هل يرضى النصراويون أن تكون القادسية هي الطرف الأول لنهائي مسابقة كأس ولي العهد؟... هذا ما تحدده مباراة اليوم عندما يلتقي فريقا النصر والقادسية في مرحلة الإياب على استاد الملك فهد الدولي، إذ إن لقاء الذهاب أسفر مساء الاثنين الماضي عن فوز القادسية بهدفين سجلهما كل من ياسر القحطاني والبرازيلي سوزا، فيما كانت الإصابة الوحيدة للنصر من نصيب مهاجمة سعد الحارثي. وسيرمي المدرب النصراوي البلغاري ديمتروف بكامل أوراقه في هذه المباراة التي يتطلب التأهل منها الفوز بفارق هدفين ولديه الكثير من الحلول بوجود لاعبين لم يستفد منهم في المباراة الماضية بعد أن وضعهم بجانبه على دكه الاحتياط ورمى بهم على استحياء في النصف الأخير من الشوط الثاني ويبرز من تلك الأسماء المهاجمان عبدالرحمن البيشي وبندر تميم، إضافة إلى لاعب الوسط ماجد الدوسري ولاعب الارتكاز أحمد الخير، فيما سيكون وجود قلب الدفاع النصراوي محسن الحارثي في حال مشاركته مصدر أمان للاعبي هذا الخط. وبنظرة سريعة إلى العناصر التي يمتلكها فريق النصر نجد أن المدرب لدية الكثير من اللاعبين الذين يستطيعون تشكيل خطورة على مرمى أي من الفرق، ووضعه في هذه المباراة والنتيجة التي يحتاج لها يتطلبان منه الاندفاع صوب مرمى القادسية والبحث عن هدف من بداية المباراة يريح أعصاب لاعبيه ويبقي حظوظه في المنافسة، أما بقاء الفريق في حال دفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة فربما يدفع النصراويون ثمناً غالياً بخروج من بطولة يعقدون عليها الشيء الكثير. ومن الجانب الآخر نجد أن المدرب التونسي لفريق القادسية أحمد العجلاني استطاع تحقيق ما يطمح إليه في مباراة الذهاب الماضية وسيدخل هذه المباراة بروح معنوية عالية وبنشوة الفوز الذي تحقق له وسيسعى إلى تأمين منطقة الدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي يجيد استغلالها تماماً ياسر القحطاني والبرازيلي سوزا و صالح السرحاني، إضافة إلى الانطلاق من العمق الذي يقوم به بين حين وآخر اللاعب المتمكن عبده حكمي، وقد استطاع القادسية الخروج بالفوز في مباراته الأولى بسبب الجماعية التي كان عليها أفراده، إضافة إلى يقظة وانتباه لاعبي متوسط الدفاعي جابر حقوي وسلمان الخالدي اللذين شكلا حاجزاً منيعاً للهجمات النصراوية عوضاً غياب المدافع الصلب زكريا الهداف. القدساويون لم يتبق على تحقيق حلمهم بالوصول إلى المباراة الختامية عل كأس ولي العهد سوى الخروج من هذه المباراة بنتيجة إيجابية، خصوصاً والأفضلية لهم بفرصتي الفوز أو التعادل، تاركين للنصراويين اللعب بفرصة واحدة وهي الفوز بفارق هدفين أو بفارق هدف والاحتكام إلى أوقات إضافية وركلات ترجيح لتحديد المتأهل الأول، ويجيد المدرب العجلاني استغلال الفرص والتمسك بها من خلال قدرته على توظيف العناصر الموجودة لديه. النصراويون لن يسمحوا للقادسية بإفاقتهم من الحلم الذي يراودهم بتحقيق بطولة تروي عطشهم وعطش جماهيرهم التي سئمت الانتظار، لا سيما وهم يتعشمون كثيراً في هذه البطولة. أما أبناء القادسية فالفرصة أمامهم سانحة واستطاعوا قطع نصف المشوار بجدارة ولم يتبق للوصول إلى مباراة الذهب سوى الصمود تسعين دقيقة في وجه خصمهم.