سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقى أولمرت وطالب سورية بعدم التدخل في لبنان والعراق ولجنة بيكر تقترح مؤتمراً تحضره الرياض وطهران . ودمشق والقاهرة بوش يرفض أي اتصال مباشر مع طهران قبل تخليها عن نشاطات التخصيب
وضع الرئيس جورج بوش أمس شروطاً مسبقة لفتح حوار مع ايران وسورية لتحقيق الاستقرار في العراق، فيما لمحت مصادر مقربة من الادارة الى ان تقرير مجموعة الدراسات حول العراق سيوصي بالتحاور مع دمشقوطهران، او عقد مؤتمر دولي تحضره السعودية وايران وسورية ومصر والأردن، والولاياتالمتحدة، بطبيعة الحال. ورفض بوش أي حوار مع ايران قبل تخليها عن طموحاتها النووية. وقال عقب محادثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في البيت الابيض ان تمكين الحكومة العراقية من القضاء على الارهاب يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستشجع اسرائيل على إعادة إحياء المفاوضات مع سورية، قال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي"قادر على ادارة سياسته الخارجية بنفسه". لكنه اشار الى ان موقف الادارة الاميركية هو ان على سورية"إنهاء تدخلها في لبنان والرحيل عنه كي يتمكن من بناء ديموقراطيته". واضاف ان على دمشق ايضا"التوقف عن دعم القوى الراديكالية التي تسعى الى تقويض الديموقراطية في العراق"، مشيرا الى ان لدى اميركا سفارة في دمشق، وذلك في اشارة الى ان سورية تستطيع الاتصال عن طريقها اذا قررت العودة عن مسارها الحالي. وشدد على ان اميركا لا تعارض إجراء محادثات مع سورية من حيث المبدأ،"لكن ذلك يجب ان يكون في سياق سياسة سورية مسؤولة في لبنانوالعراق". واكد اولمرت من جانبه انسجامه مع الموقف الاميركي، واصفا السياسة السورية ب"اللامسؤولة"، مشيرا الى استضافتها ودعمها لزعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس في الخارج خالد مشعل. واضاف انه في حال تغيير السياسة السورية"قد يكون بالإمكان، في مرحلة ما في المستقبل، خلق ظروف لإجراء اتصالات"، مؤكدا انه في المرحلة الحالية،"ليس هناك مؤشر الى هذا الاتجاه". وعن ايران قال بوش، الذي كان التقى في وقت سابق فريق مجموعة الدراسات حول العراق برئاسة وزير الخارجية السابق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتون، انه سبق واعلن ان على ايران وقف تخصيب اليورانيوم في شكل قابل للتحقق قبل فتح حوار معها. واضاف:"نحن على استعداد للجلوس الى طاولة المحادثات معهم الى جانب الاتحاد الاوروبي، لكن عليهم ان يستجيبوا أولاً لمطلب المجتمع الدولي في ما يخص إنهاء خططها للحصول على قدرات نووية". وأوضح ان"العزل"سيكون مصير ايران في حال واصلت سياساتها الحالية، مؤكدا ان"ثمة نتائج ستترتب"في حال واصلت ايران تجاهل قرارات مجلس الامن. لكنه لم يشر الى اي خيار عسكري كان هدد باللجوء اليه في السابق. في واشنطن أيضاً أكد مساعد وزيرة الخارجية للدييلوماسية العامة جيمس جيفري أنه"ليس من المستحيل التوصل الى أرضية مشتركة بين الولاياتالمتحدةوايران حول العراق"، مشيرا أن حافز ايران في أي حوار محتمل مع الولاياتالمتحدة هو"عدم رؤية المزيد من الفوضى في العراق"و"لتفادي مصير كوريا الشمالية"المعزولة دولياً. وقال جيفري في حوار مع صحافيين أجانب في الخارجية أمس حضرته"الحياة"إن الادارة الأميركية في طور"درس واستعراض الاقتراحات الموضوعة حول الانخراط في حوار مع ايران"انما"لم يتخذ قرار بهذا الشأن بعد". واعتبر جيفري، المقرب من وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، أن"البيت الأبيض منفتح على أفكار جديدة فيما يتعلق بإيران، خصوصا دورها في العراق"، وأن خيار الحوار طرح سابقاً ورفضه الايرانيون"لمختلف الأسباب حول تصورهم له"، وبالتالي"لم تتم المحادثات". وأكد جيفري أن طهران"لا تستفيد من الفوضى في المدى البعيد داخل العراق"وأن النظام الايراني"يفهم جيدا أن اللاعب الأميركي هو الأقوى في الساحة العراقية وفي المساهمة في استقرارها وبهامش كبير عن باقي الأطراف". ورأى المسؤول الأميركي في ذلك حافزاً لطهران في أي حوار محتمل معها لأن"حصول فوضى كبيرة في المدى البعيد في العراق ليس لصالحهم". وبدا جيفري أقل حماسة لدور سوري أو أي حوار أميركي محتمل مع دمشق، مشيرا الى"أنه كان للولايات المتحدة محادثات مع سورية حول العراق في 2003 و2004 ولم تؤد الى شيء"، وأضاف"أن الرئيس بشار الأسد، على عكس والده، رجل يصعب التعامل معه وسجلنا ليس جيد مع الأسد الابن ولا يدعو للتفاؤل". وقال جيفري رداً على سؤال ل"الحياة"إن أي حوار أميركي مع طهران أو دمشق"لن يكون على حساب دعم الديموقراطية في المنطقة"وأن"الادارة الأميركية غير مستعدة لتقديم تنازلات في هذا الاطار"، سواء في لبنان أو الأراضي الفلسطينية أو العراق. وكانت ايران أبدت استعدادها للبحث في أي طلب أميركي لاجراء محادثات. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني"اذا كانوا في الولاياتالمتحدة يريدون حقاً اجراء محادثات مع ايران عليهم ان يقترحوا ذلك رسمياً وحينها تنظر ايران في الامر"، فيما قال الناطق باسم الحكومة الايرانية غلام حسين الهام:"اذا حدث تغير 180 درجة في السياسة الاميركية فسيكون هذا شيئا مباركا. ونأمل ان تعيد أميركا النظر في سياستها وتدع المنطقة في حالها وتتوقف عن الترويج للحرب ودعم الجماعات الارهابية في المنطقة".