العين هي مصباح الإنسان ومنارته الى العالم المحيط به فلولاها لعاش في ظلام دائم. والعين كغيرها من اعضاء الجسم، معرضة لمشاكل صحية خاصة بها، ولأمراض تقع في مواضع اخرى في الجسم، وفي ما يأتي نناول اهم هذه المشاكل والأمراض. الرمد الربيعي: وهو مرض ناتج عن تحسس ملتحمة العين بمؤثرات خارجية غالباً ما تكون مجهولة الحسب والنسب. لكن الشيء المعروف ان هذا الداء منتشر في المناطق الحارة حيث يكثر الغبار والأتربة، خصوصاً في فصلي الربيع والصيف. والذكور هم اكثر إصابة من الإناث بهذا المرض، وبعض الأشخاص يملك استعداداً وراثياً. ويتظاهر مرض الرمد الربيعي بعوارض مختلفة هي: - الشعور بجسم غريب في العين. - خروج مفرزات مخاطية على شكل خيوط لزجة. - احمرار العينين. - زيادة افراز الدمع. - الانزعاج من الضوء. - الحكة والحرقة الشديدتين في العينين. - انتفاخ الجفون. يعالَج مرض الرمد الربيعي بالابتعاد عن الأسباب المثيرة للحساسية وعمل كمادات باردة توضع على العين، وقد يتطلب الأمر الاستنجاد بقطرة عينية مضادة للهستامين تستعمل فترة طويلة نسبياً. اما اذا كان مرض الرمد شديداً فقد يصف الطبيب قطرات الكورتيزون لفترة معينة وفقاً لتعليمات محددة يجب التقيد بها بصرامة. التهاب الملتحمة بالميكروبات، وهناك نوعان رئيسيان لهذا الالتهاب: 1- التهاب الملتحمة الفيروسي، ويبدأ عادة في عين واحدة، لكنه قد يجد طريقه الى العين الأخرى، ويتظاهر هذا الالتهاب على الشكل الآتي: - طرح مفرزات مائية صافية من العين. - الانزعاج من الضوء. - احمرار العين. - الهيجان والحرقة وانتفاخ العين. ان معالجة التهاب الملتحمة الفيروسي تتم بوضع كمادات باردة للتخفيف من وطأة العوارض. وإذا كانت المظاهر مزعجة فيمكن وضع قطرات الكورتيزون بإشراف طبي. ومن المهم التذكير هنا بضرورة عدم استعمال القطرات الحاوية على المضادات الحيوية لعدم جدواها. 2- التهاب الملتحمة الجرثومي، ويفصح هذا الالتهاب عن نفسه بالعوارض والعلامات الآتية: - إفرازات لزجة من العين تؤدي الى التصاق الجفنين صباحاً. - احمرار بياض العين. - تورم الجفنين. - استمرار انهمار الدموع. - التهيج في العين. - الإحساس بوجود رمل في العين. ان مداواة التهاب الملتحمة الجرثومي تعتمد على وصف القطرات الحاوية على المضادات الحيوية، اضافة الى المراهم العينية، وإذا كان الالتهاب قوياً فقد يلجأ الطبيب لإعطاء المضادات الحيوية من طريق الفم. يتم الشفاء عادة خلال اسبوع على الأكثر، على خلاف التهاب الملتحمة الفيروسي الذي يتطلب فترة اطول تصل الى ثلاثة أو أربعة اسابيع. اما في ما يخص التصاق الجفنين صباحاً فإن استعمال القطن المبلل بالماء الدافئ كفيل بإزالة الالتصاق. احمرار العينين: إضافة الى الأمراض المذكورة اعلاه، هناك اصابات اخرى تقف وراء احمرار العين مثل امراض الجفنين، وأمراض القرنية، ودخول اجسام غريبة الى العين، وارتفاع ضغط العين المياه الزرقاء، والرضوض العينية، والتهاب بياض العين، والتهاب القزحية. إن علاج احمرار العين يتوقف على السبب الذي ادى إليه، والمهم عدم إهمال الاحمرار لأنه قد يكون الناطق الرسمي لبعض الأمراض الخطرة التي يمكن ان تقود الى العمى في حال عدم مداواتها في الوقت المناسب. تقرّح القرنية، لسبب أو لآخر قد تتعرض قرنية العين للتقرح الذي يسبب ألماً حاداً لا يطاق. ان مستعملي العدسات اللاصقة هم اكثر الناس تعرضاً للتقرح. ان تدبير تقرح العين يجب ان يجرى بعناية فائقة لئلا يمتد في العمق فتكون العاقبة وخيمة. إذا كان التقرح ناتجاً من دخول مادة كيماوية فمن الضرورية غسل العين بكميات كبيرة من الماء. شعيرة الجفن: وهي عبارة عن انتفاخ غير مؤلم في الجفن سببه انسداد احدى الغدد الدهنية التي تنتمي الى اهداب العين. وقد تكون الشعيرة كبيرة أو صغيرة، والأخيرة تزول عادة تلقائياً خلال 24 الى 48 ساعة، ومن الممكن التعجيل في ذهابها بوضع كمادة من الماء الدافئ مرتين الى ثلاث مرات يومياً. اما في حال الشعيرة الكبيرة الحجم، او في حال استمرار الشعيرة الصغيرة فإن مشورة الطبيب ضرورية لإعطاء العلاج المفيد. شحاد العين. وهو عبارة عن تورم قيحي مؤلم يظهر بالقرب من اهداب العين فوق حافة الجفن، وسبب التورم ميكروبة تضرب جذر شعرة الهدب، فيظهر على اثر ذلك نتوء احمر مؤلم عند اللمس. يعالج الشحاد بالمراهم المضادة للجراثيم، والمهم عدم محاولة عصر الشحاد، بل يجب تركه ينفتح من تلقاء نفسه، وإذا تكرر ظهور الشحاد فإن الطبيب قد يعمد الى وصف المضادات الحيوية من طريق الفم. انتفاخ تحت العين: وهو اصابة شائعة سببها احتباس السوائل في انسجة العين والمنطقة المحيطة بها، ويلعب الإرهاق الناتج من كثرة السهر أو الجلوس الطويل امام شاشة الكومبيوتر دوراً بارزاً في حدوث انتفاخ تحت الجفن، ايضاً فإن تكدس الشحم قد يكون من الأسباب المؤدية إليه الانتفاخ، ولا يجب تجاهل العامل الوراثي فهو يشجع على الإصابة بالانتفاخ. ان الوقاية من الانتفاخ تحت الجفن تتم اولاً بأول بالنوم الكافي والامتناع عن السهر، أو الجلوس طويلاً امام شاشة الكومبيوتر. ويمكن التخفيف من حدة الانتفاخ، باستعمال شرائح الخيار المثلج أو قطعة قطنية مبللة بماء مثلج توضع على العين. وإذا ظل الانتفاخ تحت الجفن عاصياً فمن الواجب استشارة الطبيب. في الختام، لا بد من التنويه بمسألة مهمة جداً وهي ضرورة التغذية الجيدة لما لها من انعكاس طيب على الصحة عموماً وصحة العين خصوصاً، وقد افادت دراسة نشرت اخيراً في مجلة التغذية السريرية الأميركية، ان الذين يكثرون من تناول اغذية ذات مشعر سكري عال بطاطا، رز ابيض، شعيبيات، بقلاوة، خبز ابيض، معكرونة... هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بداء اللطاخة الصفراء الاستحالي في العين الذي يعد السبب الأول لفقدان النظر عند من تجاوزوا الخمسين من العمر.