من يستمع جيداً إلى ألبوم وائل كفوري الجديد"وائل 2006"، يلمس كيفية نجاح ذلك المطرب في تقديم خلاصة تعكس سنوات الخبرة ومشوار النجاح. ولا يخفى على أحد أن كفوري، ومنذ ظهوره في برنامج"ستوديو الفن"عام 1992 وحصوله على الميدالية الذهبية، استطاع أن يحقق النجومية منذ الحلقات الأولى ويلفت انتباه لجنة التحكيم والجمهور والمشاهدين على حد سواء بفضل قدراته الصوتية المميزة. ومنذ انطلاقته في أغنية"ما وعدتك بالنجوم الليل"التي أطلقها خلال التصفيات النهائية لبرنامج الهواة الشهير، صار وائل كفوري في مصاف النجوم خصوصاً انه وقع عقداً مع مكتب"ستوديو الفن"وتبناه المخرج سيمون أسمر من الألف إلى الياء. حتى إن الدلال الذي حصل عليه كفوري في هذا المكتب جعل عدداً كبيراً من النجوم المنتسبين إليه ينسحبون ويفسخون عقودهم مع سيمون أسمر بسبب غيرتهم من الاهتمام الزائد الذي لقيه المطرب الشاب من أسمر. وصار اسم وائل كفوري يزداد شهرة مع كل أغنية كان يطلقها، من"ليل ورعد وبرد وريح"إلى"معقولي تشتي بآب". واستمرت الحال على هذا المنوال إلى أن جاء وقت الخدمة العسكرية. حتى في الجيش، عرف سيمون أسمر"من أين تؤكل الكتف"، واستطاع عبر أغنيات تتحدث عن الخدمة العسكرية أن يبقي اسم كفوري حاضراً في الساحة الغنائية الفنية. وباتت أغنية"أنا رايح بكرا ع الجيش"نشيداً يردده كل شاب ينوي الانخراط في خدمة العلم. وهكذا ظل وائل عالقاً في أذهان الناس إلى حين خروجه من الجيش. وبعد اشهر قليلة، نشبت خلافات قوية بينه وبين أسمر أدت إلى انفصال وائل عن مكتب"ستوديو الفن"، فلجأ إلى الملحن سمير صفير ليدير له أعماله، بعد أن قدّم له أبرز أغنياته الناجحة. وخلال ثلاث سنوات من المشكلات بين المخرج سيمون اسمر ووائل كفوري، تراجعت اسهم الأخير على رغم بعض الأغنيات الناجحة التي قدمها مع سمير صفير. وربما شعر وائل بهذا التراجع فما كان منه إلا أن عاد إلى كنف مكتشفه لكن بعقد جديد يحتوي على بنود تناسب الطرفين. بعدها انطلق وائل كفوري مجدداً في الساحة الغنائية وقدم البوم"عمري كلو"الذي نجح نجاحاً كبيراً، ليعيد بعدها ألبوم"قرب ليّ"اسم كفوري إلى الصدارة وبات اسمه في الصفوف الأمامية في عالم الغناء العربي، وخصوصاً ان البوماته الأخيرة ترافقت مع تغيير جذري في شكله الخارجي الذي لاقى استحساناً لدى عدد كبير من النساء. اختيار موفق وبالعودة إلى الألبوم، يتضمن العمل 10 أغنيات، أرادها كفوري من اللونين الكلاسيكي الرومانسي. ويبدو أن وائل وبعد نجاح"عمري كلو"و"قرب ليّ"، اختار موسيقى طارق أبو جودة الرومانسية، فقدم"بحبك أنا كتير"الشبيهة بروحها من"قرّب ليّ". إلا أن من يستمع إلى الألبوم، سيكتشف أغنيات أجمل من"بحبك أنا كتير"التي صورها وائل أخيراً تحت إدارة المخرج سعيد الماروق في سياق سيناريو عاطفي برع الماروق في تقديمه. مثلاً، أغنية"بالغرام"التي كتبها الياس ناصر ولحنها التركي إبراهيم تطليس، تظهر قدراته الصوتية الهائلة. تلك الطبقات العالية التي يصل إليها في الأغنية، تشبه كثيراً"تبكي الطيور"التي قدمها أيضاً إبراهيم تطليس. وفي أغنية"بالغرام"يبدع كفوري في القرار والجواب. وهناك أيضاً الأغنية الإيقاعية الجميلة المأخوذة عن الملحن التركي جوكن أوزن، هي"شو صار". أغنيات طارق أبو جودة"غازلني"،"رسايل حب"، و"ضحكني بكيني"، كالعادة، خفيفة وقريبة من القلب. ومن الأغنيات الجميلة أيضاً،"كوني أنا"لوسام الأمير،"بعيونك كلام"لملحم أبو شديد، و"شو هالخبرية الحلوة"لمحمود خيامي. باختصار، ألبوم"وائل 2006"، يبدو عملاً ذكياً يجمع المواضيع العاطفية مع الكلام السلس والألحان الجميلة. ويشار ايضاً الى الدور المهم للموزعين الموسيقيين على غرار هادي شرارة وملحم أبو شديد وناصر الأسعد. وائل كفوري استطاع تحقيق المعادلة الصعبة فأرضى النقاد والجمهور معاً.