أكدت كرة القدم العربية نفسها بقوة في المسابقات القارية في آسيا وأفريقيا للعام الثاني على التوالي، من خلال سيطرة أنديتها على الألقاب الأربعة في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد ومشاركة 7 منها في 4 مباريات نهائية. ولم يتوقف انجاز الكرة العربية عند هذا الحد، بل أكدت حضورها في بطولة أمم أفريقيا التي استضافتها مصر مطلع العام الحالي، وتوجت بلقبها على حساب ساحل العاج، وكذلك في بطولة العالم للأندية التي استضافتها اليابان، وتحديداً الأهلي المصري الذي حل ثالثاً. وكانت الاندية العربية فرضت سيطرتها على المسابقات القارية العام الماضي، وأكدت 7 منها حضورها في المباريات النهائية لمسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد، كما ان اتحاد جدة السعودي حل رابعاً في بطولة العالم للأندية. أفريقياً، فرضت الأندية العربية سيطرتها على مسابقة دوري الأبطال، من خلال بلوغ الأهلي المصري حامل اللقب والصفاقسي التونسي الدور النهائي، وتتويج الأول بطلاً لها بفوزه 1- صفر إياباً في تونس، بعدما تعادلا 1-1 ذهاباً في القاهرة. وكرر الأهلي سيناريو العام الماضي عندما تفوق على النجم الساحلي في الدور النهائي أيضاً، علماً بأن أربعة أندية عربية بلغت دور الأربعة العام الماضي، وهي فضلاً عن الأهلي والنجم الساحلي التونسي الزمالك والرجاء البيضاوي المغربي. في المقابل، فشل النادي الصفاقسي في ان يتوج بطلاً للمسابقة للمرة الأولى، ليصبح ثالث ناد تونسي ينال هذا الشرف بعد الأفريقي والترجي عامي 1991 و1994 على التوالي، لكنه يملك لقباً أفريقياً في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي عام 1998. ويدين النادي الأهلي بانجازه الى نجمه محمد أبو تريكة، الذي سجل هدف الفوز في مباراة الإياب. ولعب أبو تريكة دوراً كبيراً في انجاز الأهلي في بطولة العالم للأندية، لأنه توج هدافا برصيد 3 أهداف، بينها هدفان في مرمى أميركا دي مكسيكو المكسيكي بطل الكونكاكاف 2 -1 في مباراة تحديد المركز الثالث. وتصدر أبو تريكة لائحة ترتيب الهدافين بعدما رفع رصيده إلى ثلاثة أهداف، اذ سبق ان سجل هدفه الأول في البطولة في مرمى أوكلاند النيوزيلندي 2 - صفر في ربع النهائي. وضرب المنتحب المصري أكثر من عصفور بحجر واحد، لأنه توج بطلاً للمرة الخامسة في تاريخه بعد أعوام 1957 و1959 و1986 و1998، منفرداً بالرقم القياسي في عدد الألقاب الذي كان يتقاسمه مع الكاميرون 1984 و1988 و2000 و2002 وغانا 1963 و1965 و1978 و1982. وأبقى المنتخب المصري اللقب عربياً، إذ خلف المنتخب التونسي الذي ناله للمرة الأولى في تاريخه قبل عامين على أرضه، كما ان"الفراعنة"نالوا اللقب الثالث على أرضهم في 4 مرات استضافوا فيها الدورة، كما نجحوا في محو خيبة الأمل بعدم التأهل الى"المونديال"وردوا الصاع صاعين للعاجيين، الذين هزموهم مرتين في التصفيات 2 -1 في الاسكندرية و2 - صفر في ابيدجان. ونجح المخضرم حسام حسن في نيل اللقب الأفريقي الثالث في مسيرته الكروية، وكان بالتالي مسك ختام مشواره الرائع بعد لقبي 1986 و1998 كما نجح المدرب المصري حسن شحاتة في نيل اللقب القاري الذي عجز عن إحرازه كلاعب، عندما خرج من دور الأربعة في دورات 1974 في مصر بالذات و1976 في إثيوبيا و1978 في غانا و1980 في نيجيريا. اما مساعداه شوقي غريب وحمادة صدقي فنالا اللقب مدربين، بعدما سبق ان أحرزاه لاعبين عام 1986 ولم يخرج لقب مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي عن الخزائن العربية، وكان من نصيب النجم الساحلي التونسي على حساب حامله في الموسم الماضي الجيش الملكي المغربي بتعادلهما 1-1 ذهاباً