حذر تقرير سري، وضعه خبراء اقتصاديون في"حلف شمال الأطلسي"الناتو وأُرسل إلى سفراء الدول الپ26 الأعضاء في الحلف، من خطة روسية لتأسيس منظمة للدول المصدرة للغاز تضم، إلى روسيا، الجزائر وقطر وليبيا ودول آسيا الوسطى وربما إيران. وأفادت الدراسة، بحسب تقرير في صحيفة"فاينانشال تايمز"اللندنية أمس، أن روسيا تسعى إلى استخدام سياستها في مجال الطاقة لتحقيق أهداف سياسية، خصوصاً في تعاملها مع دول الجوار، مثل جورجيا وأوكرانيا. وكان نائب الناطق باسم الكرملين ديميتري بسكوف أعلن مساء أول من أمس، ان الحديث عن سعي روسيا إلى تأسيس منظمة للدول المصدرة للغاز"لا أساس له على الإطلاق"، مؤكداً"أن واضعي هذه الفكرة فشلوا ببساطة في فهم نظريتنا حول الأمن في مجال الطاقة". وقال:"تتمثل نظريتنا في اعتماد المنتجين والمستهلكين على بعضهم البعض. والمجانين فقط من يعتقدون أن روسيا ستبدأ بابتزاز أوروبا من طريق الغاز، فنحن نعتمد على المستهلكين في أوروبا بقدر ما يعتمدون علينا". وعلى رغم رفض بعض واضعي التقرير وجود مسعى فعلياً لدى روسيا لتأسيس منظمة من هذا النوع، يبرز التقرير التوترات المتفاقمة بين أوروبا الغربية وموسكو حول الأمن في مجال الطاقة. ويقول مديرون تنفيذيون لشركات في مجال الطاقة، إن التهديد الأكبر لأسعار الغاز يصدر عن ضآلة الاستثمارات الروسية في قطاع الغاز وعن مساع محتملة لدى موسكو لإقناع منتجين آخرين، كالجزائر، بالحد من استثماراتها في القطاع نفسه. وتبلغ حصة روسيا من الغاز المستهلك في أوروبا 24 في المئة، فيما تبلغ حصة النروج 13 في المئة والجزائر 10 في المئة، علماً أن السوق الأساسية للأخيرة تتمثل في أسبانيا وإيطاليا. والأسبوع الماضي، حذرت وكالة الطاقة الدولية من احتمال لجوء الدول الأساسية المصدرة للغاز إلى"تنسيق خططها الاستثمارية والإنتاجية لتجنب حصول فوائض وإبقاء أسعار الغاز مرتفعة". الموقف الأوروبي لكن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فشلوا أول من أمس في الاتفاق على موقف موحد من السياسة الروسية في مجال الغاز، وضغطت بولندا باتجاه موقف متشدد في أي محادثات مستقبلية مع روسيا. والشهر الماضي، انتقد مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اتفاقاً روسياً ? جزائرياً، معتبراً أنه منع الجزائر من بيع حصص في مشاريعها الغازية إلى مستثمرين أجانب. وقال خبير لصحيفة"فاينانشال تايمز"إن روسياوالجزائر تتجهان فعلاً، وبناء على اتفاق بينهما، إلى لجم الاستثمارات الغازية. فپ"غازبروم"الحكومية الروسية تتحكم بالقطاع بقرار حكومي، فيما منحت الحكومة الجزائرية أخيراً"سوناطراك"الحكومية الحق بامتلاك 51 في المئة من أي مشروع، مقارنة بپ30 في المئة سابقاً. وتبدي النروج وقطر ونيجيريا تردداً في الالتحاق بأي منظمة للدول المنتجة للغاز، الذي يُباع بطريقة تختلف عن النفط، حيث العقود آجلة لفترة طويلة ومرتبطة بتقلب أسعار النفط. ويرى خبراء أن"غازبروم"تعتمد فعلاً على السوق الأوروبية لأن الأسعار في روسيا محددة بسقف ولغياب أي سوق أخرى راهناً.