انتقد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "التدخل السافر" لإيران في الشؤون اللبنانية، داعياً الى "وضع حد للضغوط الأجنبية" من أجل تسوية الأزمة. وأضاف بعد لقائه في القاهرة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط:"أقول صراحة أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي عندما قال منذ مدة إن ايران ستهزم الولاياتالمتحدة الأميركية على أرض لبنان فان هذا يعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية". وسأل:"ماذا تفعل إيران وتقول اذا قال رئيس بلد عربي أننا سنهزم بلداً ما من هذه الدول الأخيرة الكبرى في طهران؟". وأضاف:"آمل ان يترك لبنان وشعبه للتفاهم من دون أي ضغوط خارجية". وجدد قباني دعمه الدولة والحكومة اللبنانية للخروج من الشارع والعودة بالعمل السياسي الى المؤسسات الدستورية،"لأن البديل هو الوقوع في دوامة المجهول الذي يدخل البلاد في الفوضى العامة". واعتبر أبو الغيط أن"الأوضاع في لبنان شأن لبناني يجب أن يكون بمنأى عن أي حسابات إقليمية تهدف إلى توظيفه في صراعاتها الخارجية وعلاقاتها الدولية. وأعرب عن استغرابه"تحدث البعض من خارج لبنان عن استعدادهم للتدخل في الشأن اللبناني لمساعدة الجامعة العربية على التوصل إلى إنجاح مساعيها لحل الأزمة الحالية". ودعا كل القوى السياسية على الساحة اللبنانية إلى"إبداء المرونة اللازمة لإنجاح جهود الجامعة العربية للخروج من الأزمة الحالية وتغليب لغة الحوار والتفاهم من أجل حل الخلافات حول عدد من القضايا وتفويت الفرصة على الذين يسعون إلى خلق بؤر توتر جديدة في المنطقة". وأشار إلى"أن الحلول المطروحة حالياً حول إنشاء الحكومة هي حلول وسط منطقية"، معرباً عن أمله بأن"تتعاون كل الأطراف لإنجاحها". طنطاوي يؤيد الدولة ثم التقى قباني شيخ الازهر الشريف الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي قال بعد اللقاء:"اننا ندعو الله ان يصرف عن دولة لبنان الفتن ما ظهر منها وما بطن، وان يديم على لبنان نعمة الأمان والرخاء والاطمئنان. وان الدور الذي يجب ان يقوم به العلماء في لبنان، هو دور الإصلاح وجمع أبناء لبنان على كلمة واحدة". وأضاف طنطاوي:"نحن ندعو الى دعم الدولة اللبنانية، وجميعنا يؤيد الدولة اللبنانية وأن تظل عالية الرأس وأن تبني ولا تهدم وتعمر ولا تخرب وتصلح ولا تفسد. هذا ما نرجوه للدولة اللبنانية". واجتمع المفتي قباني مع رؤساء تحرير الصحف والإذاعات والتلفزيونات في مصر وأطلعهم على الدور الديني والوطني الذي تقوم به دار الفتوى.