عقد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أمس في مقر إقامته في هونغ كونغ، مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يزور منطقة شرق آسيا حالياً، اجتماعاً ثنائياً مغلقاً، بحثا خلاله في القضايا العربية والإسلامية. كما تناولت المحادثات العلاقات الثنائية ومسارات تعزيزها. وأقام ولي العهد مأدبة غداء للرئيس اليمني والوفد المرافق. من جهة أخرى، يبدأ الأمير سلطان اليوم زيارة رسمية لسنغافورة، المحطة الثانية من جولته الآسيوية التي بدأها باليابان الأسبوع الماضي، وتنتهي بباكستان الأسبوع المقبل. وأعلنت حكومة سنغافورة ترحيبها الحار بزيارة الأمير سلطان التي تستمر ثلاثة أيام، مشيرة إلى طموحها إلى بناء شراكة استراتيجية طويلة المدى في كل المجالات. ومن المنتظر أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقات عدة، معظمها في المجال الاقتصادي، إضافة إلى تبادل الوثائق الرسمية لدخول الاتفاق العام بين البلدين حيز التنفيذ، وهو الاتفاق الذي يوسع قاعدة العلاقة الثنائية، وينقلها من دائرة الاقتصاد فقط إلى التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليم والبحث العلمي 500 طالب سنوياً، والنشاطات الرياضية، وغيرها. ويجري ولي العهد محادثات موسعة مع رئيس الوزراء السنغافوري لي سيانغ لونغ، تتناول عرض مواقف البلدين ووجهات نظرهما تجاه القضايا السياسية إقليمياً ودولياً، إضافة إلى التركيز على زيادة التعاون الثنائي. كما يلتقي الأمير سلطان رئيس الجمهورية أس آر ناثان، ومؤسس سنغافورة الحديثة الوزير الناصح في الحكومة لي كوان يو، ووزير الدفاع تيو شين هين. وبحسب مصادر رسمية في البلدين، ستضع زيارة ولي العهد السعودي العلاقات الثنائية في مستوى يتناسب مع دورهما الفاعل في حركة الاقتصاد الإقليمي والعالمي. إذ يمتلك البلدان مزايا استراتيجية سياسياً واقتصادياً، يسعيان إلى توظيفها بما يخدم مصالحهما الوطنية وخططهما المستقبلية الطويلة المدى، إسهاماً في الاستقرار الدولي. ويصف السنغافوريون بلادهم بأنها"دولة في مدينة"، بينما توصف السعودية بكونها"قارة في دولة"، وعلى رغم هذه المفارقة، فإن اقتصادي البلدين يعتمدان على بعضهما بعضاً، بما يتناسب مع حجم كل سوق ونقاط قوتها. وبلغة الأرقام، فإن الميزان التجاري تميل كفته في شكل كبير لمصلحة السعوديين، اذ تبرز بلادهم في المركز الثاني لأكبر شركاء سنغافورة التجاريين، ويحتلون المركز الأول في الصادرات إليها. وسنغافورة تعد الزبون الاول بين مجموعة"الآسيان"في استيراد النفط السعودي الخام، وهي ثاني أكبر مصدر للسوق السعودية بعد إندونيسيا. وبلغت فاتورة الصادرات السعودية إلى سنغافورة في العام الماضي ما مجموعه 6.15 بليون دولار، فيما بلغت واردات السوق السعودية من سنغافورة 358 مليون دولار فقط. وبحسب السفارة السعودية في سنغافورة، فإن العلاقات الثنائية بين البلدين"تتميز بالاستقرار والاحترام المتبادل. وبين الجانبين توافق كبير حيال القضايا الدولية، وتحظى سياسات المملكة في جميع جوانبها بالتقدير من الحكومة السنغافورية، خصوصاً ما تقدمه المملكة من خدمات مميزة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين"، علما ان عدد المسلمين في سنغافورة يصل الى نحو 500 ألف، اي ما نسبته حوالي 15 في المئة من عدد سكان البلاد البالغ نحو أربعة ملايين.