تشارك أربعة فرق تونسية في الدور الأول من المنافسات القارية لكرة القدم، ففي كأس رابطة الأبطال الأفريقية يمثل تونس فريقان عريقان، هما: النجم الساحلي الذي وصل إلى نهائي العام الماضي والترجي الرياضي، وفي كأس الاتحاد الأفريقي يشارك أيضاً فريقان، هما مستقبل المرسى وشبيبة القيروان. ويبدو منذ الدور الأول أن هذا العدد الكبير من المشاركين سيتقلص في الدور الثاني فبعد النتائج السلبية للترجي ولشبيبة القيروان صار هناك تخوف من خروج هذين الفريقين من المنافسة، منذ مباراة الإياب خلال أسبوعين من الآن. آخر النفق نبدأ بالنتيجة التي أثارت استغراب المراقبين في تونس وهي خسارة الترجي أمام الهلال السوداني صفر ? 2 في مباراة الذهاب للدور الأول من كأس رابطة الأبطال الأفريقية، طبعاً لم يكن الاستغراب من النتيجة إذ لا شك في أن الهلال السوداني استحق هذا الفوز، وإنما كان أداء الترجي في هذه المباراة محيراً، فهذا الفريق الذي يلهث وراء لقب رابطة الأبطال منذ أربعة مواسم لا يسمح له بأن يلعب بتلك الطريقة أمام الهلال السوداني، فهو في منافسات هذه البطولة في الدورات الماضية كان معروفاً عنه الأداء الجيد خارج القواعد وقليلاً ما خسر الترجي خارج أرضه، وان حصل ذلك فلم يزد غالباً على هدف وحيد، أما أن يخسر بتلك النتيجة وذلك الأداء فهو الأمر الذي يشير تساؤلات الأنصار. فالترجي لعب بفريقه المثالي الحالي تقريباً بالتشكيل نفسه الذي هزم به النجم الساحلي في منافسات كأس تونس، كما انه لعب بالخطة نفسها 3-5-2، ولكن لم نجد الروح ولا الاندفاع نفسيهما أمام منافس عرف كيف يقف على الملعب وعرف كيف يدافع عن مرماه بحراسة ذكية من الحارس شريف بوبكر، وعرف كيف يهاجم بقيادة هيثم ومصطفى طمبل، وعرف كيف يخطط باشراف مدربه التونسي سفيان الحيدوسي، ثم لا ننسى أن الفريق السوداني كان متفوقاً بصورة واضحة من حيث الاندفاع البدني. اما الترجي فتأكد مرة اخرى افتقاره إلى صانع ألعاب يبني الفرص للمهاجمين،خصوصاً أن المدرب السابق السويسري كلود اندريه لم يستطع أن يعوض اسكندر السويح، كما وضح أيضاً أن هجوم الترجي افتقد علي الزيتوني الذي سمح له بالاحتراف في أهلي دبي، وأخيراً تبين أن اللعب بثلاثة مدافعين وبوسط ميدان مدافع يضم ثلاثة عناصر يفقد الفريق توازنه وكل ذلك أدى إلى نتيجة آخر النفق بالنسبة إلى الترجي. وخوفاً من نتيجة سلبية في الاياب في تونس تقصي الفريق من هذه المنافسات الأفريقية باكراً قررت ادارة الترجي اقصاء المدرب كلود أندريه وأوكلت المهمة الى المدرب التونسي يوسف الزواوي ويساعده مواطنه لطفي جبارة ريثما يتم التعاقد مع مدرب جديد وربما يكون ذلك في الموسم المقبل وفي آخر النفق يمكن أن نعبر عن هزيمة شبيبة القيروان أمام الاتحاد الليبي 3- صفر وطبعاً لم يكن احد ينتظر أن يتعدى شبيبة القيروان الدور الأول، نظراً لأن إمكانات هذا الفريق الموجود حالياً في الدرجة الثانية محدودة، ولأن المنافسات في كأس الاتحاد الأفريقي ليست في متناوله. بداية موفقة أما بالنسبة للنجم الساحلي في كأس رابطة الأبطال فقد كانت البداية موفقة، إذ تعادل سلباً في السينغال مع نادي الديوانية المحلي. هذه النتيجة تفتح باب الآمل للتأهل إلى الدور الثاني بالنسبة إلى النجم وهو متصدر الدوري التونسي حالياً والذي ينتظر منه أن يصل عبر الأقل إلى دور الأربعة كما فعل في الموسم الماضي. فالنجم 2005 له الإمكانات التي تجعله يراهن على بطولة هذه الدورة بعد أن فعلها في الموسم الماضي. على رغم انه لعب في السينغال منقوصاً من لاعبين أساسيين في الدفاع هما غزال والسلامي ومن صانع ألعابه بيه، فانه أدى مباراة جيدة. من جهة أخرى، وبخصوص الممثل الرابع للكرة التونسية "مستقبل المرسي" فكان المستفيد الأكبر في هذا الدور من منافسات كأس الاتحاد الأفريقي، بفوز مستحق على مكناس المغربي في المغرب بنتيجة 1- صفر ما يجعله يستعد إلى مباراة العودة في تونس بأمل كبير في التأهل للدور الثاني.