وصل كرنفال ريو دي جانيرو الى ذروته مساء أول من أمس مع انطلاق استعراض ضم 14 فرقة من كبريات مدارس تعليم رقص السامبا في الاستاد الذي يتسع لنحو 60 ألف شخص. ورددت الفرق الغنائية الاتية من الأحياء الفقيرة في المدينة الساحلية أغاني عن الصراع بحثاً عن السعادة في ظل الفقر المدقع الذي تعيش فيه. إشاعات في أحياء الريو تفيد عن حضور مفاجئ للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إلى الكرنفال ليتابع استعراض فرقة"فيلا إيزابيل"المخصص هذه السنة لموضوع"الإندماج اللاتينو- أميركي"ولشخصية سيمون بوليفار. وبوليفار هو أحد أبطال الاستقلال والوحدة بين أقطار أميركا الجنوبية في القرن التاسع عشر، ويعتبر تشافيز نفسه وريثاً له، ناهيك بمساهمة"شركة نفط فنزويلا"في تمويل استعراض هذه الفرقة. ورقص مساء أول من أمس نحو أربعة آلاف من أعضاء الفرقة التي سميت على اسم مدينة الاكواخ"روسينها"التي تقع على احدى التلال على أنغام أغنية عن انه يمكنك أن تولد فقيراً معدما وتظل طوال حياتك تحلم بالمال لتكتشف في النهاية ان"المال لا يشتري السعادة". وجسدت أزياء الفرقة كل ما يمكن أن تحلم به فتاة فقيرة إذ جاءت الأثواب مصنوعة من العملات الذهب وبطاقات الائتمان ومئات من القبعات الوردية على شكل حصالات الأطفال والحيوانات الصغيرة والحلوى والشوكولا. وأدى فريق مدرسة"فيلا ايزابيل"أغنية عن امتزاج الحضارات في أميركا اللاتينية ورائد الحركات التحررية سيمون بوليفار. وشارك في رعاية المهرجان رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الذي لم يحضر ولكن عدداً من الشخصيات المشهورة الأخرى حضر مثل نجم الكرة الارجنتيني السابق دييغو مارادونا. وخصصت لكل فريق من كل مدرسة 80 دقيقة للرقص والاستعراض على أنغام موسيقى السامبا. ومن معايير الحكم على الفرق تصميم الرقصات والأزياء والحماسة ودقة العزف. وفريق"بيجا فلور"أو"الطير المغرد"هو البطل الحالي. ولكن معظم المشاركين يقولون انهم لا يشاركون للفوز ولكن للرقص طوال الليل. وقالت داندان سيلفا 20 عاماً والعرق يتساقط من جبهتها ان"أهم ما في الكرنفال هو الاثارة بسبب الرقص أمام كل هؤلاء الناس". وخلال المهرجان الذي يبدأ قبل بدء فترة الصيام لدى المسيحيين ويستمر من يوم الجمعة وينتهي يوم الأربعاء يتم التخلي عن العادات الاجتماعية وتنقلب الأدوار. وخلال الحفلات في الاستاد وأحياء المدينة يرتدي الناس العاديون ملابس الامراء. وتستخدم مدارس السامبا الروافع ذات الاذرع المعدن والسلال المعدن لوضع الراقصات على قواعد صغيرة توضع على منصات فوق عربات مخصصة. وبينما جاءت معظم أزياء الفرق حافلة بالالوان والزينة من القطع المعدنية والريش احتفالاً بالحياة الا ان فريقاً واحداً ارتدى زياً برتقالياً على شكل هيكل عظمي ووضع أعضاؤه على اكتافهم الغربان وفوق ظهورهم شواهد مقابر. وتحتفل بلدان أخرى في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي بالكرنفال ولكن البرازيل هي الاكثر تميزاً وتعد معلماً سياحياً مشهوراً.