لم تشهد الدرجة الممتازة في الدوري الانجليزي لكرة القدم صراعاً مثيراً ومريراً من اجل البقاء في تاريخها. وستنصب اعين محبي اللعبة على الفرق الاربعة المتذيلة الترتيب يوم الاحد المقبل، موعد اسدال الستار على موسم 2004-2005. وبعدما ضمن تشلسي اللقب منطقياً منذ الاسابيع الاولى من العام الحالي، فان الاهتمام بات منصباً على صراعين، الاول على المركز الرابع المؤهل للدور التمهيدي لدوري ابطال اوروبا، والذي احتله ايفرتون في غالبية الموسم، وافتقد بالتالي متعة الاثارة والمنافسة الحقيقية في ظل تذبذب مستوى ملاحقيه ليفربول وبولتون واستون فيلا وميدلزبره وتوتنهام، والذي بدا لبعض الوقت ان هذا المركز لا يريده اي فريق بسبب تكرار نتائجها السلبية. لكن الصراع الحقيقي والمثير الذي تابعته الجماهير الانجليزية بشغف في الاسابيع الاخيرة هو صراع البقاء وتفادي الهبوط الى الدرجة الاولى، والذي جمع فرق نوريتش 33 نقطة وساوثهامبتون 32 نقطة وكريستال بالاس 32 نقطة ووست بروميتش البيون 31 نقطة، والتي تبادلت المراكز الاربعة الاخيرة بانتهاء كل اسبوع. وأصبح للمرة الاولى في تاريخ الدرجة الممتازة ان لا تتأكد هوية اي فريق من الثلاثة الاخيرة الهابطة حتى المرحلة الاخيرة من بطولة الدوري، وايضاً اذا نجح ساوثهامبتون في البقاء فانه للمرة الاولى في تاريخ الدرجة الممتازة ستهبط كل الفرق الثلاثة التي صعدت اليها هذا الموسم. وترشح مكاتب المراهنات نوريتش على البقاء كونه سيلعب ضد المتواضع فولهام ويتقدم منافسيه بفارق نقطة، اي ان مصيره في يده، فيما رشحت ساوثهامبتون ثانياً على تفادي الهبوط رغم ان لقاءه الاخير سيجمعه ضد مانشستر يونايتد على ارضه، ولكن سجل الاخير امام فرق النصف السفلي من القائمة يعد مزرياً، فهو فقد 19 نقطة امام هذه الفرق كانت كافية لنزعه اللقب من تشلسي، فيما اعتبرت مكاتب المراهنات فرصتي كريستال بالاس خارج ارضه مع تشارلتون ووست بروميتش البيون على ارضه ضد بورتسموث ضئيلتين جداً وربما معدومتين. لكن الهبوط من الدرجة الممتازة سيسبب كارثة مالية للفرق الهابطة، فعدا عن ان الفريق الهابط سيفقد مكافآت الدرجة الممتازة المقدرة ب12 مليون جنيه، وحقوق النقل التلفزيوني المقدرة ب8 ملايين جنيه، فان معدل الحضور الجمهوري سينهار بشكل لافت، وهو المصدر المالي الاهم في كل ناد، والتاريخ يشير الى فرق عانت بقسوة من هبوطها وافراطها في الانفاق وهي في الدرجة الممتازة، مثل ليدز وويمبلدون الذي افلس وانتقل الى مدينة اخرى واصبح يعرف بميلتون كينز وبرادفورد وشيفيلد وينزداي وليستر ونوتنغهام فوريست وغيرها. وسيكون ساوثهامبتون اكبر المتأثرين في حال هبوطه، لانه اعتاد على الدرجة العليا منذ العام 1978، وبالتالي فان كل الرواتب التي يدفعها للاعبين واداريين ومدربين هي من الرواتب الضخمة التي اعتاد عليها لاعبو الدرجة الممتازة، فتكاليفه كبيرة فيما ستكون مداخيله اقل من ربع ما كان يحصل عليه في السابق، عدا عن ديون تقدر ب23 مليون جنيه تكبدها جراء بناء استاده الجديد. لكن الوضع للفرق الثلاثة الاخرى مختلف، فهي تخوض موسمها الاول في الدرجة الممتازة، وبالتالي فان هيكلتها المالية بنيت على اساس انها اندية خارج الدرجة الممتازة، فرواتب اللاعبين بقيت معتدلة ومعقولة ولن تكسر ظهرها عملية الهبوط، فهي مهيأة ومستعدة. وفي هذا اليوم الاخير من موسم 2004-2005، ستكون الاثارة والأعين منشدة على اربع مباريات فقط، تخص اربعة فرق، مثلما كانت الحال في غالبية الموسم... موسم تشلسي.