كان الحدث الاهم الذي عرفته رياضة السيارات إعلان الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" عام 1950إقامة بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد. وفي 10 نيسان أبريل 1950 فاز السائق الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو على متن مازيراتي في سباق غران بري "باو"، وهو أول حدث أطلق عليه تسمية سباق فورمولا واحد الدولي. وبعد شهر واحد، إستضافت حلبة سيلفرستون البريطانية وتحديداً في 13 أيار مايو أول سباق غران بري لفورمولا واحد ضمن إطار جولات بطولة العالم. وفاز فيه الايطالي جيوسيبي فارينا الفاروميو. ومن سيلفرستون، التي كانت مطاراً حربياً خلال الحرب العالمية الثانية، بدأت حقبة تاريخية جديدة في رياضة السيارات. واعتبر ذلك العام بمثابة نقطة تحول في تاريخ سباقات والجوائز الكبرى حتى يومنا هذا. وأخذت ترتسم ملامح نظامية للبطولة التي أبصرت النور يومذاك. هكذا انطلقت بطولة العالم للسائقين، ومن ثم للصانعين بدءاً من عام 1958... وتوالى تباعاً تغير القوانين والمواصفات التي ترعى هذه البطولة مرات عدة في محاولة لتخفيض السرعة وتفعيل السلامة وخفض النفقات.. وأيضاً لجعلها تتماشى مع متطلبات العصر التقنية والفنية. أما بطولة السائقين التي اعتمدت بمفردها في البداية، فاستحوذت على أهمية كبرى من قبل المنظمين والجمهور على حد سواء نظراً لتركيزها على العنصر البشري في هذه الرياضة. أما بطولة الصانعين فشهدت صراعاً مستميتاً احياناً بين صانعي سيارات فورمولا واحد ومحاولاتهم الدؤوبة للفوز بلقب البطولة. وحتى بلغ عدد سباقات الجوائز الكبرى 733 سباقاً، وكان عددها يرتفع في كل عام عن العام الذي سبقه، نظراً إلى التزايد الملحوظ في شعبية البطولة وتهافت المشاركين والصانعين على المشاركة فيها. وخلال حقبة الخمسينات من القرن الماضي، تراوح عدد السباقات بين 7 و8 خلال كل موسم وارتفع في حقبة ليتراوح بين 9 و12 سباقاً. وعرفت حقبة السبعينات عدداً كبيراً من السباقات وصل الى 17 سباقاً، بينما شهد عام 2004 تنظيم 18 جولة وهو رقم قياسي بعد انضمام كل من البحرين والصين الى الروزنامة العالمية، وسيشهد الموسم الحالي تنظيم 19 جولة وهو رقم قياسي جديد، بعد انضمام سباق جائزة تركيا الكبرى الى الروزنامة.