أمعنت اسرائيل في ارتكاب المجازر أمس من الجنوب الى البقاع الى الضاحية الجنوبية التي تعرضت احياء جديدة فيها للقصف للمرة الاولى، واوقعت عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، في حين اعترفت اسرائيل بمقتل ثلاثة من جنودها في مواجهات في منطقة بنت جبيل، وهدد رئيس وزرائها ايهود اولمرت بتوسيع العمليات قائلا ان لا حدود لتحرك الجيش الاسرائيلي في لبنان. وتعرض مساء امس حي الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الاولى لغارات الطيران الحربي التي أوقعت عشرات الضحايا أحصي منهم 8 قتلى و10 جرحى حتى المساء. والحي لا يزال يقطنه العديد من اللبنانيين ومنهم من كان نزح اليه من مناطق أخرى. واستهدف القصف محيط شارع عبدالكريم الخليل وجامع الحجاج ومبنى مدرسة في شارع أسعد الأسعد. ومنذ ساعات الفجر الأولى استهدفت اسرائيل معظم القرى الجنوبية بقصف تدميري لبلدات أقضية بنت جبيل، صور، النبطية، صيدا، أدت الى محاصرة المحاصرين في القرى مرة اخرى تحت الركام، أمواتاً. ودكّت البوارج الحربية والطائرات 4 أبنية في بلدة الغازية القريبة من صيدا مخلفة 12 شهيداً رفعت 8 جثث منهم من تحت الأنقاض. وتزدحم بلدة الغازية بالنازحين من أقصى الجنوب. وفي بلدة الغسانية ايضاً، أغارت الطائرات الاسرائيلية على احياء سكنية، ما أدى الى استشهاد 7 مواطنين و4 في بلدة كفرتبنيت في قضاء الزهراني الذي بقي بمنأى عن القصف حتى قبل 3 ايام وهو شمال الليطاني. وفي بلدة حاروف استشهدت طفلتان شقيقتان وأم وطفلتها. وأدى انهيار مبنى على 5 مدنيين في مدينة صور الى استشهادهم. وكان المنحى التصعيدي للحرب المفتوحة على لبنان، أدى الى تصاعد المواجهات في القرى الحدودية بين مقاتلي"حزب الله"والقوات الاسرئيلية التي استخدمت المدفعية بكثافة قل نظيرها على بعض القرى، ما أدى في بلدة حولا التي يسعى الاسرائيليون الى التقدم فيها من دون جدوى، الى تدمير ملجأ يختبئ فيه 60 شخصاً، تمكنت فرق الاغاثة من انقاذهم، وقتل منهم شخص واحد وجرحت امرأة. وفي الضاحية الجنوبية دمر القصف المزيد من الأبنية نهاراً حيث استشهد مدني وجرح عدد من المواطنين بعضهم كان يتفقد منزله الذي نزح منه. وطاول القصف الاسرائيلي أعالي جبل لبنان، فاستهدف طريق غابة أرز الباروك في الشوف للمرة الأولى. وقصف الطيران طرقاً جديدة في البقاعين الاوسط والشمالي لقطع الطريق بين بعض المناطق والاراضي السورية. واستمرت المواجهات في محيط حولا وبنت جبيل وعيترون والعديسة وعيناتا. واعترف الجيش الاسرائيلي باصابة 5 عسكريين بجروح قرب حولا ومقتل جندي وجرح 3 في بنت جبيل، فيما قال"حزب الله"ان عدد قتلى الجيش الاسرائيلي بلغ سبعة. واستهدف الحزب شمال اسرائيل فقصف صفد وكريات شمونة وقواعد عسكرية في مستعمرات، وأشارت المصادر الاسرائيلية الى اصابة شخص بجروح. وفي اسرائيل، اعلن الجيش امس ان اسقط طائرة استطلاع من دون طيار ل"حزب الله"فوق شمال اسرائيل، في وقت اعتبر اولمرت انه ليس هناك حدود لتحرك الجيش في لبنان وان الهجوم الحالي سيستمر. وقال ناطق باسم الجيش"لقد اسقطنا اليوم امس طائرة استطلاع تابعة لحزب الله". واضاف ان"انظمة رادار سلاح الجو رصدت