة الكينين المستخرجة من لحاء شجر الكينا في أميركا الجنوبية، التي تستخدم منذ أكثر من 160 سنة، العلاج الامثل حتى أول القرن الحادي والعشرين عندما حل الارتيميسينين محلها في تجربة جنوب شرقي آسيا للكينين والارتيميسينين المثيرة للجدل التي أجريت خلال العامين عام 2003 و 2005. وفي هذه التجربة الإكلينيكية الأكبر اطلاقاً على المرضى المصابين بملاريا حادة، قسّم الاطباء في الهند وبنغلادش واندونيسيا وميانمار، ألفي مريض مصابين بملاريا حادة الى مجموعتين، الاولى تعالج بالارتيميسينين والثانية بالكينين. وتوفي 20 في المئة من المرضى من المجموعة التي عولجت بالكينين في حين أن 15 في المئة توفوا من المجموعة التي عولجت بالارتيميسينين. وهذا يوضح أن الارتيميسينين هو الاختيار الامثل لعلاج الملاريا الحادة، بحسب المشرفين على التجربة. ومرض الملاريا يتسبّب بوفاة أكثر من مليون شخص سنوياً، وتحصل 90 في المئة من الوفيات في منطقة جنوب الصحراء الافريقية. وتجرى أبحاث مكثفة توصلاً الى دواء فاعل مضاد له. وما يزيد الحاجة العاجلة للتوصل الى علاج هو عدم وجود لقاح ضد"طفيل"الملاريا الذي أصبح يقاوم مواد معروفة مضادة للملاريا مثل الكلوروكين والبيريميثامين.