في الرباط وصفر-صفر إياباً في سوسة. وهي المرة الثالثة التي يحرز فيها النجم الساحلي لقب المسابقة بعد عامي 1995 و1999، في حين فشل الجيش الملكي في الاحتفاظ بلقبه للعام الثاني على التوالي. وسيلتقي النجم الساحلي مع الأهلي المصري بطل مسابقة دوري أبطال أفريقيا على كأس الكؤوس الأفريقية، علماً بأن الفريق المصري توج بطلاً لها العام الماضي على حساب الجيش. ولم يفرط النجم الساحلي في فرصة لعبه على أرضه وأمام جمهوره، وعوض فشله في الأدوار النهائية للمسابقات القارية بعدما خسر نهائي مسابقة دوري أبطال أفريقيا في العامين الأخيرين أمام انيمبا النيجيري عام 2004 والأهلي المصري عام 2005، خصوصاً وأنه لعب إياب النهائيين خارج قواعده، كما عوض خسارة مواطنه النادي الصفاقسي نهائي مسابقة دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي. وأعاد الفريق التونسي الألقاب القارية إلى الأندية التونسية بعد غيابها عن قمة منصة التتويج منذ ثلاثة أعوام، وتحديداً منذ إحراز النجم الساحلي بالذات كأس الكؤوس الأفريقية عام 2003. وضرب النجم الساحلي بقوة في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي هذا العام بعدما خرج من مسابقة دوري أبطال أفريقيا. وحقق النجم الساحلي ثمانية انتصارات متتالية في ثمانية مباريات في مسابقة كأس الاتحاد، وحجز بطاقته إلى الدور النهائي عن جدارة واستحقاق على حساب مواطنه الترجي وريناسيمينتو من غينيا الاستوائية ولوبوبو الكونغولي الديموقراطي، قبل ان يتوج بطلاً على حساب الجيش الملكي. آسيوياً احتفظ الفيصلي الأردني بلقبه بطلاً لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي على حساب المحرق البحريني بفوزه عليه 3-صفر ذهاباً في عمان وخسارته أمامه 2 -4 إياباً في المنامة. وكان الفيصلي أحرز لقب النسخة الثانية على حساب النجمة اللبناني 1-صفر ذهاباً في عمان و3 -2 إياباً في بيروت في تشرين الأول أكتوبر 2005 وبقي اللقب الآسيوي للعام الثالث على التوالي عربياً، بعدما كان الجيش السوري أحرز لقب النسخة الأولى على حساب مواطنه الوحدة عام 2004 وفي مسابقة دوري أبطال آسيا، فجر الكرامة السوري مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغه الدور النهائي وكان قاب قوسين او أدنى من إحراز اللقب. وخسر الكرامة صفر- 2 ذهاباً في كوريا الجنوبية أمام صاحب الأرض تشونبوك موتورز، وتقدم بالنتيجة ذاتها إياباً في حمص وكان في طريقه الى فرض التمديد، بيد أن الفريق الكوري سجل هدفاً قاتلاً قبل دقيقتين من نهاية المباراة ونال اللقب، ووضع بالتالي حداً لسيطرة أندية غرب آسيا والعربية تحديداً على هذا اللقب منذ اعتماد تسمية دوري أبطال آسيا على البطولة عام 2003، عندما توج العين بالنسخة الأولى، ثم فاز اتحاد جدة باللقب عامي 2004 و2005 وكان الكرامة في طريقه الى تكرار انجازه في ربع النهائي عندما تخلف بهدفين أمام اتحاد جدة قبل ان يقلب تخلفه بطريقة رائعة إياباً ويتفوق على منافسه 4 -2 بعد التمديد، بيد ان البرازيلي زي كارلو كان له رأي آخر ونجح في تسجيل هدف شونبوك الوحيد في الوقت القاتل ليسقط الكرامة بالضربة القاضية. وكان الكرامة فرض نفسه بقوة في الدور الأول فتصدر مجموعته التي ضمت الوحدة الإماراتي والغرافة القطري وسابا الإيراني، ثم تخطى اتحاد جدة في ربع النهائي، قبل ان يؤكد علو كعبه بإيقاف زحف القادسية الكويتي في نصف النهائي بفوزه عليه بسهولة إياباً في الكويت 3 - صفر بعد ان كان تعادل معه صفر- صفر ذهاباً في حمص. وفرض العرب أنفسهم في جوائز الاتحاد الآسيوي باختيار مهاجم السد ومنتخب قطر خلفان إبراهيم أفضل لاعب في القارة الصفراء.