غرامان من زيت السمك أو زيت الصويا يومياً يحسنان كثيراً من الوظيفة القلبية للاشخاص الذين بلغوا الستين عاماً أو أكثر، هذا ما تمخضت عنه دراسة قام بها الدكتور فيرناندو هالوغين من جامعة الطب في أتلانتا الأميركية، وكما هو معروف فإن الادهان أوميغا -3 توجد بوفرة في زيت السمك وزيت الصويا وزيت الكولزا وزيت الجوز والمكسرات. لقد اراد الدكتور هالوغين معرفة آثار الادهان أوميغا -3 على نظم القلب عند 52 شخصاً من المتقدمين في السن والذين يعيشون في مجمعات للعجزة لا تقدم لهم ما يكفي من السمك، وعند الشروع في البحث قام هالوغين بقياس نشاط القلب لمدة شهرين كاملين ومن ثم لمدة 11 شهراً أعطاهم خلالها غرامين من زيت الصويا يومياً، وفي اختتام الدراسة سجل الباحث تغيرات في ضربات القلب تدل الى ان هذا الاخير صار أفضل حالاً عما كان عليه قبل تناول زيت الصويا، اما عن الجرعة المثالية التي تعود بالإفادة على القلب فلم تحدد بعد والأبحاث جارية على قدم وساق للوصول اليها. وادهان اوميغا -3 لا تفيد في تحسين ضربات القلب وحسب بل انها تسرع في توسيع الشرايين وزيادة ميوعة الدم الأمر الذي يبعد شبح وقوع الامراض القلبية الوعائية التي باتت طاغية في هذا العصر. ايضاً فإن هذه الادهان تسهم في خفض مستوى الشحوم الثلاثية في الدم وتخلق نوعاً من التوازن الايجابي بين الكولسترول الجيد والسيئ. وعلى صعيد الجهاز العصبي تملك أدهان اوميغا -3 تأثيراً طيباً عليه فهي تدفع الدماغ الى القيام جيداً بوظائفه خصوصاً ما يتعلق منها بالقدرة على الفهم والادراك والتعلم. وفي الفترة الاخيرة كثرت الصيحات هنا وهناك منادية بأهمية زيت السمك في علاج بعض الامراض العقلية كالكآبة التي اصبحت مرضاً متفشياً في هذا العصر. وفي هذا الاطار أشارت الباحثة ريتشاردسون من جامعة اكسفورد الى وجود علاقة ما بين طبيعة الاكل وارتفاع الاصابة بداء الكآبة، مشيرة الى ان الشعوب التي تكثر من أكل السمك كاليابانيين هم أقل تعرضاً للكآبة مقارنة بالشعوب التي تأكل كميات شحيحة منه. وعلى الصعيد عينه أشار الباحث الاميركي اندرو ستول من كلية طب هارفارد، في تجربة سريرية، الى ان كبسولات زيت السمك حققت نتائج مدهشة في علاج الكآبة، وبحسب رأيه فإن هذا العلاج سيعد من اهم الاكتشافات التي شهدها الطب النفسي في السنوات العشرين الاخيرة خصوصاً ان 20 في المئة من الناس يعانون من نوبات الكآبة في فترة ما من حياتهم. ان أدهان اوميغا -3 مهمة جداً للحامل من اجل تأمين سلامة الجهاز العصبي وشبكية العين للجنين وتطورهما على أحسن ما يرام، أيضاً فإن هذه الادهان يجب ان تكون حاضرة بقوة في غذاء الحامل نظراً لفائدتها في دفع ردود الفعل التحسسية التي قد تحدث من جراء تغليب كفة أدهان اخرى على الادهان أوميغا -3، ولتفادي هذه المشكلة تنصح الباحثة الاسترالية سوزان بريسكوت الحوامل بأن يتزودن بأقراص زيت السمك لحماية أطفالهن من الامراض التحسسية. واذا صدقنا ما قاله الاطباء من جامعة كارديف البريطانية فإن زيت السمك نافع للمصابين بالتهاب المفاصل اذ انه يزود الخلايا الغضروفية باحتياجاتها من ادهان اوميغا -3 التي تضرب عصفورين بحجر واحد، فهي اولاً تثبط الأنزيم الذي يسبب تلف الخلايا، وثانياً تقلل من حدة الالتهاب وبالتالي تخفف من الوجع الناجم عنه. وفي النهاية لا بد ان نعلم بأن ادهان اوميغا -3 تتألف من ثلاثة أحماض دهنية هي: 1- حامض ألفا - لينولينيل. 2- حامض EICOSAPENTAENOIQUE ويرمز له اختصاراً EPA. 3- حامض DOCOSAHEXAENOIQUE ويسمى DHA. 4- ان الحامضين الأخيرين لا يتوافران الا في السمك، وجسم الانسان قادر على صنعهما اعتباراً من الحامض الاول ولكن المشكلة هي ان هناك فئة من الناس، وبالتحديد من الشيوخ والاطفال، لا يستطيعون ذلك من هنا يجب تأمينها بأي طريقة.