المشكلة التي تعوِّق المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا هي ان صلاحيات رئيس المفوضية الأوروبية، مقيدة، بينما الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، المرشح لمنصب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، لا يملك سلطات في الوقت الراهن، لأن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من اعتماد الدستور الذي يجعله اتحاداً سياسياً الى اليوم. وتشبه مفاوضات التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي، في مجال الطاقة، محادثات بين أصم وأبكم. فما يقترحه الاتحاد الأوروبي يخدم مصلحة المستهلك، في المرتبة الأولى، بينما تسعى روسيا الى تحقيق مصلحتها كمنتج ومصدر للنفط والغاز. والسبب أن الأوروبيين لا يرغبون في تعاون متكافئ مع موسكو هو خوف الاتحاد الأوروبي من الوقوع في شرك الارتهان لروسيا. ويطلب الاتحاد الأوروبي من روسيا اعتماد المعايير الأوروبية في ميادين الاقتصاد والقضاء والمجتمع المدني. ويريد الغرب أن يتعامل مع موسكو طرفاً في شراكة، وليس في مصاف الدول الأوروبية، على شاكلة شراكته مع الجزائر ومصر والمغرب وكأن روسيا ليست في أوروبا. ولا يريد الاتحاد الأوروبي الوقوع في إسار التبعية الاقتصادية لبلد غير ديموقراطي. وعليه، يرى ضرورة أن عليه حمل روسيا على الديموقراطية. والحق أنه حان للطرفين بلوغ حلول مقبولة يرتضيانها. ولكن ينبغي عليهما أن يبحثا عن حلول كهذه بناءً على منطق التوافق العلمي والمصلحي. عن الكسندر رار، "روسيسكايا غازيتا" الروسية . 26/5/2006