طائرة استطلاع أتت من لبنان وقبل ان تجتاز الحدود قامت مقاتلات اسرائيلية باسقاطها فوق البحر على علو منخفض". واوضح ان"سفنا تابعة للبحرية جمعت حطام الطائرة". وكان"حزب الله"ارسل طائرات تجسس من دون طيار حلقت فوق اسرائيل في السابق، كان آخرها في نيسان ابريل 2005 عندما حلقت طائرة فوق منطقة الجليل الغربي في أقصى شمال اسرائيل قبل عودتها الى الاراضي اللبنانية. وقال أولمرت وفقا لبيان اصدره مكتبه، خلال زيارة الى المقر العام للمنطقة العسكرية الشمالية في صفد في الجليل الاعلى"لا حدود لتحرك الجيش. وغالبية البلاد تساند العملية وهي مستعدة لان تتحمل ثمنها". واضاف متوجها الى ضباط الجيش الذين التقاهم"انني امنحكم كل ما تحتاجون اليه من وسائل واؤكد لكم دعمي الكامل. ولن نتوقف". وزاد"علينا ان نضع حدا لعمليات اطلاق صواريخ حزب الله. من غير المقبول ان يعيش مليون شخص في شمال اسرائيل في الملاجىء". واعلن الجيش الاسرائيلي من جهة ثانية، انه فرض حظر تجول بعد العاشرة ليلا على السكان اللبنانيين المقيمين جنوب نهر الليطاني. وقال مصدر عسكري انه"وحتى اشعار آخر، ينبغي ان لا يتنقل اي من سكان المنطقة الواقعة الى الجنوب من الليطاني بعد الساعة 19.00 بتوقيت غرينيتش"، اي العاشرة مساء. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس بان اسرائيل ستوسع هجومها البري في لبنان في غضون ايام اذا اخفقت الجهود الديبلوماسية الرامية لانهاء القتال في تحقيق تقدم. وقال في تصريحات"اصدرت أمراً مفاده انه اذا لم تتوصل العملية الديبلوماسية خلال الايام القادمة الى نتيجة ناجحة فان القوات الاسرائيلية ستنفذ العمليات اللازمة للسيطرة على مواقع اطلاق صواريح كاتيوشا في اي مكان كانت". وادلى بيريتس بهذه التصريحات امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست بعدما زار هو وأولمرت موقعا للجيش بالقرب من الحدود اللبنانية، وقبل ان يبدآ مشاورات امنية وزارية، علما ان اي قرار بهذا الخصوص يحتاج الى موافقة الحكومة المصغرة للشؤون الامنية. وقالت مصادر سياسية في وقت سابق أن بيريتس طالب بتوسيع التوغلات البرية باتجاه نهر الليطاني في جنوبلبنان في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة حزب الله اللبنانية أمس الاحد والذي أدى الى مقتل خمسة عشر شخصا في اسرائيل. وقال التلفزيون الاسرائيلي ان رئيس الاركان الجنرال دان حالوتس عدل عن معارضته توسيع الهجوم البري وابلغ اولمرت لدى زيارته مقر قيادة المنطقة الشمالية انه يؤيد توسيع الهجوم البري. كما سمع اولمرت طلب ضباط في الاحتياط توغل الجيش الى الليطاني. وابدى وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر حماسة لهذا التوغل وحمل قيادة الجيش مسؤولية التأخير في تقديم مثل هذا الطلب الى الحكومة. وفي المقابل دعا الميجر جنرال احتياط دان روتشيلد الى"الحذر الشديد من التحمس للتوغل حتى نهر الليطاني"، وقال ان"مثل هذا التوغل لن يحصل خلال يومين او ثلاثة، ولن يكون سهلا مثلما كان في 1982، وكلنا نلمس كفاءات حزب الله العالية، ثم ان الوصول الى الليطاني لن يحول دون قصف اصبع الجليل بصواريخ حزب الله من مناطق جنوب الليطاني".