انطلقت استعدادات الفضائية التونسية لشهر رمضان المبارك الذي يحظى لديها باهتمام خاص جدّاً تبرزه الاعتمادات الضخمة وتقدّر هذه السنة بنحو 4 ملايين دولار 5 ملايين دينار تونسي، وسترصد لإنجاز الأعمال الخاصة به مسلسلات، برامج متنوعة، فوازير.... ويندرج كل هذا في إطار سعيها لجذب المشاهد التونسي الذي يخضع لإغراء الفضائيات الأخرى. وهي تحاول دخول هذه المنافسة التي تشتد خلال الشهر المبارك بين الفضائيات. ضمن هذه الاستعدادات انطلق تصوير مسلسل"شرع الحب"على إمتداد 13 أسبوعاً لينتهي في أواخر آب أغسطس، وهو من إخراج حمادي عرافة، وسيناريو المنصف الأزعر الذي يشارك أيضاً في التمثيل مع مجموعة من أشهر الممثلين التونسيين منهم درة زروق ومنى نورالدين وأمال علوان ونادرة لملوم. وهو من اخراج حمادي عرافة الذي يعدّ من أبرز المخرجين التونسيين ويمتلك تجربة ثرية في مجال إخراج الأعمال الدرامية منها:"وردة"و"الناس حكاية"وإخوة وزمان". يصنف المسلسل الذي من المنتظر أن يبث خلال النصف الأول من رمضان المقبل ضمن الدراما الاجتماعية النفسية أو ما يصطلح على تسميته"بالبسيكودراما الاجتماعية". وهو من إنتاج"وكالة النهوض بالقطاع السمعي البصري"، ويقوم بتنفيذ إنتاجه المنتج نجيب عياد لمصلحة"مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية"وسيصور معظمه في تونس العاصمة والبقية في بعض المدن التونسية: القيروان وبنزرت والحمامات والكاف. تشكل الموضوعات الاجتماعية التي تهم الفئات العمرية وتحديداً العلاقات الأسرية، العمود الفقري لمعظم المسلسلات التونسية. و"شرع الحب"في هذا الاطار يستجيب لتطلعات المشاهد التونسي المغرم كثيراً بهذه النوعية من الدراما. وتدور أحداث المسلسل حول مشكلة الطلاق كظاهرة اجتماعية تشهد سنوياً تفاقماً ملحوظاً في تونس، وهي تتسبب في انعكاسات سلبية عدّة أولها التشتت العائلي الذي بدوره يفرز آفات اجتماعية وإنسانية لا حصر لها تهدد المجتمع لما فيها من مضاعفات خطيرة. ويحكي المسلسل الذي تدور أحداثه في المدينة على امتداد 15 حلقة مدة الحلقة 52 دقيقة قصّة"هدى"البورجوازية التي تنتمي إلى عائلة ثرية انفصل الوالدان بعد زواج استمر أكثر من 22 سنة. تقع"هدى"في حب"كمال"الذي ينتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة وتقرّر الزواج به. لكن عائلتها وتحديداً والدتها تقف ضدّ هذه العلاقة بسبب وضعه الاجتماعي وتعمل كل ما في وسعها لتدميرها وتضغط على طليقها ليساهم معها في ذلك. وعلى رغم عدم موافقته على ما تقوم به زوجته فإن والدها يجد نفسه مرغماً على مساعدتها من خلال استغلال نفوذه ضد عائلة"كمال"وبخاصة والده"الطاهر"الذي يتسبب له في مشاكل بلغت حد تهديده بالفصل من عمله. وهو في الوقت نفسه كان يوهم ابنته بموافقته على زواجها من"كمال". يطرح المسلسل إذاً موضوعات تتعلق بواقع المجتمع التونسي لكنه يناقش أساسات قضية الطلاق وانعكاساته على الأبناء في تشتتهم وضياعهم بين الأم والأب. ويقدّم نموذجين من المطلقين، يحضر الأول من خلال زوجين شابين حديثي العهد بالزواج تقودهما مشكلاتهما الحياتية إلى الطلاق المبكّر، ويمثّل النموذج الثاني زوجين يتم الطلاق بينهما بعد 22 سنة زواجاً، إضافة الى نماذج أخرى تجسد أهم المظاهر الاجتماعية كالإنتهازية والوصولية وانهيار القيم الإنسانية... وكان الطلاق موضوع مسلسل"إخوة وزمان"الذي أنتجته وعرضته الفضائية التونسية في رمضان الفائت وهو من إخراج مخرج"شرع الحب". واجهت المخرج قبل بدء التصوير صعوبات عدّة أقل ما يقال عنها أنها غريبة بمسألة إختيار الممثلين علماً انه تم في هذه السنة التنسيق بين المخرجين لتجاوز هذا الإشكال في طريقة وجد الممثلون أنفسهم مجبرين على تقبلها، وتكمن في منعهم من المشاركة في التمثيل في المسلسلين في آن واحد. ولأسباب مجهولة أثارت استياء الممثلين الذين يعتبرون أن أعمال رمضان هي المصدر الأساسي لكسب رزقهم قرّر المخرجون عدم إشراك الممثلين الذين يعملون في مسلسلات تلفزيون"حنبعل"الخاص، في مسلسلات التلفزيون التونسي، وهذا الإجراء تم إتباعه كشرط أساسي. ويعتبر غياب السيناريوهات من الصعوبات الكبرى التي تواجه الدراما التونسية وهو ما يفسر غياب التنوع في الموضوعات.