قال مصدر مقرب من "كتائب ثورة العشرين" إن الشهر الماضي"شهد أقوى موجة تصفيات بين فصائل المقاومة الوطنية والعشائر من جهة، وتنظيم"القاعدة"من جهة أخرى". وأضاف ان"كتائب ثورة العشرين"تمكنت من تشكيل جبهة مناهضة ل"القاعدة"مكونة من"كتائب ثوار الغضب"التي شكلها عدد من عشائر الرمادي، وأعلنت ان هدفها الاقتصاص من"القاعدة"لقتلها المئات من أبناء هذه العشائر الذين انضموا إلى الشرطة، وكتائب صلاح الدين الايوبي". وقتل خلال عمليات التصفية هذه"العشرات من أفراد"القاعدة"بينهم عدد من جنسيات عربية، سعوديون وسوريون ويمنيون. وفي الايام الثلاثة الاخيرة فقط قتل في الرمادي وحدها عنصران من"القاعدة"وتم أسر ثمانية آخرين". وقال المصدر ان تنظيم"القاعدة"تمادى في الاستهانة بدماء ابناء محافظة الانبار وقتل الشخصيات البارزة فيها بحجج واهية". وأضاف المصدر انه"بلغ من جرأة القائمين على هذا التنظيم أن اقدموا على تكفير جماعات لها باع طويل في جهاد المحتلين مثل"كتائب ثورة العشرين"و"كتائب صلاح الدين"والدخول في خلافات عنيفة مع"الجيش الاسلامي"غالباً ما كانت تنتهي بتصفيات متبادلة كما حدث في عامرية الفلوجة، عندما خطف تنظيم"القاعدة"قياديين في الجيش الإسلامي في المدينة لرفضهم استهداف ابناء العشائر، خلال احتدام ازمة الصراع في حزيران يونيو وتموز يوليو الماضيين". اما"كتائب ثورة العشرين"فدخلت الصراع ضد"القاعدة"بعد ان"فشلت محاولاتها لثنيها عن مشروعها التكفيري الهدام وفشل الوسطاء بين الطرفين. اعقب ذلك محاولات لرأب الصدع لم تسفر عن نتيجة". وكان سبب الخلاف الأساسي بين"القاعدة"وبقية الفصائل هو"إصرارها على أن تكفّر جميع الفصائل الشرطة والجيش". وتابع المصدر:"اخيراً لم يعد هناك من مجال لايجاد قاسم مشترك مع القاعدة، خصوصاً بعدما خطفت مجموعة تابعة لها قائد كتائب ثورة العشرين في الصقلاوية الملقب بأبي ايوب قبل اسبوعين". وكانت"كتيبة ثأر الانبار"الاسم السابق لكتائب"ثوار الغضب" نفذت عمليات ضد القاعدة ابرزها اغتيال اربعة من عشيرة البو فهد من المشاركين في اغتيال الشيخ نصر الفهداوي واستاذ الكيمياء النووية في جامعة الانبار، وكثرة الاغتيالات التي نفذها التنظيم ضد الشخصيات البارزة من علماء، واستهدافه الشرطة وتدخل التنظيم في كل كبيرة وصغيرة في حياة الناس في المحافظة". وسادت الانبار اجواء معادية ل"القاعدة"حيث انتقد الشيخ عبدالستار عذافة إمام وخطيب جامع الرقيب في حي الجولان في الفلوجة تصرفات التنظيم. وقال انه"يجب الفصل بين المقاومة الشريفة والمنتسبين الى المقاومة الذين استباحوا دماء المسلمين بغير حق واستخدموا كلام الله في غير مواضعه، للوصول الى اغراض سياسية، واهداف تصب في صالح اجندات خارجية على حساب دماء اهل البلد. ويسود الانبار شعور بالنقمة ازاء تصرفات"القاعدة"، كما يؤكد ذلك الدكتور م ح أستاذ في الجامعة المستنصرية الذي يقول ان"معظم أهل الانبار يمقتون القاعدة، الا ان القوة الفائقة والأموال الطائلة التي تملكها والرقابة الصارمة التي تفرضها على اهالي الانبار، تجعلهم غير قادرين على مواجهتها، رغم ان الكثير من الفصائل الوطنية اصبحت ترفض سلوكها بل ان بعضها دخل في مواجهة معها لكنها لا تزال هي الأقوى بسبب الدعم الخارجي المجهول المصدر الذي تتلقاه والتسليح الذي لا يتوفر مثيل له لدى الجماعات الأخرى". ويقول الدكتور مثنى أستاذ في جامعة الانبار ان"القاعدة وزعت اخيراً منشورات في الجامعة تدعو الطلبة الى الامتناع عن الدوام فيها، وسبق لها أن دمرت وسائل الاتصال في المحافظة لمنع تكوين اجهزة امنية فيها ما يدل على ان التنظيم ركن أساسي في مؤامرة تتعرض لها الانبار لهدمها وتدميرها وإرجاعها إلى القرون الوسطى".