في مواجهة مرتقبة تتطلع لها كل الانظار، ليس الجماهير السعودية وحدها فقط، بل حتى جماهير اسبانيا وكرواتيا، وقبلهم انصار المنتخب التونسي، يلتقي مساء اليوم المنتخب السعودي الاول لكرة القدم بنظيره المنتخب البلجيكي، في لقاء ودي سيكون زورق النجاة الذي ينشده مدرب المنتخب السعودي البرازيلي باكيتا لانقاذه من الانتقادات التي يواجهها من الشارع الرياضي السعودي. انظار الجماهير السعودية ستكون موجهة للتشكيلة التي سيدخل بها باكيتا المباراة، خصوصاً انه عجز عن تحقيق أي فوز منذ تسلمه الاشراف على تدريب المنتخب السعودي، خلفاً للارجنتيني كالديرون، باستثناء مباراة اليمن في افتتاح مباريات التصفيات الآسيوية. مواجهة الليلة ستكون بمثابة اختبار للاعبي المنتخب السعودي ومحك حقيقي لمعرفة الوضع الذي سيكون عليه المنتخب، خصوصاً ان الخصم اليوم ليس من الفرق الضعيفة، ولن يكون بأي حال من الاحوال أقل من المنتخب البرتغالي الذي خسر"الأخضر"مواجهته بثلاثية نظيفة، مع الاخذ بفارق الاسماء بين المنتخبين التي تقف في صف لاعبي البرتغال. يدخل المنتخب السعودي هذا اللقاء بعد اقل من اسبوع من بدء معسكره في هولندا الا ان ذلك لن يكون عائقاً في ظل وجود انسجام، كون التشكيلة التي سيلعب بها باكيتا معتادة على بعضها البعض في ظل استيعاب اللاعبين لمنهجية باكيتا. ومن المؤكد ان المدرب البرازيلي سيأخذ في الاعتبار عامل انخفاض المستوى اللياقي لعدد من اللاعبين الذين لم تشارك فرقهم في جولات"المربع الذهبي"في الدوري السعودي في وضع التشكيلة الخاصة بهذا اللقاء، والذي يتوقع الا يكون مختلفاً كثيراً عن مواجهة البرتغال، مع دخول بعض الاسماء كحسين عبدالغني الذي سيحل بديلاً عن محمد مسعد المصاب، ولذلك يتوقع ان يتجه باكيتا للعب بطريقة 4-5-1، وهي ربما الطريقة التي يرى انها تناسب المنتخب السعودي، الامر الذي لن يكون خافياً على باكيتا هو متابعة الجماهير السعودية لهذا اللقاء وهي قد تكون على اتم الاستعداد للتنازل عن قناعتها بالبحث عن الفوز مقابل تقديم اداء جيد، يدخل في قلبها الطمأنينة. المنتخب السعودي قادر على تحقيق ذلك بفضل الاسماء التي يملكها، وفي المقابل نجد ان الخصم اليوم منتخب من اقوى المنتخبات الاوروبية، ولا تزال جماهيره تتذكر المرارة التي جرعها لهم السعوديون في عام 94 في اول وآخر لقاء جمع المنتخبين، وانتهى لمصلحة السعودية بهدف سعيد العويران. ويندرج هذا اللقاء بالنسبة للمنتخب البلجيكي كلقاء مبرمج لهم للاعداد للغرض نفسه، بدليل ان مدربه استدعى قائمته الاساسية وهو يسعى جاهداً لتحقيق الفوز، ويلعب المنتخب البلجيكي بطريقة 4-4-2 شأنه شأن الكثير من المنتخبات الاوروبية، ويعتمد اداؤه على اللعب الرجولي مستفيداً من قوة لاعبيه الجسمانية. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يكون هذا اللقاء بداية للرضا الجماهيري ام عودة لاسطوانة ضم وابعاد لاعبين آخرين؟!