رفض الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله اقتراح أحد السفراء الاجانب، كما قال، بأن يجمع سلاح"المقاومة الاسلامية"في المخازن لأن اسرائيل ستقوم بقصفها بعد ايام، ووصف هذا الاقتراح بأنه استغباء للناس. وحوّل نصرالله مهرجان الحزب في الذكرى الخامسة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، في 25 أيار مايو العام 2000، الذي اصبح عيداً رسمياً في لبنان منذ انسحاب اسرائيل من الجنوب، الى صوت سياسي شعبي ضد البند المتعلق بنزع سلاح الميليشيات في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559، أكد خلاله انه"لو فكر أحد ان ينزع سلاح المقاومة فسنقاتله قتال الكربلائيين الاستشهاديين". وأضاف نصرالله:"نحن نقول للذين يأتون الى لبنان ويطلبون منه نزع سلاح المقاومة، ان كل ضماناتكم وعهودكم لا تساوي الورق الذي تكتبون عليه". وأكد ان"المقاومة تملك أكثر من 12 ألف صاروخ للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل". وملأ عشرات الآلاف من مناصري"حزب الله"ملعباً ضخماً في مدينة بنت جبيل الجنوبية أخذوا يهتفون له في محطات خطابه الرئيسة ويلوّحون بأعلام الحزب الصفر والخضر وبالعلم اللبناني ويصرخون:"هيهات منّا الذلّة". وأدخل نصرالله موضوع سلاح المقاومة بنداً رئيساً في تحالفات الحزب الانتخابية، مؤكداً ان تحالفاته سياسية في الأساس تستند الى موقف القوى السياسية من مسألة احتفاظ المقاومة بسلاحها. وكان لافتاً حضور رئيس"الحزب التقدمي الاشتراكي"وليد جنبلاط المهرجان مع قيادات رسمية وسياسية، وإلقاؤه الكلمة الوحيدة الى جانب كلمة نصرالله. واعتبر جنبلاط الذي سيتحالف مع"حزب الله"في الجبل والبقاع الغربي، ان حماية سلاح المقاومة من الثوابت والبحث فيه"لا يكون إلا بالحوار البناء بعيداً من القرارات الدولية المشبوهة". ورأى جنبلاط ان"حماية المقاومة عربون وفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري". فيما أكد نصرالله التحالف مع"تيار المستقبل"بزعامة سعد الدين الحريري. وروى وقائع جديدة عن حواراته مع رئيس الوزراء الراحل قبل أسبوع من استشهاده في 14 شباط فبراير الماضي أكد له، في حضور شهود أحياء، أنه لن ينفّذ البند المتعلق بسلاح المقاومة في القرار الرقم 1559 الى اليوم الذي تتحقق فيه تسوية شاملة في المنطقة. وأضاف نصرالله:"لا يطرح علينا أحد طروحات سخيفة تعطل فاعلية المقاومة وكأن المشكلة ان لدينا مدفعاً أريد الحفاظ عليه مادياً". وقال ان"هناك تسوية تقول ان يجمع سلاح المقاومة ويوضع في المخازن، واذا تعرّض لبنان لعدوان، نفتح المخازن ونحضر السلاح وندافع عن البلد. هذا استغباء للناس، فأهمية المقاومة ليس في انها تملك سلاحاً في مخازنها، بل أهمية المقاومة انها الآن جاهزة على سلاحها ومدافعها وصواريخها". وروى اقتراحاً آخر طرح على المقاومة في شأن نزع سلاحها قائلاً:"الفكرة الثانية كانت ان نترك السلاح الفردي والمتوسط، أي كلاشنيكوف وأم 16 ومتفجرات، لكن المدافع البعيدة المدى والصواريخ غير مقبولة. تسلمون السلاح الثقيل وتتركون السلاح الخفيف. هذا الاقتراح الذي اقترحه احد السفراء الاجانب فضيحة لأنه يعني انهم لا يريدون حل الميليشيات بل حفظ أمن اسرائيل. فليبق سلاح الميليشيا معكم اما السلاح المقاوم الذي يضع اسرائيل في حالة رعب فيجب نزعه". وتحدث عن"الذي يستهين بصواريخنا كماً ونوعاً، وأقول للمشككين: في الحد الادنى كل شمال فلسطينالمحتلة، بمستوطناتها ومطاراتها وموانئها وحقولها ومصانعها ومزارعها، هي تحت اقدام وايدي ابنائكم في المقاومة الاسلامية. هم يريدون ان يأخذوا من لبنان هذه القوة، وقوة هذه الضواريخ ليست في عددها، وهم يتكلمون عن 12 ألف صاروخ، لكن بالإذن من الاخوة في القيادة وأنا أعرف انهم سيحاسبونني في ما بعد، لدينا اكثر من 12 ألف صاروخ". وأكد نصرالله"قيمة وقوة هذه الصواريخ عندما تكون في ايدينا، ان الصهاينة لا يعرفون عددها ولا مكان تموضعها، وهم يقاتلون قوة مخبأة قد تفاجئهم في يوم من الايام بهذا العدد الضخم من الصواريخ. لكن هذه الصواريخ مخبأة لأهداف دفاعية". وتابع:"نحن لا نريد جرّ المنطقة الى حرب وليست سياستنا احداث حرب اقليمية. نحن نريد ان نحمي بلدنا لا ان ندمره ولأجل ذلك سنحتفظ بسلاحنا". وتابع:"في معالجة هذا الملف قلت نحن جاهزون لأي نقاش داخلي واي معالجات تحفظ فاعلية المقاومة وقدرتها على الردع، وتفصيله يترك للنقاش. هناك كلام عن نزع سلاح المقاومة، ما أريد ان أقوله ان أي تفكير بنزع سلاح المقاومة هو جنون. نحن في لبنان أحرص الناس على السلم والاستقرار والوحدة الوطنية ولم نعتد على أحد ولكن لو فكر أحد ان ينزع سلاح المقاومة سنقاتله قتال الكربلائيين الاستشهاديين، لأننا نعرف ان أي خطوة من هذا النوع هي عمل اسرائيلي ومصلحة اسرائيلية وسنعتبر ان أي يد تمتد الى سلاحنا يد اسرائيلية سنقطعها، لكن، بمعزل عن هذه الأدبيات، ان نأتي في لبنان ونقول هذا شأن لبناني وتعالوا لنناقش ونبحث، نحن منفتحون على هذا الى أبعد حدود، في دائرة المصلحة اللبنانية".