سجلت"إعمار العقارية"الاماراتية، أرباحاً صافية"قياسية"خلال العام الماضي بلغت 4.731 بليون درهم نحو 1.3 بليون دولار، بزيادة قدرها 3.040 بليون درهم، أو ما يعادل 180 في المئة، مقارنة ب 1.691 بليون درهم للسنة المالية 2004. وعلى رغم هذه الأرباح التي وصفها المحللون الماليون ب"القياسية"، غير أن سهم الشركة في سوق دبي المالية استبقت الاعلان عن النتائج بخفض بلغ 2.43 في المئة، حيث بلغ سعر السهم بعد سلسلة من التراجعات خلال الاسبوع الماضي 22.05 درهم مقابل نحو 23.30 خلال الاسبوع الماضي. وعزا المحللون هذا التراجع بأنه يعود الى ان هذه النتائج كانت متوقعة من جانب المستثمرين الذين ينتظرون الاعلان عن نسبة توزيعات الارباح للشركة مقابل هذه الارباح الكبيرة. ولكن رئيس مجلس ادارة الشركة محمد علي العبار طمأن المستثمرين بان"التوزيعات ستكون طيبة"، ما يراه هؤلاء قد ينعكس ايجاباً على حركة السهم خلال الايام المقبلة. وارتفعت عائدات الشركة من مشاريعها العقارية خلال عام 2005 إلى 8.361 بليون درهم بزيادة 3.113 بليون درهم، أي 59 في المئة، مقارنة ب 5.248 بليون درهم في عام 2004. وسجل العائد على السهم زيادة ملحوظة لتصل إلى 0.85 درهم مقابل 0.33 درهم للسهم في عام 2004. ولا ينكر أحد بأن عام 2005 كان عاماً فاصلاً في تاريخ الشركة التي نجحت في تسليم أكثر من 12800 وحدة سكنية إلى مالكيها في دبي، كما أطلقت أكثر من 50 مشروعاً عقارياً في المنطقة، في اطار خطة لتحويل الشركة الى علامة تجارية"الأعلى قيمة في القطاع العقاري العالمي على الإطلاق"، على حد تعبير العبار. وقامت اعمار منتصف العام الماضي بمضاعفة رأسمالها بإصدار سهم لكل سهم، مما رفع عدد أسهم الشركة من 2.835.500.000 إلى 5.671.000.000 سهم. واستقطبت عملية الاكتتاب على أسهم زيادة رأس المال التي استمرت 10 أيام أعداداً كبيرة من المساهمين الذين أتيحت لهم الفرصة للاكتتاب بقيمة 5 دراهم للسهم الواحد، منها 4 دراهم علاوة إصدار. وخلال العام الماضي أيضاً، بدأت الشركة في تطوير اكبر برج في العالم الذي يطلق عليه اسم"برج دبي"، بالتزامن مع اطلاق عدد من المشاريع التجارية والسكنية، بدءاً من"مجمع برج دبي للأعمال"و"جزيرة البلدة القديمة"و"فيلات وشقق ذا ريزيدنسز"وانتهاء بمجمع"ذا لوفتس"و"8 بوليفارد ووك"و"ساوث ريدج"، وبذلك تكون إعمار قد أطلقت 6 مشاريع دفعة واحدة في وسط المدينة الجديد لإمارة دبي خلال العام الماضي. أما أهم المشاريع التي اطلقتها الشركة عام 2005، فقد تجسد في إطلاق مشروع"مدينة الملك عبدالله الاقتصادية"بقيمة استثمارية تتجاوز 100 بليون ريال سعودي، مما يجعله أكبر مشروع استثماري للقطاع الخاص في المملكة العربية السعودية. وعززت"إعمار"خلال هذه الفترة حضورها في المنطقة عبر العديد من المشاريع، ابتداءً من مشروع ضخم في المغرب يطلق عليه اسم "أميلكيس 2"و"خليج باهية"، وسورية "البوابة الثامنة"و"تلال دمشق"، وصولاً إلى مصر "مرتفعات القاهرة"و"القرية الذكية". وتجدر الإشارة هنا إلى أن القيمة الإجمالية لاستثمارات"إعمار"في المنطقة تجاوزت 150 بليون درهم إماراتي 40.87 بليون دولار. كما افتتحت أيضاً أول مكتب لها في الهند بالشراكة مع"إم جي إف"، في الوقت الذي تحالفت فيه مع شركة"إم جي إف"للتطوير العقاري"لإطلاق مشروع مشترك تحت اسم شركة"إعمار- إم جي إف المحدودة". وتعد هذه الشركة الوليدة أضخم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع العقارات في الهند بقيمة تتجاوز نصف بليون دولار. وكشفت"إعمار"أيضاً خلال عام 2005 عن خطط لتوسعة نشاطها في قطاع التجزئة من خلال استثمارات بقيمة 15 بليون درهم، تشمل تطوير 100 مركز تجاري في أهم الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية. اما في الإمارات، فقد أبرمت"إعمار"اتفاقاً مع إمارة أم القيوين لإنشاء مشروع"مرسى أم القيوين"بقيمة 12 بليون درهم. ويهدف هذا المشروع، الذي وقعته"إعمار الشرق الأوسط"مع حكومة أم القيوين، إلى إطلاق مدينة حديثة متكاملة على واجهة بحرية غاية في الروعة. واختتم العبار قائلاً:"في ضوء التوسع الكبير الذي شهدته عمليات الشركة في المنطقة خلال العام الفائت، فإننا نتوقع أن يزخر عام 2006 بالإنجازات الكبرى، خاصة مع انطلاق عمليات الإنشاء في هذه المشاريع خلال العام الحالي".