الكركديه نبات ينتمي الى الفصيلة الحماضية، أصله من مناطق أميركا اللاتينية، ومنها انتشرت زراعته في أصقاع العالم الأخرى، خصوصاً مصر والسودان. عرف الفراعنة الكركديه، فزرعوه واستعملوا أزهاره في وصفات علاجية متنوعة لمداواة أوجاع الرأس ولطرد الديدان البطنية. ويحضّر من أزهار الكركديه، منقوعاً يشرب ساخناً أو بارداً لأهداف علاجية وشفائية، وفي بعض أنحاء السودان التي يزرع فيها الكركديه على نطاق واسع، يستعان بأوراقه في إعداد طبق شعبي معروف يسمى"كرسوا"يعتبر من أشهى الأغذية. ويحتوي نبات الكركديه على مكونات كثيرة من بينها الغلوكوزيدات والكلوروفيل ومواد ملونة وأملاح أوكزالات الكالسيوم والفيتامين ث والفيتامين ب، إضافة الى باقة من المعادن يأتي في مقدمها الفوسفور والحديد والمغنيزيوم. ويضاف نبات الكركديه الى السلطات، ويمزج مع حساء السبانخ، كما يمكن أن يطبخ بالكريما أو الزبدة أو الزيت، وهناك من يتناوله مطبوخاً مع البيض. وطبعاً يجب أخذ الحذر من المبالغة في استهلاك الكركديه، نظراً الى غناه بأملاح الأوكزالات التي يمكن أن تسبب أزمة طارئة عند من يعانون من الحصيات والأملاح البولية. وكشفت الأبحاث الحديثة أن شراب الكركديه، يملك منافع طبية مهمة. فهو يفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، ويسهل من انسياب الدم في الأوعية أي يحول دون تكون الجلطات كما يفيد المشروب في تقوية عضلة القلب، وفي علاج التهابات الأعصاب، وداء الأسقربوط، وتصلب الشرايين. ويحتوي نبات الكركديه على مركبات قاتلة للجراثيم، ولهذا يوصى به لمكافحة الأمراض الميكروبية، خصوصاً تلك التي تهاجم المعدة والأمعاء. ويُنسب لشراب الكركديه فوائد أخرى كثيرة. فهو يستعمل كمنعش ومرطب للجسم في ساعات الحر العصيبة. كما يوصى بالشراب كفاتح للشهية، وهاضم للطعام، وكمليّن ومطهر للأمعاء، وكمدر للبول. وتعزى هذه الفوائد كلها الى غنى نبات الكركديه بالأحماض العضوية، مثل حامض الستريك وحامض الطرطريك وحامض الماليك. ويستعان بشراب الكركديه لعلاج بعض أمراض الصدر وفي داء الربو القصبي، وفي الالتهابات المفصلية. ولا تقتصر فائدة الكركديه على زهوره فقط، فالبذور أيضاً نافعة. إذ أفادت دراسة أنجزها باحثون من المعهد القومي المصري بأن بذور الكركديه تحتوي على مركبات طبيعية لها فوائد عدة. إذ كشفت ان هذه غنية بمضادات أكسدة معروفة، اسمها"غاما - توكوفيرول"التي أكدت الأبحاث أنها تلعب دوراً إيجابياً في تعزيز الخصوبة، ومكافحة العقم، وفي الوقاية من الأمراض السرطانية. وفي أبحاث أخرى مصرية قامت بها كلية العلوم في جامعة القاهرة، أكدت النتائج ان لأزهار الكركديه فائدة في قتل الميكروبات، كعصيات السل والعصيات القولونية، وغيرها من الجراثيم. ونذكر في الختام بعض المعلومات الإضافية حول الكركديه، هي: * ان مغلي الكركديه يمكن أن يضاف له مشروبات أخرى، مثل شراب الورد أو شراب التوت أو شراب الفراولة الفريز، ليعطي مزيجاً أكثر نفعاً وفائدة. * يدخل الكركديه في كثير من الخلطات الطبية لمعالجة الكثير من الأمراض خصوصاً القرحة المعدية. * يستعمل الكركديه لأغراض تجميلية عدة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تعجن الحناء بماء الكركديه بهدف إضفاء اللون الأحمر النبيذي إليها. * تعرف الكركديه بأسماء أخرى في بلداننا العربية مثل: الحماض الأحمر، الشاي الأحمر، القرقديب، الكركديب، الغجر، الجوكرات.