عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، محادثات مع سلطان عُمان السلطان قابوس بن سعيد، تركزت على بحث تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وتباحث الجانبان في العلاقات الاخوية المميزة التي تربط البلدين، والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، بما يفتح مجالات أرحب من التعاون الثنائي القائم بينهما، ويلبي المزيد من آمال وتطلعات الشعبين العماني والسعودي، إضافة إلى القضايا كافة ذات الاهتمام المشترك على الساحات الخليجية والعربية والدولية. وتطرقت المحادثات إلى مستجدات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة، والملف النووي الإيراني والإرهاب الدولي. وكان خادم الحرمين قلّد ليل أول من أمس، في مقر إقامته في قصر العلم في مسقط، السلطان قابوس بن سعيد قلادة الملك عبدالعزيز. كما قلّده السلطان قابوس وسام عمان من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام في السلطنة. وأقام السلطان قابوس مأدبة عشاء رسمية تكريماً لخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له. إلى ذلك، منح خادم الحرمين الشريفين أوسمة لعدد من الوزراء والقادة العسكريين العمانيين. كما منح السلطان قابوس لمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين للسلطنة أوسمة لعدد من كبار المسؤولين السعوديين. وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال استقباله في مقر إقامته في العاصمة العمانية أمس الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي بن عبدالله، عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، إلى جانب المستجدات على الساحتين العربية والدولية. من جانب آخر، أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد بن أمين مدني، أن السلطنة والمملكة اصبحتا نموذجاً اقليمياً في التأسيس التراكمي بالنسبة إلى مفهوم الدولة، مشيراً إلى مكانة البلدين في المنظومة الخليجية، وما يمكن تحقيقه عبر مفهوم التراكم من بناء مؤسس، حيث يؤدي إلى تغيير نوعي وتطوير للتوازن الاجتماعي، بما يحقق خطوات محسوبة للأمام. وقال الوزير السعودي لدى زيارته مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان:"علينا أن نميّز بين الساحة الداخلية والسياسة الخارجية، ولا مفر من الديموقراطية شرط أن نفهم أنها منصة تتنافس عليها قوى المجتمع، وأن النموذج الليبرالي الديموقراطي هو مجموعة من المصالح التي تتنافس على القرار السياسي، ويظل هذا التنافس قائماً بينها، لكنها تدين بمرجعية واحدة، حتى لا تؤدي الى حال من التشتت او التمزق الاجتماعي". وحفلت"أجندة"الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين بمجموعة من اللقاءات، إذ استقبل وزير المكتب السلطاني الفريق اول على بن ماجد المعمري في مكتبه أمس، رئيس الاستخبارات العامة السعودي الامير مقرن بن عبدالعزيز، وتبادل الجانبان وجهات النظر في عدد من الامور ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين. كما استقبل وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي نظيره السعودي وبحث معه في التعاون الاعلامي المشترك وسبل تطويره لما فيه خدمة الاهداف المشتركة.