خرج آلاف الاتراك في تظاهرات جابت شوارع مدن اسطنبول وأنقرة وأزمير وبورصه أمس، للتنديد باغتيال الصحافي التركي الارمني الاصل هرانت دينك صاحب صحيفة "أغوس" الارمنية ورئيس تحريرها. وتوافد المئات على مبنى الصحيفة لتقديم العزاء والتوقيع على سجل التعزية الذي وضع عند باب مبنى الصحيفة. وعلق معزون صورة هرانت على صدورهم وانهمرت دموع آخرين رأوا أن اغتياله يستهدف حرية التعبير والديموقراطية في تركيا، ومحاولة للعودة إلى عهد اغتيال المثقفين والصحافيين على يد مجهولين في حقبة السبعينات والثمانينات، حيث عاشت تركيا توتراً سياسياً بين اليمين واليسار راح ضحيته عشرات الصحافيين اليساريين على يد متطرفين قوميين لم يقبض عليهم. وأصر زملاء هرانت في صحيفة"أغوس"على مواصلة العمل لإصدار العدد المقبل من الصحيفة والذي تعذر صدوره بسبب الاغتيال وكان يتضمن مقالاً ذكر فيه أنه تلقى تهديدات بالقتل وانه لا يشعر بالخوف باعتباره على ثقة بأن شعبه وأهله لن يتسببوا له في اي ضرر. ويؤكد في المقال اسفه على الحكم الذي صدر في حقه بالاساءة الى القومية التركية، مشيراً الى انه لم يقصد ذلك ابداً. وقال محامي هرانت دينك بولنت اردوغان ان الصحافي المغدور كان تقدم الى الشرطة قبل شهر ببلاغ عن تلقيه وعائلته تهديداً بالقتل، لكن البلاغ لم يلق أذناً صاغية لدى المسؤولين. في غضون ذلك، كثفت الشرطة التركية تحقيقاتها وعممت على وسائل الامن صورة للقاتل التقتطها عدسه كاميرا الامن. كما خصصت خطاً ساخناً لمن يملك أي معلومات عن الحادث. وندد بالاغتيال رؤساء الاحزاب التركية، بما فيها القومية، اضافة الى رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية التركية وقائد الاركان ورئيس البرلمان. وحذرت اوساط سياسية من استغلال الحادث لدعم اللوبي الأرمني في اوروبا وأميركا. وأعلنت الجماعة الارمنية في تركيا الحداد خمسة عشر يوماً وامتنعت عن التعليق على الحادث لتجنب إثارة حساسيات عرقية او اثنية، فيما صدرت الصحف التركية باللون الاسود حداداً على دينك واعتبرته شهيد الكلمة والحرية. وتقام جنازة هرانت في الكنيسة الارمنية في اسطنبول بعد غد الثلثاء بمشاركة شعبية ورسمية وأتباع الطائفة الأرمنية على حد سواء.